"صاندي تلغراف" تتهم منظمات إسلامية بدعم الإخوان وحماس

لندن / سوا / كتب أندرو غيليغان، في صحيفة "صاندي تلغراف"، أن الحكومة البريطانية تخطط لملاحقة منظمات لها علاقة بحركة حماس ، بعد تأجيل التحقيق الذي أجراه سفير بريطانيا في السعودية سير جون جينكنز؛ بسبب الخلافات حول الاستراتيجية الواجب اتخاذها تجاه الإخوان المسلمين.

ويتوقع الكاتب أن يقول تقرير جينكنز إن الإخوان المسلمين هي جماعة ذات وجوه متعددة، وهي ذاتها ليست جماعة إرهابية، ويجب ألا تحظر، وهو تحليل يتفق عليه الكثيرون.

وتستدرك الصحيفة بأن التقرير سيرفض مزاعم الإخوان المسلمين من أنه لا توجد أدلة على ارتباطات بين الجماعة والإرهاب. ونقل عن مصدر رسمي قوله: "إن هناك صلات واضحة، وتقرير جينكنز سيؤدي إلى اتخاذ خطوات ضد بعض الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين، وهناك العديد من الجمعيات قد ضغط عليها من خلال إلغاء الحسابات المصرفية لها". وسيتم نشر ملخص لتقرير جينكنز.

ويزعم تحقيق غيليغان أن هناك تداخلا بين نشاطات الإخوان المسلمين في بريطانيا وتلك المرتبطة بحركة حماس، المنظمة التي تعد إرهابية في عدد من الدول الغربية، وعادة ما تتشارك هذه الجماعات المرتبطة من خلال مشاركتها في المبنى ذاته.

وتنقل الصحيفة عن مصدر في مكافحة الإرهاب قوله: "عندما تبدأ بدراسة الأسماء والمواقع، فمن الصعب على الإخوان المسلمين مواصلة إنكارهم"، أي إنكار صلتهم بالإرهاب.

وتقول "صاندي تلغراف" إنها وجدت أن مركز عمليات الإخوان المسلمين هو "ويست غيت" و "كراون هاوس" في غرب لندن، وفي داخل المبنيين هناك على الأقل 25 منظمة مرتبطة إما بحماس أو بالإخوان المسلمين. وأشارت لمبنى ثالث وهو "بيناكل هاوس" في أولد أوك كومون رود، حيث تعمل الجمعية الخيرية "إنتربال"، التي حظرتها الولايات المتحدة. وسمح لـ"إنتربال" بالعمل في بريطانيا، بعد أن قالت أن لا علاقة لها بحركة حماس، وهو ما قبلته مفوضية الجمعيات الخيرية، بحسب غيليغان.

ويضيف الكاتب أن عصام مصطفى، وهو أهم عضو في مجلس أمناء "إنتربال"، ظهر قبل عام في صورة مع قائد حماس إسماعيل هنية في زيارة رسمية إلى مدينة غزة ، وظهر الاثنان وهما يصفقان. ويزعم غيليغان أن يوسف كان عضوا في اللجنة التنفيذية لحماس.

ويذكر التقرير أن المنظمات التي تعمل من "ويست غيت" تضم مؤسسة قرطبة، التي وصفها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنها "واجهة سياسية للإخوان المسلمين"، ويديرها أنس التكريتي، الذي يعد المتحدث الرئيسي والداعم للإخوان في بريطانيا، رغم زعمه أنه ليس عضوا في الجماعة، وتقع جمعية قرطبة في الطابق السابع.

وتحدث التكريتي بشكل واضح عن "دعم الإخوان لحركة حماس، وأعتقد أنه في حالة تعرضك للاحتلال فأنت بحاجة للدفاع عن نفسك". وأسهم التكريتي في إنشاء جماعة اسمها "المبادرة الإسلامية البريطانية" مع أحد مسؤولي حماس، وهو محمد صوالحة، وقد وصفه عزام التميمي بـ "المبعوث الخاص" لحركة حماس. ويحتوي الطابع السابع من "ويست غيت" على مظلة لعشر جمعيات خيرية، منها ست دعمت حركة حماس، وعدد منها له علاقة بالإخوان المسلمين، بحسب الصحيفة.

ويبين الكاتب أن الحكومة حرمت "منبر الجمعيات الخيرية" من 250 ألف جنيه إسترليني في كانون الأول/ ديسمبر، التي جاءت على هيئة مساعدات وقروض، في قرار برره وزير المجتمعات إريك بيكلز بأنه "لوقف دعم أي منظمة داعمة أو مرتبطة بأشخاص يقومون بتأجيج الكراهية والانقسام والعنف"، مع أن أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني من القرض دفعت.

ويضيف غيليغان أن ائتلاف الخير أو حملة 101 يوم يضم ستة أعضاء، وعدت وزارة المالية الأمريكية الائتلاف منظمة إرهابية أنشأتها حركة حماس من أجل نقل الأموال إليها. وترأسها العالم المعروف يوسف القرضاوي، الذي رفض تسلم قيادة الإخوان المسلمين مرتين.

وعاد الكاتب للتذكير بأن القرضاوي، الممنوع من دخول بريطانيا، يعد من المدافعين عن العمليات الانتحارية. وقال إن القرضاوي هو من أنشأ الائتلاف، وسكرتيره العام هو عصام مصطفى، مدير مجلس أمناء "إنتربال".

وتفيد الصحيفة بأن منبر الجمعيات الخيرية الإسلامية يضم "مسلم إيد"، الجمعية التي اعترفت أنها مولت جمعيات تديرها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وكذلك جمعية "العون الإسلامي"، التي تعمل بشكل وثيق مع الواجهات الخيرية لحماس في غزة، وجمعية "مسلم هاندز"، التي تدعم منظمات تابعة لحماس، وجمعية "الإغاثة الإسلامية"، التي اتهمتها المخابرات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في تسريبات ويكيليكش بدعم حركة حماس وبصلات إرهابية.

ويشير الكاتب بنوع من السذاجة إلى أهداف حركة الإخوان، التي يقول إنها تريد استبدال النظام العلماني بنظام الشريعة وشعارها "القرآن دستورنا" و"الموت في سبيل الله أسمى أمانينا". ويقول إن الإخوان المسلمين رغم تأكيدهم على ممارسة العمل الديمقراطي، إلا أنهم يقولون إن التحقيق البريطاني جاء نتيجة ضغوط من دول الخليج على الحكومة البريطانية.

ومن أجل الربط بين حماس والإخوان يوضح غليغيان أن ميثاق حركة المقاومة الإسلامية حماس يؤكد الربط بين الحركتين، لكن الحكومة البريطانية تنظر لهما باعتبارهما مختلفتين.

وتلفت الصحيفة إلى أن المنظمات العاملة في "كراون هاوس" تضم مركز العودة الفلسطيني، وهو مركز للإخوان قريب من السياسة البريطانية الرئيسية. والتقى أعضاء المركز الشهر الماضي بمدير شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية ديفيد قواري، وحضروا اجتماع أصدقاء فلسطين في حزب العمال، الذي تحدث أمامه رئيس حزب العمال إد ميليباند.

ويؤكد الكاتب أن للمركز علاقات مع الإخوان المسلمين، ويتشارك في المديرين مع "الجمعية الإسلامية البريطانية"، التي يقول إنها مرتبطة بشكل واضح بالإخوان المسلمين. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المركز هو "فرع لحماس تقوم من خلاله بنشر أجندة الحركة في أوروبا". وينفي المركز هذه المزاعم، لكن الكاتب يزعم أنه استقبل قادة حماس وبينهم إسماعيل هنية.

ويشير التقرير إلى أن المنظمة الثانية هي مركز مراقبة الشرق الأوسط "ميمو"، وهو موقع إخباري يدعم جماعات بحث مؤيدة للإخوان ولحماس. ومدير المركز هو داود عبدالله، وهو قيادي في الإخوان ومسؤول في المبادرة الإسلامية البريطانية التي أنشأها وأدارها أنس التكريتي. كما أن المحرر الرئيسي في "ميمو" هو إبراهيم هيويت، وهو رئيس مجلس أمناء "إنتربال".

وتتناول الصحيفة منظمة ثالثة، وهي "مركز الإمارات لحقوق الإنسان"، وهو مركز أنشأه أنس التكريتي، وموقع المركز مسجل باسم زوجة التكريتي ملاذ شاكر، ومدير المركز هو عبد السلام زوج شقيقة التكريتي. وقام المركز بتنظيم لقاءين في مجلس العموم البريطانية. وكتب مدير المركز أنس مقداد تغريدة شخصية يدعم فيها هجمات القدس الأخيرة. وهو مؤسس شبكة "المكين"، وهو موقع مقره في بريطانيا ينشر مواد تدعم الإخوان المسلمين وهجمات حركة حماس.

ويورد التقرير أن "أكاديمية البحث والتعليم الإسلامي" من المنظمات التي مقرها "كراون هاوس"، رغم أنها ليست مرتبطة رسميا بالإخوان، وترسل، على حد زعم غيليغان، دعاة وأئمة متطرفين إلى الجامعات والمساجد البريطانية.

ويختم الكاتب بالإشارة إلى أن كلا من "ويست غيت" و"كراون هاوس" فيها سكان آخرون لا توجد أدلة على أنهم متطرفون أو إسلاميون.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد