تضريحات متضاربة من طهران حول عرض ترامب بشأن الاتفاق النووي
بدت التصريحات الإيرانية في الأيّام القليلة الماضية أكثرَ مرونةً ودبلوماسية، حول العلاقة التي شهدت توترًا واضحًا مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن ملف البرنامج النووي الذي تملكه إيران.
لكن اليوم الثلاثاء، خرج تصريح ينسفُ النغمة الهادئة التي اتبعتها طهران، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن طهران لا ترى أي فرصة للتفاوض مع الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث فيها عن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وصرح عباس موسوي :"نحن الآن لا نرى مجالا لأي مفاوضات مع أميركا"، وفق ما نقلت "رويترز" عن وكالة "فارس" الإيرانية المقربة من الحرس الثوري.
وكان ترامب قال، الأحد، إن بلاده لا تسعى إلى "تغيير النظام" في إيران، بل تزيد إزالة الأسلحة النووية، واصفا الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما عام 2015 بـ" الفظيع".
وأضاف ترامب أنه م فتح على مفاوضات جديدة، وقال :"أعتقد أن إيران لديها الرغبة في الحوار، وإذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون أيضا"، في تصريح بدا الأكثر طمأنة لقادة طهران منذ بداية التوتر الحالي، وقد يصلح مدخلا مناسبا للحل.
وتصاعد التوتر بين بين الولايات المتحدة وإيران منذ مطلع مايو الجاري، بعدما سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال حاملة الطائرات "أبراهم لينكولن" ومجموعة قاذفات استراتيجية من طراز "بي 52"، كما أعلنت اعتزامها على إرسال 1500 جندي إلى المنطقة.
وجاءت خطوة واشنطن، بعدما قالت إنها حصلت على معلومات استخبارية تفيد بأن طهران على وشك استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، مشيرة إلى نصب صواريخ على متن قوارب خشبية في مياه الخليج العربي.
وهدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إيران في تصريحات عدة بالتدمير الكامل في حال أرادت الحرب.
وتظهر تصريحات موسوي تناقضا مع التصريحات والتحركات الإيرانية خلال اليومين الماضيين، إذ سعت إلى بعث رسائل دبلوماسية، بعدما وجدت صرامة أميركية ورفضا أوروبيا للخروج من الاتفاق النووي.
وفي السياق ذاته، أرسلت إيران نائب ظريف، عباس عراقجي في جولة خليجية تشمل عُمان والكويت وقطر، وذلك بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز عربية".
وقال عراقجي إن طهران مستعدة لوضع آلية للدخول في تعامل بناء مع الدول الاقليمية، وحذر مما وصفه بسياسة العقوبات الأميركية، وقال إنها تخاطر بأمن المنطقة بالكامل.
ويشارُ إلى أنّ طهران في إطار المُباحثات التي تُجريها، أرسلت وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى بغداد، حيث نقل موقف بلاده وقال: "إنّ إيران مستعدة لتوقع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج".