بالصور: مركز عبد الله الحوراني يقرأ كتاب (الصراع على غاز شرقي البحر الأبيض المتوسط)
نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لدائرة العمل والتخطيط الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية ندوة سياسية بعنوان: غاز غزة مركز الصراع الدولي – قراءة في كتاب الصراع على غاز شرقي البحر الأبيض المتوسط للكاتب محسن هاشم الخزندار.
وقرأ الكتاب الدكتور مازن العجلة الباحث والمختص في الشؤون الاقتصادية، وذلك في قاعة المركز بقطاع غزة بحضور كبير من المختصين والباحثين والكتاب والإعلاميين والمهتمين بالقضايا السياسية والاقتصادية.
افتتح الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق مرحبا بالحضور وبالمتحدثين د. مازن العجلة ومؤلف الكتاب محسن الخزندار، وقدم مداخلة استعرض فيها محاور الكتاب، فقال: منذ اكتشاف النفط في شبه الجزيرة العربية دخلت المنطقة العربية في حالة صراع واستقطاب بين الدول الاستعمارية، الكل يسعى للوصول إلى المياه الدافئة في الخليج العربي للسيطرة على أداة الطاقة الجديدة بعد الفحم، وهو البترول، ودفعت الشعوب العربية ثمن هذا الصراع دون أن تستفيد من خيرات هذا الاكتشاف إلا القليل، إذ استطاعت الدول الكبرى وعلى رأسهم الولايات المتحدة وشركاتها العملاقة السيطرة على النصيب الأكبر من بترول الشرق الأوسط، وأصبحت المتحكمة في أسعاره العالمية، كما أصبح أداة لفرض السيطرة والهيمنة على الشعوب. وأضاف، لم ينته البترول ولم ينضب، ولكن العالم بدأ يبحث عن طاقة بديلة سواء في الغاز أو في الطاقة الشمسية، من هنا يأتي كتاب الباحث محسن هاشم الخزندار ليسلط الضوء على أخطر أزمة يمكن أن تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين وهي أزمة الصراع على الغاز الكامن في حوض البحر الأبيض المتوسط والصراع الدائر بين القوى الاستعمارية للسيطرة على منابعه، وما الثورات القائمة إلا جزءا من هذا الصراع.
ومن حيث فصول الكتاب أشار الكاتب ناهض زقوت إلى أن الكتاب يضم عشرة فصول: تتحدث عن الغاز في مصر وقبرص وتركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل، كتاب قيم من ناحية علمية وغني بالمعلومات، يعتمد الباحث على العديد من المراجع والمصادر في تدعيم رؤيته، مؤكدا بان الصراع القادم في الشرق الأوسط سيكون حول الغاز باعتباره الطاقة البديلة للنفط.
وقدم الدكتور مازن العجلة قراءة مفصلة للكتاب حيث أشار إلى أن الاحتياطي يقدر بكميات هائلة من الغاز نحو 122 تريليون قدم مكعب، بالإضافة إلى 1.7 مليار برميل من النفط قبالة سواحل إسرائيل وقطاع غزة وقبرص وسوريا ولبنان. وأكد أن اكتشاف الغاز في البحر المتوسط خلق معادلة استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، وزاد من حدة التوتر والصراع في المنطقة وهي أصلا قابلة دوما للاشتعال، وهذا الصراع نشأ على الحدود البحرية وخطوط نقل الغاز وتنوع المنتجين وتعارض مصالحهم من عرب وأتراك وإسرائيليين، وهذا أدى إلى خلق تحالفات إقليمية ودولية في الشرق الأوسط أقطابها إسرائيل وقبرص واليونان وتركيا ومصر ولبنان، مما أدى إلى نشوء كتلتين تواجه إحداهما الأخرى، كتلة تضم إسرائيل وقبرص واليونان، وكتلة أخرى تضم تركيا وجمهورية شمال قبرص ولبنان، وهناك تحالف مصر واليونان لمواجهة حلف تركيا، هذا الأمر جعل هذه الدول تعزز من قواتها المسلحة لحماية مصالحها ومنشآت الغاز.
وأكد أن هذا الصراع القائم على تحالفات متناقضة لم يكن بعيدا عن مصالح الدول الكبرى روسيا وأمريكا، من حيث أن روسيا لها مصالح مع الأطراف المتصارعة، ولديها مصلحة كبرى في سوريا، وأمريكا تدخلت في أكثر من بلد فشركاتها من اللاعبين الرئيسيين في اكتشاف الغاز، وتدخلت بين العديد من الدول من اجل حماية مصالحها، ومن اجل إقامة حلف بهدف كسر احتكار إمداد الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي، لهذا تسعى أمريكا إلى إحداث تغيرات سياسية في سياق المصالح الاقتصادية تؤدي إلى إعادة في الجغرافيا الاقتصادية للمنطقة من خلال فتح ممرات آمنة وخطوط أنابيب ترتبط مع دول المنطقة. وأضاف بان أمريكا لديها ثلاث ملفات متعلقة بالغاز أولها امن إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي، والثاني القضية القبرصية وتقسيم الجزيرة، والثالث تامين إمدادات الطاقة لحلفائها الأوروبيين.
تحدث الباحث الدكتور مازن العجلة عن القضايا العديدة المرتبطة بالكتاب فأشار إلى الموضوعات التي تناولها الكتاب، وحقول الغاز المكتشفة في دول شرقي البحر المتوسط، وهي إسرائيل، وقبرص، وسوريا، ولبنان، ومصر، وفلسطين، وتركيا. ومن حيث غاز فلسطين قال انه تم اكتشاف حقل ماردين عام 1999 باحتياطي يقدر ب 36 مليار متر مكعب، ومن المتوقع أن يدر هذا الغاز ب 2 مليار دولار على خزينة السلطة الفلسطينية مع الاكتفاء الذاتي من الغاز في الاستهلاك المحلي، لكن كل محاولات استخراج الغاز فشلت أمام التعنت الإسرائيلي التي تحاول السيطرة عليه أو شراؤه بنصف السعر العالمي، لهذا توقف المشروع وحرمت إسرائيل الشعب الفلسطيني الاستفادة من موارده الطبيعية.
وتحدث مؤلف الكتاب الباحث محسن الخزندار مقدما الشكر لمركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق ومديره العام على هذه الندوة التي تتناول موضوعا في غاية الأهمية، كما شكر الباحث الدكتور مازن العجلة على قراءته العميقة للكتاب.