قمة أمنية تعقد، غداً، بمدينة القدس ، تجمع بين رؤساء الأمن القومي في كل من إسرائيل وأميركا والاتحاد الروسي، مائير بن شابات، وجون بولتون، ونيقولاي بتروشيف، وفي حين أن كلاً من أميركا وإسرائيل تشيران إلى أن هدف القمة الثلاثية الأمنية هو بحث «التهديدات الإيرانية»، إلاّ أن الاتحاد الروسي يرى في هذه القمة هدفاً آخر، وهو إرساء الاستقرار في سورية والشرق الأوسط بشكل عام. وتعكس العناوين المختلفة الأهداف المتباينة التي يعقد فيها هذا الاجتماع الذي تم التحضير له بعناية، ولعلّ تركيز روسيا على عنوان مختلف للقمة جاء بعد سلسلة إشاعات وتسريبات مفادها أن هذه القمة ستبحث إبعاد إيران عن الأراضي السورية ووقف تهديداتها من خلال أذرعها في المنطقة مقابل توافق أميركي - إسرائيلي على بقاء الأسد زعيماً لسورية، وسرعان ما حاولت روسيا من خلال تصريحات قادتها، بوتين الرئيس الروسي، وسيرغي لافروف وزير الخارجية، ووسائل إعلام روسية مختلفة، إلى نفي هذه التقولات والإشاعات بالتأكيد على أن روسيا لا تتخلى عن حلفائها، وعلى العكس من ذلك، أعلن أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي بتروشيف أن روسيا تحمل معها إلى القمة الثلاثية، مصالح إيران وستطرح وجهة نظر طهران باعتبار أن الوجود الإيراني في سورية جاء بطلب من الحكومة الشرعية السورية، وهي تشارك بفعالية في محاربة الإرهاب.


وإذا كان من المتوقع أن تطغى التطورات الأمنية في منطقة الخليج العربي؛ إثر العقوبات الاقتصادية على إيران من قبل إدارة ترامب، الذي أدى تفاعلها إلى أن وصلت إلى حافة حرب لا تزال تهدد المنطقة والعالم بأسره، أن تطغى على القمة الثلاثية، فلا شك أن الإدارة الروسية ليست في وضع يسمح لها أولاً بالتخلي عن الحلفاء، وثانياً فإنها لن تسمح بتحقيق أميركا وإسرائيل أي نجاح، وإحراز ما يمكن تفسيره أنه انتصاراً لسياساتها عبر هذه القمة، خاصة أن روسيا تشهد مع العالم كله، أن إدارة ترامب بدأت تخسر على مستوى سياستها الخارجية، فقد فشلت بإسقاط حكم مادورو في فنزويلا لحساب المعارضة، كما فشلت في أي تقدم حلمت بإحرازه مع كوريا الشمالية، بالتوازي مع تململ بين الحلفاء التقليديين في حلف الأطلسي، بين أوروبا وأميركا. وبالتالي فإن روسيا لن تقدم إيران لقمة سائغة لا لإسرائيل ولا للولايات المتحدة، خاصة أن التحالف الروسي - الإيراني على الأراضي السورية تمكن من تحقيق إنجازات واضحة لتوسيع سيطرة الحكومة السورية على أراضيها في مواجهة قوى الإرهاب المختلفة.


الدعوة إلى القمة الثلاثية، جاءت بمبادرة إسرائيلية، التفاهمات الروسية - الإسرائيلية حول التدخل العسكري الإسرائيلي في سورية، يمكن أن تكون مجالاً للبحث، وهو مأخذ كبير على طريقة إدارة روسيا لتحالفاتها مع سورية الذي يمتد إلى التحالف مع إيران، وأكثر ما يمكن التوصل إليه هو تعزيز هذا التوجه الذي يواجه بالكثير من النقد لسياسة موسكو على الساحة السورية!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد