مصير حكومة التوافق على المحك ووفد المنظمة مطالب بخطوات عملية

غزة / خاص سوا/ بشكل متوقع لم تلقى الزيارة المرتقبة لوفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة بأي اهتمام أو ترقب لدى الشارع في قطاع غزة الذي ملّ من هذه الزيارات والتي لم تحل ولو جزءً يسيراً من مشاكله ومعاناته التي تفاقمت بشكل لا يوصف خلال الأشهر الأخيرة.


وما زاد من القناعة بنتائج تلك الزيارات هو التراشق الإعلامي الذي عادةً ما يتصاعد قبل زيارة أي وفد في مشهد يقتنع الشارع الفلسطيني بأنه "مكابره" من الأطراف لكي لا يظهر أي من الأطراف ضعفه للأخر، رغم قناعتهم أن كليهما بحاجة إلى الآخر للخروج من المشاكل التي تعصف بهما.


قيادات عديدة في حركة حماس شددت في لقاءات إعلامية لها خلال الأيام القليلة الماضية، أنها ستعطي مزيداً من الوقت لحكومة التوافق الفلسطينية لكي تثبت بأنها تمثل الكل الفلسطيني وتسعي بكل سرعة للبدء بحل أزمات قطاع غزة، وإلا فإن حماس لديها الخيارات البديلة في حال واصلت الحكومة إدارة ظهرها لغزة، وهو ما جعل الشارع الغزي يتساءل عن مصير الحكومة خلال الفترة المقبلة.


الحكومة مقصرة


المحلل السياسي "أسعد أبو شرخ" اعتبر أن حكومة التوافق الفلسطينية مقصرة بشكل "شنيع" ضد قطاع غزة، وموضحاً أن الحكومة الحالية هي حكومة الرئيس محمود عباس وهو ما اعترف به رئيس الوزراء رامي الحمد لله الذي قال ذلك في أكثر من مناسبة.


ورأى أبو شرخ في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الاثنين، أنه ما لم يأت وفد منظمة التحرير المتوقع زيارته لغزة خلال الفترة القليلة المقبلة بأي جديد يعبر عما يريده الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من إعمار ورواتب موظفين ووحدة وطنية وطمأنة أهالي القطاع على أوضاعهم ومستقبلهم، فإنه لا جدوى من هذه الزيارة.


وحذر من أن المواطن في غزة سينفجر في وجه الحكومة التي أهملتهم فلم توفر لهم مواد للإعمار ولا كهرباء ولا رواتب للموظفين وغيرها، ناهيك عن أن المواطن لن يقبل هذه المرة بالوعود التي ملها، بل يريد خطوات على أرض الواقع.


وطالب أبو شرخ الفصائل الفلسطينية الوقوف إلى جانب شعبها في غزة الذي يكتوي بنار الحاصر منذ سنوات، داعياً السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق إلى الرحيل إذا لم تستجب بالسرعة القصوى لمطالب شعبها في غزة، وبعدها يبحث الشعب وفصائله عن بديل لتلك السلطة والقيادة.


إرادة وطنية


من جانبه، رأى المحلل السياسي "رياض العيلة" أنه ما لم تتوفر إرادة وطنية وإسلامية لدى كافة الفصائل الفلسطينية، وخاصةً فتح وحماس لدفع عجلة عمل الحكومة في غزة للأمام، فإنها ستبقى مكبلة اليدين عن العمل في غزة.


وأوضح في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الاثنين، أنه الوفد المنتظر وصوله لغزة سيبقى وفداً تقليدياً كما الوفد الذي سبقته في اطلاقها وعودا ًدون أن يطبق منها شيئاً على أرض الواقع.


وطالب المحلل السياسي الوفد والحكومة والفصائل إلى القيام بمهامهم في رفع المعاناة عن أهالي قطاع غزة، وفي مقدمتهم الذي دمرت وتضررت منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، والذين تفاقمت أوضاعهم مع إعلان وكالة الغوث وقف توزيع التعويضات المالية على المتضررين بسبب نفاذ الأموال لديها.


وحول مدى إمكانية صبر الشعب في غزة في ظل هكذا أوضاع، بين العيلة أن الشعب يتحمل الكثير، لكنه لديه قدرة محدودة ربما تطول لكنها بكل تأكيد ستقف عند حد معين، منوها ًإلى أن المساعدات المادية والعينية التي تقدمها المؤسسات الدولية هي التي تصبر السكان وتوجل انفجارهم لبعض الوقت.


نتائج الاتصالات


هذا وكانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اجتمعت، أمس، في مقر مفوضية العلاقات الوطنية لحركة فتح، واستمعت إلى نتائج الاتصالات التي تمت بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي حماس والجهاد الاسلامي من أجل تهيئة الأجواء لتوجه وفد الفصائل إلى غزة لعقد اجتماع هناك بهدف تذليل العقبات التي جمدت جهود استكمال تنفيذ اتفاق المصالحة.


وعبر المجتمعون عن ارتياحهم لتجاوب الجميع من أجل سرعة عقد الاجتماع بحضور جميع الأطراف، مؤكدين على استكمال الاتصالات مع حركة حماس من أجل تحديد موعد لتوجه الوفد إلى غزة قبل انعقاد المجلس المركزي القادم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد