لم يخف الصحافيون الإسرائيليون الذين غطوا وقائع ورشة البحرين الاقتصادية الأسبوع الماضي سعادتهم والفرحة الغامرة لتواجدهم هناك، والاستقبال الحار الذي لاقوه من المسؤولين البحرينيين، وتسهيل مهامها بدون أي عوائق وبث تقاريرهم بصورة حية ومباشرة، وتحت إجراءات أمنية مشددة لحمايتهم. في الوقت ذاته عبر بعضهم، من أن التوقعّات من الورشة الاقتصادية مُنخفِضة جداً كما ذكر الصحافي بارك رافيد الذي أجرى المقابلة التلفزيونية مع وزير الخارجية البحريني، وكذلك رفض شعبي وخوف من الحديث بشكل علني ورفض لوجود الصحافيين الإسرائيليين.

وكان الصحافيين الاسرائيليين هم نجوم ورشة البحرين الذين نشروا صورهم وهم يتجولون في السوق الكبير في المنامة والسهر وشرب البيرة اللبنانية حسب وصفهم. 

وقد وصفت مراسلة صحيفة هآرتس نوعا لانداو ورشة البحرين بالقول: ما هي إلا حفلة التطبيع العلني الأكبر الذي شوهد في السنوات الأخيرة، بين مندوبين من دول عربية وإسرائيل، وأن الانشغال الرسمي بالاقتصاد الفلسطيني كان واجهة غطت على الموضوع المركزي غير الرسمي، وهو عقد الصفقات من وراء الكواليس، والتطبيع بين دول عربية وإسرائيل.

وأضافت يبدو أن التطبيع بين البحرين ودول عربية أخرى وبين إسرائيل هو أهم بكثير من موضوع المؤتمر نفسه، والذي يفترض أن يكون الفلسطينيين. فالموضوع الحقيقي للمؤتمر، غير الرسمي، هو المال، والكثير من 
المال، فرجال الأعمال والشركات الاستشارية جاؤوا إلى هنا لعقد صفقات من وراء الكواليس بدرجة أكبر بكثير من الدفع بالسلام.

وقالت لانداو أن هذه الخطة المتخمة تقترح الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة عن طريق إسرائيل، رغم سياسة فرق تسد التي يتبعها نتنياهو، وعمليا، تبدو هذه الخطة كأنها مشروع لإعمار دولة، ولكن دون أن تذكر بأي شكل إذا كانت ستقوم أصلاً، وأن المؤتمر شمل، في اليوم الثاني له، مباحثات على شكل مجموعات (بانلز)، بشكل مواز للقاءات جانبية كثيرة بين ممثلي دول عربية ورجال أعمال إسرائيليين.
وعلى هامش الورشة أجرى وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، مقابلة للقناة التلفزيونية 13 الإسرائيلية، وعبر خلال اللقاء عن قناعته بأن إسرائيل جزء أساسي وشرعي من منطقة الشرق الأوسط. وجاءت المقابلة في سياق حفلة التطبيع وأن ورشة البجرين هي استمرار لقاءات التطبيع التي يقوم بها بعض قادة الخليج.

ووفقا لموفدا هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان"، غيلي كوهين وموءاف فاردي، بأنه بصورة استثنائية، دعا المستشار الإعلامي لملك البحرين الصحافيين الإسرائيليين إلى مأدبة عشاء، مساء اليوم الأول للورشة، واعتبرا أن حضور الإسرائيليين إلى الورشة، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الدولتين، يشكل تقدما، وإن كان صغيرا، في العلاقات بين الدولتين. 

ونشر موفدا شبكة كان، غيلي كوهين وموءاف فاردي، تقريرا مصورا من المنامة وتحدثا مع تجار في السوق الكبير، وان أحد التجار قال: أن فلسطين إسلامية، ولا حق لغير المسلمين فيها، وعلى الرغم من التطبيع الرسمي، من الواضح أن المواطنين البحرينيين يشعرون بالخجل بانعقاد الورشة وبالخوف من الحديث بحرية، ومن تجوا الصحافيين الإسرائيليين بينهم. 

ووفقا للمراسلان الإسرائيليان اللذان ذكرا بعد جولتهما في السوق، أن موقف البحرينيين مختلف كلياً عن موقف النظام تجاه اسرائيل والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإن المواطنين البحرينيين لا يشعرون بانعقاد الورشة، وأن النظام البحريني يتعامل بيد من حديد مع أي انتقادات يوجهها المواطنين ضده.

ونقلت مراسلة هآرتس لانداو عن مسؤول بحريني قوله، إن العلاقات مع إسرائيل تتحسن بالفعل، وبدا أن هذا المسؤول شعر بحرج من انعقاد الورشة، وقال إن استضافة الورشة معقد أيضا، خاصة مقابل الفلسطينيين، والضغوط الأميركية كانت بين الأسباب المركزية لعقدها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد