الثانوية العامة في فلسطين: توتر يخيم على أجواء الطلبة
" الثانوية العامة في فلسطين" اسمها ومنهاجها وعدد مساقاتها وطرق تدريسها تغيرت بالسنوات الماضية، إلا أن رهبة إعلان نتائجها لا تزال خالدة في نفوس الطلبة تنتقل من جيل إلى آخر.
الترقب سيد الموقف، هكذا لسان حال طلاب الثانوية العامة في هذه الأوقات، حيث تختلط عليهم مشاعر القلق وترقب النجاح وإدخال البهجة على نفوق أهاليهم الذين سهروا معهم الليالي.
اقرأ/ي أيضًا: التربية تتحدث عن موعد اعلان نتائج الثانوية العامة في غزة والضفة
الطالبة بالفرع الأدبي نرمين سلامة، تنتظر كغيرها أكثر من 70 ألف طالب، إعلان نتيجة الثانوية العامة التي تغير اسمها من " التوجيهي " إلى "الإنجاز"، على أمل جني تعب العام.
تتحدث نرمين لسوا: أجواء البيت مشحونة بالترقب الحذر هذه الأيام (..) تحاول أسرتي التخفيف من حدة توتري إلا أن القلق ينتابني كما الجميع.
ورغم قلقها إلا أن نرمين تتوقع أن تحقق معدل يتجاوز الـ90% وتنتقل إلى الجامعة، مشيرةً إلى الصعوبات التي واجهتها أثناء تقديم الامتحانات، خاصة اختبار اللغة الانجليزية الذي اعتبرت أنه "صعبا، ولم يراع أية فروق فردية".
ولا يختلف حال الطالب بالفرع العلمي محمد جودة عن سابقته، إذ يترقب "اللحظة الحاسمة" كما أسماها؛ كونها تنقله من مرحلة عادية إلى تحديد المصير والمستقبل.
لكن محمد لم يتفق مع نرمين بشأن صعوبة الاختبارات، عادًا أنها "جاءت منصفة وراعت ظروف الطلبة"، ملفتا إلى صعوبات بسيطة واجهته بامتحان الفيزياء.
وحول توقعاته لنتيجته، أجاب وبريق الفرحة في مقلتيه: "ان شاء الله توقعاتي 80% فما فوق، في هذه الأوقات لاشك أن يعيش الطالب أجواء من القلق والانتظار هو وأسرته، كون هذه النتيجة ثمرة تعبه وجهده منذ بداية السنة".
أما الطالبة بالفرع الأدبي نور أبو زايدة، فتعتبر أن "القلق والتوتر شعور طبيعي لدى طالب الثانوية العامة، لكن لا يجب المبالغة في ذلك؛ كون مرحلة الإنجاز كغيرها من السنوات الدراسية".
وأكدت بأنها تعيش حياة طبيعية هادئة، فور انتهائها من تقديم الامتحانات، مستدركة : "لكن لا يخلو الأمر من حالة الترقب والتفكير بالنتائج النهائية، وردة فعل الأهل والأقارب ومدى رضاهم عن النتيجة".
وتطمح نور بدراسة تخصص الترجمة، كون سوق العمل الحالي يتطلب مهارات ومميزات معينة، مضيفة : "برأيي، هذا التخصص سيكفل لي حياة عملية مميزة".
"مواجهة الكابوس"
وفي هذا الشأن، رأفت مدربة التنمية البشرية والبرمجة داليا الحاج أحمد، طلبة "الإنجاز" أنه من الطبيعي أن يعيش الطالب أجواء من الترقب والانتظار بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة.
وأكدت أن الأهالي يشكلون بهذه المرحلة، حلقة ضغط على أبنائهم، مما قد يدفعهم لأمور "لا يُحمد عقباها"، داعية إياهم إلى تفهم بأنه لدى الطلاب قدرات متفاوتة والمعدل المرتفع ليس بالضرورة أن يكون معيار النجاح.
وحول كيفية مواجهة "كابوس الثانوية العامة"، قالت : "على الطالب ألا يراجع الإجابات فور انتهائه من تقديم الامتحانات، لأن ذلك يقوده إلى المزيد من الضغط النفسي، ويجعله يقدر لنفسه نتيجة سيئة تضاعف من حالة الإحباط لديه".
وأشارت إلى أن الطالب يستطيع تكوين طاقة إيجابية لديه عبر تذكر مواضع الصواب في إجاباته مما يساهم في رفع معنوياته.
ووفق الحاج أحمد، فإن قضاء الإجازة بالترقب والتوتر سيسلب من الطالب طاقته ويحرمه من التمتع بوقته الجيد، سيما وأن النتيجة بكل الأحوال ستظهر، فلا داعي لتحميل النفس فوق طاقتها.
ونوهت إلى أن أخذ الطالب قسط وافر من الراحة والنوم سيعيد لديه توازنه بعد قضاء أيام صعبة برفقة الكتاب، إضافة إلى ممارسة الرياضة وقضاء وقت ممتع برفقة العائلة والأصدقاء.
ووجهت رسالة للذين قد لا يحالفهم الحظ بالحصول على المعدل المأمول، قائلا : "بإمكانكم تجاوز ذلك بالتسجيل في تخصصات بديلة تناسب سوق العمل، أو العمل على إعادة المواد غير الموفقين بها لتحقيق معدل يناسب طموحاتكم".