الكشف عن سلسلة خطوات ستتخذها السلطة الفلسطينية قريبا

السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس

كشفت صحيفة القدس العربي، في عددها الصادر اليوم الجمعة، عن سلسلة خطوات ستتخذها القيادة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة من أجل التصدي للتحركات الأمريكية لطرح خطتها للسلام المسماة " صفقة القرن ".

وقالت الصحيفة إن القيادة الفلسطينية بدأت تحركات سياسية كبيرة بشكل عملي على الأرض، تهدف لاتخاذ خطوات استباقية، من شأنها تعزيز “الجبهة الداخلية”، من أجل التصدي لخطوات الإدارة الأمريكية الهادفة إلى طرح خطة “صفقة القرن” خلال يونيو المقبل.

وأضافت أنه يجري حاليا تداول موضوع تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي، الخاصة بتحديد العلاقة مع إسرائيل، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، والطلب بتحرك عربي قوي وآخر على الصعيد الدولي، لوقف تطبيق هذه الخطة أو عرقلتها، من خلال “مؤتمر دولي” يعيد حسابات واشنطن من جديد.

وأشارت إلى أن أولى الخطوات العملية التي بدأت القيادة الفلسطينية بالتحرك تجاه تحقيقها، هو عقد اجتماع قريب للمجلس المركزي لمنظمة التحرير، الذي سبق وأن اتخذ قرار بتجميد الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بها، ووقف العمل بالاتفاق الأمني، وغيره من الاتفاقيات الموقعة.

وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة تبحثها حاليا بشكل جدي الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور محود اشتية، التي أدت اليمين مطلع الأسبوع الجاري، في مسعى للضغط على إسرائيل، من أجل إفشال هذه الخطة الأمريكية.

وحسب ما يدور في أروقة القيادة، فإن الترتيبات القائمة حاليا، تشمل عقد اجتماع لهذا المجلس الذي بات حاليا بمثابة “برلمان فلسطين”، بعد قرار حل المجلس التشريعي، وذلك بعد الأنباء المؤكدة التي وصلت القيادة الفلسطينية، من أطراف عربية ودولية، بأن واشنطن تستعد خلال لطرح معالم خطة “صفقة القرن”.

وكان رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون ، قال إنه سيبحث موعد انعقاد دورة المجلس المركزي مع الرئيس محمود عباس خلال الأيام المقبلة، وأن هناك خيارات لعقده إما في الأول من مايو القادم، أو بعد شهر رمضان .

الاجتماع سيبحث تعزيز الجبهة الداخلية، ووضع خطط عملية لمواجهة الخطة الأمريكية، الرامية لتصفية الفضية الفلسطينية، بعد كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نيته ضم الكتل الاستيطانية في الضفة، وملاقاته دعما أمريكيا علنيا عبر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو.

وذكرت الصحيفة” أن القيادة الفلسطينية أيضا تريد أن يبادر العرب لاتخاذ موقف جديد، خلال الاجتماع الوزاري العربي لوزراء الخارجية الأحد القادم، والذي سيشارك فيه الرئيس عباس، يؤكد بشكل واضح رفض الخطة الأمريكية التي يقترب موعد طرحها، ليكون ذلك سندا رسميا داخل الجامعة العربية، يحرم التعامل مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وسيطلب الرئيس عباس من وزراء الخارجية العرب توفير “شبكة الأمان” المقررة في قمم سابقة، لتشمل الشقين السياسي والمالي.

وعلى الرغم من خطة التحرك الفلسطينية تجاه العرب، إلا أنه لا يخفي على أحد وجود امتعاض داخل القيادة الفلسطينية، من تأخر الدول العربية عن تأمين أموال “شبكة الأمان” التي جددت طلبها خلال القمة العربية الأخيرة في تونس، لسد عجز الموازنة الفلسطينية، بسبب حجب إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية.

ونوهت الصحيفة إلى أنه لم يصل حتى اللحظة ردود إيجابية من الدول العربية على الطلب الفلسطيني، على غرار أزمات سابقة عاشتها الخزينة الفلسطينية، ولم يحري فيها تفعيل “شبكة الأمان”.

وقد طلبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من الدول العربية بتوفير شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمة العربية في تونس، ووجوب استمرار دعم المجتمع الدولي للحكومة والمؤسسات الفلسطينية، خاصة على ضوء قطع جميع الالتزامات والمساعدات الأمريكية.

كما دعت اللجنة التنفيذية للعمل على عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات للسلام، استناداً للقانون الدولي ولتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبمشاركة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية وعدد من الدول العربية والأجنبية ذات العلاقة وضمن جدول زمني محدد ورقابة دولية تضمن وقفاً شاملاً للاستيطان الاستعماري الإسرائيلي وتنفيذاً لقرار مجلس الأمن (2334) لعام 2016، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية.

ومن المقرر أن يطلب الرئيس عباس الأحد القادم خلال كلمة له أمام وزراء الخارجية العرب، تفعيل “شبكة الأمان”، وتقديم الدول العربية مساعدات عاجلة للفلسطينيين.

وتلوح القيادة الفلسطينية التي أرسلت العديد من المسئولين لبلدان عربية وأجنبية، بالانفكاك القريب عن الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وأولها “أوسلو” و”باريس الاقتصادية”،

وكشفت الصحيفة أن الوفود الفلسطينية التي زارت بلدات عربية وأجنبية في زيارات معلنة وأخرى غير معلنة، وأبلغوها بالخطوات التي تريد السلطة اتخاذها خلال الفترة القادمة، في حال أقدمت أمريكا على طرح صفقة القرن، واستمرت إسرائيل في تطبيق خطوات أحادية.

وقد شملت الزيارات كل من مصر والسعودية والأردن، وبعض العواصم العربية المؤثرة، إضافة إلى دول أوروبية، وجرى التأكيد على أن أولى هذه الخطوات ستكون ببدء الحكومة الجديدة تطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني، الخاصة بوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.

ومن ضمن القرارات التي ستتخذها القيادة وقف “التنسيق الأمني”، في حال فشل المجتمع الدولي وخاصة الدول القوية في القارة الأوروبية وروسيا، من الوقوف في وجه مخططات ترمب.

وبشكل صريح وضع نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، صورة للوضع الذي سيكون قائما، حال استمرار الادارة الأمريكية في دعمها لمخططات إسرائيل، التي تخالف القوانين الدولية، بالتأكيد على أن ذلك سيؤدي إلى “مزيد من التوتر والاحتقان في المنطقة والعالم”.

وقد تعهد في تصريح صحافي انتقد فيه المخطط الأمريكي بأن الشعب الفلسطيني “لن يسمح بمرور أي مؤامرة تنال من حقوقه وفي مقدمتها القدس ومقدساتها”، وكان يشير لـ “صفقة القرن”.

يشار إلى أن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، قال إ ن خطة السلام للشرق الأوسط التي قامت إدارته ببلورتها ستنشر في شهر يونيو المقبل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد