الفسيخ يزين موائد الغزيين في أول أيام عيد الفطر
بدأ معظم المواطنين في القطاع منذ أيام قليلة وحتى الآن، يقبلون بكثرة على شراء السمك المملح المعروف محلياً بـ"الفسيخ"، والذي يعتبر وجبة رئيسة بالنسبة للعديد من الأسر تزخر بها موائد الإفطار في أول أيام عيد الفطر .
ويعتبر تناول وجبة "الفسيخ"، مع بعض المقبلات والبندورة المقلية بالفلفل الحار صبيحة أول أيام عيد الفطر، تقليداً اعتاد عليه معظم الأسر، رغم تحذيرات بعض الأطباء وخبراء التغذية من الإفراط في تناوله.
ووفقاً لصحيفة "الأيام"، قال الدكتور وائل أبو عون طبيب عام بجمعية الإغاثة الطبية، إنه في حال فساد سمك "الرنجا"، فإنها تحتوي على نوع من البكتيريا يؤدي إلى صعوبة وفشل في التنفس ومن ثم الوفاة، خاصة إذا تم حفظها بطريقة خاطئة.
وحذر أبو عون من شراء "الرنجا" والسمك المملح من مناطق غير مضمونة، أي من البائعين المتجولين أو على الأرصفة لأنه يوضع عليها أنواع من "الورنيش" لإعطائها اللمعان وهو مضر جدا بالصحة، مؤكداً ضرورة عدم تناول هذه الوجبة تماما من قبل مرضى الضغط العالي وتليف الكبد ومرضى القلب.
وأكد ضرورة التأكد من صحة طريقة تخزينه، موضحاً أن التخزين في البراميل الخشبية طريقة غير صحية، وممنوع الشراء منه، حيث إن من أبرز العلامات الدالة على فساد الفسيخ هو الخياشيم المهترئة، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من الفطريات والعفن في منطقة الرأس.
وفي السياق، قال المواطن باسل السك لـ"الأيام"، إن الفسيخ أو "الرنجا" السمك المدخن، من الوجبات الرئيسة التي تُزين مائدة الإفطار لدينا صبيحة عيد الفطر، حيث ننتظرها بفارغ الصبر طوال شهر رمضان لأننا توارثناها عن الآباء واعتدنا عليها منذ سنوات طويلة.
وأوضح السك أنه ورغم ارتفاع سعر كيلو الفسيخ من جهة، وتسببه لنا بالجفاف في هذا الجو الحار وشرب كميات كبيرة من الماء من جهة ثانية، إلا أنني أقبل على شراء ما يكفينا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، لأن شراءه يعتبر تقليدا لا يمكن الاستغناء عنه.
وذكر أن عائلته اعتادت منذ سنوات على تناول الفسيخ في إفطار أول أيام عيد الفطر، مضيفاً، "وجبة الفسيخ بالنسبة لنا رئيسة، وإن لم تتواجد لا نشعر بأجواء حقيقية للعيد".
وشدد المواطن صلاح مرتجى (65 عاماً) على أنه لا يمكن أن يمر أول أيام عيد الفطر على أسرته دون أن يشتري "الفسيخ"، قائلاً: "لا عيد بلا فسيخ".
وأضاف مرتجى، "لم يمر علينا عيد منذ صغري، دون أن أتناول طبق الفسيخ والبندورة المقلية"، موضحاً أن الفسيخ من الأكلات التي ورثها عن الآباء والأجداد".
التاجر محمد عبد العال المعروف بـ"الحمامي" صاحب أشهر محل لبيع "الفسيخ" في سوق جباليا شمال غزة ، قال، "إن معظم سكان قطاع غزة يقبلون على الأسواق ومحلات الأسماك لشراء الفسيخ في آخر أيام شهر رمضان، لتكون وجبتهم الرئيسة للفطور في عيد الفطر".
وبيَّن عبد العال لـ"الأيام"، أنه يعمل على صناعة "الفسيخ" منذ بداية العام، موضحاً أن له أنواعا مختلفة، منها ما هو مصنوع من أسماك (البوري) أو (الجرع) أو (السردين).
وأشار إلى أن أجود أنواع الفسيخ هو المصنوع من سمك (البوري)، موضحاً أنه عمل على تجهيز ما يقارب 600 كيلوغرام من السمك لبيعه فسيخا، وبحمد لله لم يبق منه إلا القليل".
وعن أسعار الفسيخ، قال عبد العال، إن سعر كيلو الفسيخ في موسم عيد الفطر يبلغ 20 شيكلاً، أما بعده فينخفض سعره إلى أقل من ذلك، وذلك لقلة الإقبال على شرائه.