في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن خطته حول السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستطرح حتى شباط من العام الجاري، إلاّ أن ذلك لم يحدث، وفيما بعد سرّب البيت الأبيض من خلال مستشاري الرئيس، كوشنير وغرنيبلات أن الخطة في مراحل إعدادها الأخيرة وأنها ستطرح قريباً، غير أن ذلك لم يحدث، وجاءت الانتخابات الإسرائيلية المبكرة لتشكل موعداً جديداً لكي تطرح هذه الخطة بعد الانتخابات. وبعد نهاية رمضان، قبل ذلك أعلنت واشنطن عن «ورشة السلام من أجل الازدهار» في العاصمة البحرينية «المنامة» فيما اعتبر البعض أن هذه الورشة هي الملف الاقتصادي الأساسي لما يسمى « صفقة القرن » أو «خطة ترامب»، وأنها البديل عن طرح الخطة في إطار ملفها السياسي والمتعلق أساساً بإسرائيل التي حازت على أهم وجوهر هذه الخطة من خلال الإعلان الأميركي عن القدس عاصمة للدولة العبرية وإزاحة ملف اللاجئين وحقهم بالعودة عن الملفات النهائية لأي مفاوضات، وبقول آخر، يشير هذا البعض، أن ليس هناك من خطة فعلاً وأن مؤتمر البحرين، هو تعويض و»تأجيل» لعرض الخطة التي لن ترى النور، والدليل على ذلك الإعلان مجدداً عن تأجيل الإعلان عن الخطة إلى ما بعد انتخابات الإعادة للبرلمان الإسرائيلي منتصف أيلول القادم، بينما نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن إدارة ترامب ستعلن عن الخطة «عندما يكون الوقت ملائماً» في وقت يعلن فيه الرئيس الأميركي عن بدء حملته الانتخابية للعام القادم، ما يعني عملياً وحسب عديد من الآراء، أن «صفقة القرن»، أصبحت صفقة «القرن القادم»!
وإذا كان الرئيس الأميركي، قد نجح في دعم حظوظ نتنياهو الانتخابية، عندما أعلن قبل الانتخابات للكنيست الحادية والعشرين بأسبوعين، عن القرار الأميركي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، في توقيت مدروس بعناية، فالسؤال الآن، ماذا سيقرر ترامب هذه المرة لدعم صديقه للفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة، هل للأمر علاقة بضم الضفة الغربية أو أجزاء مهمة منها مثل المنطقة «ج» أم هناك سياقات وملفات أخرى يمكن لترامب أن يهديها لصديقه نتنياهو لضمان فوزه ودعم تشكيله لحكومة ائتلافية برئاسته، بعد إخفاقه في المرة السابقة؟!
السفير الأميركي السابق في تل أبيب دان شابيرو قال لـ»جيروزاليم بوست»، «إن نتنياهو ظل متخوفاً من نشر خطة ترامب، هذا الأخير ربط أجندته السياسية حول الشرق الأوسط بصديقه نتنياهو، وهكذا فعل مع الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية الأخيرة، فما عساه يفعل إذا كانت الانتخابات الإسرائيلية القادمة تبدأ مع احتدام الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، وارتباط الخطة بمستقبل ترامب السياسي لجهة فاعلية ودور الصوت اليهودي في الولايات المتحدة، شابيرو استنتج في نهاية قوله: لن ترى «صفقة القرن» النور هذا العام.. وربما إلى الأبد!
وفي تقديرنا، أن مؤتمر المنامة، سيشكل البديل عن طرح خطة ترامب، هذه الخطة التي تسربت منها ملفات عديدة فيما يتعلق بالبنود المرتبطة بالجانب السياسي، وعلى الأخص حول ما قيل عن خرائط لـ»فلسطين الجديدة» وفي كل الأحوال، ستستمر التسريبات، في حين أن هذه الخطة لن تتضح معالمها على الأقل أثناء ولاية ترامب الحالية، وإذا ما قدر لترامب ولاية جديدة، فإن هذه الخطة، ربما ستجد طريقها للإعلان أثناء تلك الولاية، مع شكوك متزايدة، حتى في هذه الحال!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية