الجبهة العربية الفلسطينية تصدر بياناً في الذكرى الـ71 للنكبة
أكدت الجبهة العربية الفلسطينية في الذكرى الـ71 للنكبة على أن الشعب الفلسطيني ما زال قادراً على تحويل مأساته إلى عوامل لانتزاع حقوقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
وجاء بيان الجبهة العربية الفلسطينية كما وصل "سوا":
في الذكري (71) للنكبة: ستسقط "مؤامرة القرن" وسنواصل النضال حتى انتزاع كامل حقوقنا
يا جماهير شعبنا العظيم:
واحد وسبعون عاماً مضت على الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا نتيجة لاقتلاعه وتهجيره عن أرضه على يد العصابات الإسرائيلية المدعومة من قوى الامبريالية والاستعمار، التي ارتكبت ألاف المجازر، وهدمت مئات القرى وآلاف البيوت لتقيم كيانها فوق أرضنا الفلسطينية، ولتنتزع أكثر من ثلثي شعبنا من أرضه في أكبر حملة تطهير عرقي وتهجير قسري شهدها التاريخ الحديث، ليعيش شعبنا طوال العقود الماضية ألام اللجوء وفواجع الطرد والتشريد والبطش اليومي على يد المحتل الغاصب الذي لم يجد في منطق الإنسانية والأخلاق ما يردعه عن جرائمه ليؤكد في كل يوم فاشيته ووحشيته دون حرج أو رادع من أخلاق أو قانون، وكان ولا زال شعبنا الفلسطيني قادراً على تحويل مأساته إلى عوامل لاستنهاض قدراته وإبداعاته وتعميق تجذره بالأرض بما يتيح له مواصلة مرحلة جديدة لنضال طويل ودؤوب لانتزاع حقوقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، ليؤكد دوما انه لم ولن ينسى، وان عشق الأرض والإصرار على استعادة الحقوق ارث يورثه الكبار للصغار وأمانة تتناقلها الأجيال التي أسقطت عبر مسيرة نضالها كل محاولات الشطب والاحتواء وطمس الهوية، وبددت أحلام الغاصب المحتل" بان الكبار سيموتون والصغار سينسون".
وها هو شعبنا طوال العقود الماضية يقف ثابتاً في خندق المواجهة الأول دفاعاً عن حقوقه وعن كرامة أمته العربية، ليؤكد بأن الاختلال في موازين القوى لمصلحة العدو لا تعني قدرة هذا العدو على تركيع شعبنا الفلسطيني وتخليه عن ثوابته الوطنية وحقوقه المشروعة.
يا جماهير شعبنا الأبي:
تأتي ذكرى النكبة هذا العام وشعبنا الفلسطيني يواجه فصلا جديدا من فصول النكبة وعنوانه " صفقة القرن الأمريكية" التي تلتف على حقوق شعبنا الثابتة وتطمس قضيته وتسعى إلى تكريس دولة الاحتلال في موقع الأمر والناهي في الإقليم ولكن شعبنا الذي أسقط كافة المؤامرات طوال العقود الماضية أكثر عزماً وتصميماً على انتزاع حقوقه، فها هو يواجه كل أشكال العدوان الإسرائيلي من المضي في التوسع الاستيطاني وفي مشاريع تهويد القدس وحملات الاعتقال الجماعي وسياسة القتل المتعمد والاجتياحات اليومية لمدن الضفة الغربية، إلى تقطيع أوصال مدننا وقرانا ومخيماتنا بالحواجز الإسرائيلية المذلة، إلى إجراءات القرصنة والعربدة الاقتصادية والسياسية ومصادرة الأموال الفلسطينية، إلى سياسة الحصار وإغلاق المعابر وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير، مع استمرار تهديداته بشن عدوان جديد عليها، مضافاً لها استمرار الحصار الدولي الظالم والذي يأتي منسجما مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي بتجويع شعبنا العظيم الذي لا زال يصر على مواصلة نضاله حتى إقامة دولته المستقلة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم تنفيذاً لقرار الشرعية الدولية رقم (194) وتحرير الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، وهو اليوم أكثر إصرارا على التمسك بحقوقه مؤكداً انه لن يكون هناك أمن أو سلام أو استقرار في المنطقة دون ضمان الأمن والاستقرار لشعبنا والإقرار بحقوقه الثابتة والمشروعة وتمكينه من ممارستها.
يا جماهير شعبنا الصامد:
إن ما تمر بها قضيتنا الوطنية من ظروف بالغة الدقة والتعقيد يضاف لها استمرار الانقسام الذي يشكل العبء الأكبر على كاهل شعبنا وهو يواصل مسيرة نضاله ضد الاحتلال يتطلب منا التوقف أمام الواقع والتفكير بعقل وطني مفتوح يغلب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار حزبي أو فئوي فالمسألة لم تعد تحقيق مكسب لهذا الطرف أو ذاك، الأمر الذي يفرض علينا إنهاء الانقسام فوراً والعمل على تعزيز وبناء الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، والخروج بخطاب موحد يحفظ الحقوق ويعمل على تحقيق أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقادر على التصدي لمؤامرة القرن الأمريكية ولمشاريع الاحتلال وضرورة مواصلة الاشتباك بكافة أشكاله مع الاحتلال باعتبار أن المقاومة بكافة أشكالها حق كفلته كافة القرارات والمواثيق الدولية، والعمل أيضا على تصعيد المواجهة مع الاحتلال في كافة المحافل الدولية وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية لتجريم الاحتلال ومعاقبة قادته على ما ارتكبوه ويرتكبوه من جرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني .
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة:
تأتي ذكرى النكبة هذا العام والواقع العربي في تردٍ متزايد وتراجع وانكسار واضحين ، فالاحتلال الإسرائيلي لازال جاثماً في فلسطين، والمخطط الأمريكي- الإسرائيلي لتفتيت وإضعاف منطقتنا العربية وتطويعها لخدمة مصالحه ومشروعه الاستعماري الكبير لا زال متواصلاً، ولعل العجز العربي في دعم نضال الشعب الفلسطيني وانخراط بعض الأقطار في علاقات تطبيعية مع الاحتلال، يكشف وبشكل جلي أن العديد من الأنظمة العربية الحاكمة باتت سليبة الإرادة تحكمها الإرادة الأمريكية أكثر من الاعتبارات الوطنية أو مصالحها القومية، مما يتطلب من جماهير أمتنا العربية والإسلامية بالعمل الجاد والمسئول تجاه حكوماتهم وأنظمتهم للضغط عليها لتقف مع الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع باعتبار قضية فلسطين هي قضية الأمة بأكملها.
كما نطالب جماهير شعبنا وامتنا العربية والإسلامية بالعمل على تفعيل سلاح المقاطعة باعتباره أحد أشكال رفض التطبيع الشعبي، كما أننا نطالب المجتمع الدولي أن يقف أمام مسئولياته تجاه أبناء شعبنا الذي ما زال يعاني من نير الاحتلال والحصار وتجاوز سياسة إرضاء إسرائيل على حساب حقوقنا المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية.
المجد كل المجد لشعبنا العظيم وهو يؤكد تمسكه بحقوقه الوطنية
لا تنازل ولا تفريط بحق شعبنا بالعودة .. وحتما سنعود
المجد للشهداء.. والحرية للأسرى.. والشفاء للجرحى
ومعاً وسوياً من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية