جمعية مركز غزة للثقافة والفنون تنظم أمسية بمناسبة يوم الأسير
نظمت جمعية مركز غزة للثقافة والفنون، مساءاليوم الخميس ،لقاءً أدبياً بعنوان " حب الوطن ..حرية" إحياء لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني ،بحضور نخبة من الكتاب والأدباء والمثقفين، بقاعة لاتيرنا.
جاء ذلك ضمن مبادرة مساءات إبداعية، الدورة الثالثة، والتي تتضمن تنفيذ سبع فعاليات ثقافية متعددة الأنشطة والمجالات الابداعية بدعم وتمويل من برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان، وبالتعاون مع الاتحاد للمراكز الثقافية ،والاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين، ومعهد إدوارد سعي، وذلك بحسب ما ورد وكالة "سوا".
ورحب بالحضور أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون بضيوف اللقاء ومؤكداً على أهمية وضرورة تبنّي مطالب الحركة الأسيرة العادلة كواجب واطني وأن مساندتهم والوقوف إلى جانبهم واجب وطني وإنساني.
وثمّن كل دور يُبذل من أجل إبراز قضية الأسرى محليا ودولياً مؤكداً بأننا نقف إلى جانب أسرانا البواسل الأبطال رموز الحرية والنضال والكفاح من أجل التخلص من بطش الاحتلال.
وقدم الكاتب والأسير المحرر محمود عفانة شهادة وتجارب شخصية مر بها كأسير عاصر بدايات الحركة الأسيرة من سبعنيات القرن الماضي ومراحل المخاض والبدايات الصعبة للحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال وتحدث عن معاناة الاسرى في البدايات وافتقارهم لأدني وأبسط الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية وكيف كان الاسير يعاقب ويحول للحجز الانفرادي في الزنازنين لمجرد أن وجد معه قلم جاف تم تهريبها خلال الزيارات.
كما يتم حرمانه من دخول الكتب والمجلات ومصادرة كل ما يكتب وكتب من روايات واشعار وقصائد وكيف تحقق كل ذلك من خلال نضالات الاسرى واضراباتهم عن الطعام وكل المعارك التي خاضوها لتحقيق ابسط الحقوق مستذكراً شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية وأساليب التعذيب النفسية والجسدية التي تتبعها مصلحة السجون ضد الأسرى وعائلاتهم.
واستعرض الكاتب عفانة الكثير من التجارب التي مر بها وكذلك زملائه في الاسر وكيف تميز الابداع من خلال الكتابة والرسم والفن التشكيلي حيث كان الاسرى يمارسون هوايتهم ويطورونها من خلال الرسم على كل شي تطاله أيديهم دون استخدام الالوان من خلال اقلام الجاف وكذلك كتابة حتى قصائدهم على جدران السجن.
وعرّج على تطور الحركة الادبية وبات يعرف بأدب الحركة الاسيرة وقدم أمام الحضور نماذج من بعض أعماله الفنية التى استطاع تهريبها من داخل المعتقل وكذلك روايات مكتوبة بخط اليد ما زال يحتفظ بها.
وقدم الكاتب والباحث ناهض زقوت ورقة عمل تناولت "التجربة الأدبية الفلسطينية في المعتقلات الإسرائيلية" تناول فيها مراحل تشكيل أدب المعتقلات، حيث قال: إن المعتقل الفلسطيني بفكره ومحتواه الثوري والنضالي، يشكل الهدف الأساسي للاحتلال الإسرائيلي الذي كرس كل طاقاته وجهوده في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة لتشويش فكره ووعيه وتشويه سلوكه وأفعاله النضالية.
وأضاف أنّ كل هذا من أجل جعله في حالة تشكيك ذاتي، بهدف إحباط توجهاته وتفكيك قدراته الكفاحية والثورية، وذلك كبداية لترويضه وتحطيم إرادته وصموده. لهذا قامت سلطات الاحتلال بإعلان الحظر التام على الثقافة الوطنية والإنسانية، بل على كل وسيلة ثقافية، حتى الورقة والقلم كان المعتقل محروم منهما، ناهيك عن الكتاب.
وأشار الباحث زقوت ،إلى أبرز القضايا التي تناولها أدب المعتقلات، فذكر أن التجربة الإبداعية في المعتقلات, تعكس حقيقة الواقع الذي عاش فيه المعتقل الفلسطيني, وتكشف بشكل فعال عن المثل العليا الوطنية السياسية والاجتماعية، وعن المضمون النضالي والإنساني للمعتقلين.
وحاول الأدباء المعتقلون جاهدين من خلال نتاجاتهم الإبداعية، أن يكونوا صادقين مع تجربتهم أوفياء لها، يسجلونها بصدق وأمانة، لأنها تعكس ما في دواخلهم من مشاعر وطموحات وتحديات وروح عالية، وتمسكا بالهدف السامي الذي اعتقلوا في سبيله.
يذكر أن جمعية مركز غزة للثقافة والفنون تأسست عام 2000 بمبادرة شبابية وهي مؤسسة غير هادفة للربح تقدمت بطلب الترخيص عام 2002 وحصلت على ترخيص وزارة الداخلية عام 2005، وترخيص وزارة الثقافة عام 2006وعضو في الاتحاد العام للمراكز الثقافية وتسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة.