هآرتس:وضع غزة مأساوي وحماس ضحية التجاذبات الإقليمية

القدس / سوا / تناول الصحفي الإسرائيلي تسفي برئيل في مقاله، الخميس، أحوال أهالي قطاع غزة ، والمعاناة التي يمرون بها، مشيراً إلى تبخر الأحلام التي كانت تتوقع الحصول على مساعدات دولية وعدوا بها.

كما أشار الكاتب إلى الوضع الإقليمي الذي يؤثر على حركة المقاومة الإسلامية " حماس "، المسيطرة على قطاع غزة، خصوصاً بعد وصف جناحها المسلح "عز الدين القسام" بالإرهابي من قبل القضاء المصري، إضافة إلى ردود فعلها على موت العاهل السعودي الملك عبدالله،

وقال المختص بالشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" إن "سكان غزة منغرزون بالكامل بين الجدران في حالة من الجوع وانعدام المسكن، آمالهم بالمساعدات الدولية تبخرت على ضوء خلافات فتح وحماس"، مؤكداً أن "القطاع بات يشكل "ساحة للتجاذباب في الممنطقة".

وقال برئيل إنه "في حين أن الحدود مغلقة من كل الاتجاهات، تبددت الوعود بتقديم المساعدات بالمليارات في الهواء والموظفون لا يتلقون رواتبهم، سكان غزة يعلقون الأمل على حماس وفتح – المشغولان كل منهما في مهاجمة الآخر".

وأوضح أن "أكثر من 20 ألف شخص، من بين 450 ألف ممن اقتلعوا من بيوتهم، ما زالوا يسكنون في المدارس وأماكن ملجأ أخرى نظمتها وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين ( الأونروا ) لصالح السكان الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم في أعقاب الحرب، أما خوفا من القصف الاسرائيلي أو بسبب قصف بيوتهم".

وأشار إلى أزمة الرواتب في القطاع، قائلاً "حتى الان، لم يتلق 45 الف موظف حكومي في غزة رواتب شهر كانون الثاني ومن المحتمل أن يتم دفع نحو 69% من الراتب نهاية الاسبوع الجاري".

حماس عالقة

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن حركة "حماس"، تعتبر أكبر الخاسرين في التجاذبات الإقليمية الحاصلة حالياً، حيث أن "قدرتها على تجنيد الأموال تقلصت باستمرار بسبب التوتر بين الحركة وبين الحكومة المصرية التي واصلت إغلاق معبر رفح ".

ويزداد الضغط عليها هذا الأسبوع، "بعد أن أصدرت محكمة القضايا المستعجلة حكما يدين الذراع العسكري لحماس باعتباره منظمة ارهابية، سقطت الحركة في ضائقة جديدة"، يقول برئيل.

ولفت برئيل إلى أن عبد الفتاح السيسسي "لا يكترث بالإدانات التي صدرت عن حركة حماس ضد قرار المحكمة والذي يعتبر حماس ذراعا تنفيذية ارهابية للاخوان المسلمين وباعتبارهم شركاء في قسم من العمليات ضد قوات الأمن المصرية في سيناء".

وأكد الصحفي الإسرائيلي أنه "لا توجد إثباتات كافية تشير إلى أن حماس متورطة في العمليات، لكن القرار المصري سحب للمرة الأولى الشرعية العربية عن حركة المقاومة ضد إسرائيل".

حماس والسعودية

وبحسب برئيل، فحماس "تسعى الآن لاستعادة العلاقات مع الملك السعودي الجديد". وأضاف "بعد وفاة الملك عبدالله أرسلت حماس برقية تعزية مشحونة بالعواطف للعائلة المالكة السعودية، وكما قال إسماعيل هنية في مؤتمر صحفي (نحن نأمل بناء علاقات جيدة ومتينة مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية)".

واستعاد الكاتب العلاقات "السيئة" كما وصفها، بين حماس والملك السعودي الراحل عبد الله، "بين حماس والملك عبدالله المتوفي سادت علاقة سيئة منذ سنة 2002 بعد رفض حماس للمبادرة السعودية".

"خمس سنوات بعد ذلك أفشلت حركة حماس لجنة المصالحة العربية التي بادرت بها السعودية بين فتح وحماس، إضافة إلى موقف الملك عبد الله الصارم ضد الاخوان المسلمين ولخشيته من أن العلاقة بين حماس وإيران ستمنح إيران تأثيرا كبيرا على الساحة الفلسطينية" يقول برئيل.

وأكد بريئل في ختام مقاله أن الظروف السياسية اختلفت هذه الأيام، "فحماس قطعت علاقتها بنظام الأسد مما أساء إلى علاقتها الوطيدة مع إيران حيث حلت قطر وتركيا مكانها. لكن هذه العلاقة تلقت هي الأخرى ضربة جديدة عندما قررت السعودية قطع علاقاتها السياسية مع قطر على خلفية دعمها للاخوان المسلمين وحماس وبسبب بث قناة الجزيرة المناهض لنظام السيسي".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد