المؤتمر الشعبي يشارك في مؤتمر صحفي بإسطنبول في مناسبة يوم الأسير
عقدت المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى "تضامن"، اليوم الأربعاء، في إسطنبول، مؤتمرا صحفيا مشتركا مع جمعية "مظلوم در" التركية، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، بحضور زياد العالول المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، والنائب حسن توران رئيس مجموعة أصدقاء فلسطين في البرلمان التركي.
وبحسب بيان وصل "سوا"، فقد دعا فهد حسين مدير المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى "تضامن"، المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى التحرك دفاعا عن الأسرى، وضرورة التحرك الدولي والعربي لتأمين الدعم للأسرى والعمل على إبراز قضيتهم الإنسانية العادلة.
وأعلن عن إطلاق الحملة التضامنية السابعة مع الأسرى الفلسطينيين تحت شعار " لنعمل ما .. لنكسر قيدهم"، بالإضافة إلى تقرير المؤسسة السنوي عن حالة الاعتقال وتوثيقها خلال عام 2018 .
وطالب حسين بتدخل الصليب الأحمر للوقوف على حالة الأسرى في سجون الاحتلال، ودعا السلطة الفلسطينية إلى رفع ملف الأسرى إلى محكمة الجنائية الدولية، والعمل على إنشاء صندوق دعم مالي يدعم الأسرى وأسرهم.
من جانبه "رمضان بيهان" مدير جمعية مظلوم در، أكد في كلمته على دعم مطالب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مدينا كافة الممارسات بحق الأسرى من قبل مصلحة السجون الصهيونية.
وأضاف: "رغم مرور كل هذه السنوات، الفلسطينيون لم يصمتوا ولن يصمتوا وهم صامدون، وسيبقون يدافعون عن قضيتهم المحقة".
من جهته، أدان النائب حسن توران رئيس لجنة فلسطين في البرلمان التركي، ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الأسرى الفلسطينيين، وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
ووجه توران، التحية إلى الأسرى الفلسطينيين، شاكرا كافة الأطراف التي تعمل من أجل فك أسر الأسرى الفلسطينيين.
وقال: "الفلسطينيون مع الأسف يعيشون في نوع من الأسرى وهم يعيشون في وطنهم، فهم في سجن كبير، ومعاناتهم بدأت منذ احتلال بريطانيا لأرضهم، لتهيئة قيام دول الاحتلال دولة إسرائيل".
وأضاف: " إسرائيل تقيد حريات الفلسطينيين في أرضهم، فوق ذلك يسجن ويقمع الفلسطينيين، وهي تعيش على الدم وكافة أنواع الظلم على أهل فلسطين".
وندد توران، بدعم الدول ذات القوة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فهي " تشارك إسرائيل في ظلمها لأهل فلسطين"، مستدركا: " لكن هناك شيء قطعي عندما ننظر إلى تاريخ فإن الظلم لا يدوم وسينتهي".
وجدد توران وقوف الدولة التركية والشعب التركي إلى جانب القضية الفلسطينية، قائلا: " نحن كتركيا دائما مع القضية الفلسطينية العادلة، وسنستمر في أن نقف مع الحق، وفي رفع أصواتنا في كل المجالات دعما للقضية والحفاظ على المقدسات فهي مسؤولية كافة المسلمين".
بدوره، زياد العالول المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وفي كلمة المؤتمر قال: " تأتي ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، هذا العام بالتزامن مع انتصار إرادة الأسرى في معركة الكرامة على السجان".
وأضاف: " شعبنا اليوم، يخوض معركة وجود في كل أماكن تواجده سواء في الداخل الفلسطيني أو في مخيمات اللجوء ويخوض معارك التمسك بالمقدسات وحق العودة".
وتابع: "في يوم الأسير الفلسطيني، يعيش أكثر من 2 مليون في سجن كبير اسمها غزة ، وقرابة مليون طفل يعانون الحرمان وأبسط الحقوق التي يجب أن تتوفر للطفل".
وتابع: "إن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، يقف بكل قوة إلى جانب الأسرى وعائلاتهم، باعتبارهم عنوان العزة والكرامة لهذا الشعب، ونجدد دعمنا لقضية الأسرى، ونعتبر أن حريتهم والدفاع عنهم في المحافل الدولية أولوية مطلقة بالنسبة لنا، وسنسعى لتفعيل قضيتهم مع كافة العاملين في الشأن الفلسطيني، ورفعها إلى محكمة الجنائية الدولية، بكافة الأدوات القانونية والقضائية ".
وندد العالول بما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال باعتبارها جرائم وانتهاك صارخ لكل القوانيين والمواثيق الدولية.
وتتضمن المؤتمر الصحفي، شهادات لأطفال أسرى محررين، أوضحوا ظروف اعتقالهم، وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب، ومن هذه الشهادات، الطفلة ملاك محمد الغليظ 14 سنة، جرى اعتقالها على حاجز قلنديا، وقالت: " جرى اعتقالي ونقلي إلى الحجز القريب من حاجز قلنديا، وهناك اجتمع من حولي قرابة 30 جنديا وبدأوا بضربي وشتمي والصراخ علي بأبشع الألفاظ والعبارات، ثم تم نقلي إلى معسكر للجيش في القدس ، وأجبروني على التوقيع على ورقة باللغة العبرية لا أفهم معناها وأثناء التحقيق، تعرضت للتهديد النفسي والجسدي والتهديد باعتقال أهلي، رغم أني قاصر لا يحق لهم التحقيق معي، ثم تم نقل للسجن".
وشرحت ملاك ظروف الاعتقال، بوجود أكثر من 10 قاصرات في غرفة تتسع لشخصين فقط، وكيف كانوا يتناوبون في النوم فيما بينهم، وعملية نقلهن إلى المحكمة وما يرافقها من إهانات وسوء ورداءة وسيلة النقل التي يتم فيها نقلهم إلى المحكمة.
بدوره قال محمد سرحان 16 سنة من حي سلوان ووالده شهيد، اعتقل أكثر 17 مرة: "اعتقلت أول مرة حينما كان عمري 12 سنة، تعرضت إلى التعذيب والضرب والتهديد والعذاب النفسي، وبعد الإفراج عني تعرضت للسجن المنزلي لمدة 9 أشهر".
أما الأسير المحرر جلال شراونة من قضاء الخليل، الذي اعتقلته قوات الاحتلال عام 2015 في فترة مواجهات نصرة الأقصى، وأصيب خلالها لأكثر من 10 رصاصات متفجرة في القدم، أدت مع الإهمال الطبي من قبل الاحتلال إلى بتر ساقه الأيمن.
وقال في شهادته: "تعرضت للتحقيق دون أي علاج ولمدة شهر كامل، وخلال التحقيق تتوجه المخابرات إلى بيت أهلي ويقولون لهم أننا سنرسل لكم هدية في الأيام القادمة، وكانت المفاجأة أنهم بعثوا رجلي في صندوق لوالدي".
وتابع: "حكم علي 12 سنة ثم خفض إلى 4 بسبب اعترافهم بالإهمال الطبي بوضعي من قبلهم ".
واعتبر سرحان تعرض الأسرى للإهمال الطبي المتعمد من قبل الاحتلال، يهدف إلى ردع الشباب الفلسطيني، معتبرا أن هذه الممارسات لن تثني الشباب الفلسطيني المؤون بقضيته وعدالتها.
وطالب الأطفال الأسرى المحررون، كافة الأطراف بالوقوف إلى جانبهم وإلى جانب الأسرى، وتقديم كافة وسائل الدعم لهم، شاكرين دعم الدولة التركية والشعب التركي ووقفوهم إلى جانب الشعب الفلسطيني.