صحيفة:أوباما ونتنياهو لا يعملان على حل الأزمة بينهما
القدس / سوا / كتبت "نيويورك تايم"، الليلة الماضية، أن واشنطن وإسرائيل تبذلان "جهودا صغيرة جدا" لحل الأزمة الحالية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو .
ولفتت إلى أن الأزمة الحالية نجمعت عن دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس في الثالث من آذار (مارس)، أي قبل أسبوعين فقط من انتخابات الكنيست . كما أعلن أوباما من جهته أنه لن يلتقي نتنياهو بسبب الانتخابات.
ومع الإشارة إلى أن دعوة نتنياهو للكونغرس كانت من قبل رئيس مجلس النواب، الجمهوري جون باينر، دون علم أوباما، فإن "نيويورك تايمز" كتبت أن الأزمة الحالية تشير إلى الفجوة الكبيرة جدا في موقفي الطرفين، حيث أن أوباما معني بالتوصل إلى تقارب تاريخي مع إيران على شكل اتفاق نووي، في حين يواصل نتنياهو إثارة الفزع في داخل كل من يريد سماعه يتحدث عن "عدو مع سلاح نووي".
كما كتبت أيضا أن "الأزمة الحالية تشير إلى 6 سنوات من الشكوك وعدم الثقة وجروح قديمة فتحت مجددا"، وأنها "تعكس الحقد الذي يكنه أوباما تجاه نتانياهو، والذي تصاعد بعد عبر الأخير عن دعمه لميت رومني المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية السابقة".
وكتب معدو التقرير أن نتانياهو على قناعة بأن أوباما "يحاول بيع إسرائيل" للتوصل إلى "اتفاق سيء، وبذلك يؤثر على حتى على الانتخابات التي ستجري في إسرائيل في السابع عشر من آذار".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن رئيس الموساد السابق، أفرايم هليفي، إن من بين الأمثلة على عدم وجود مودة بين واشنطن وتل أبيب هو عدم إبداء الدعم الإسرائيلي لتجديد العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا. وأضاف أن إسرائيل تراهن على جانب واحد، وهو الجانب الجمهوري، وهي بذلك ترتكب خطأ.
وتنضاف أقوال هليفي إلى انتقادات رئيس الموساد السابق، مئير دغان، لنتيناهو، أشار فيها إلى أن موقف الأخير لن يغير موقف الغرب من المسألة الإيرانية، ولكن أفعاله تسيء إلى علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يكلف إسرائيل غاليا في المستقبل.
وقال المبعوث الأميركي لجولة المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مارتين إندك، إن أزمة كهذه لم يحصل من قبل في تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية، والتي تزيد عن السنتين بين أوباما ونتنياهو.
وأضاف أنه في حال انتخاب نتنياهو سيتوجب على الطرفين البحث عن طريق جديد، وسيضطر الطرفان إلى اتخاذ قرار بشأن حل الخلاف بينهما.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن نتنياهو لم يتدبر أموره أيضا في الولاية الأولى للرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، وذلك أثناء حملة 1996، وفي حينه قال كلينتون إنه فقط مع شمعون بيرس يوجد أمل في التوصل إلى سلام.
كما لفت التقرير إلى زاوية أخرى من العلاقات المتعكرة بين الإدارة الأميركية وبين حكومة نتانياهو، وهي من زاوية السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون درمر، الذي تلقى انتقادات غير قليلة من جانب الإدارة الأميركية لدوره في الخطاب المرتقب لنتنياهو في الكونغرس في مطلع آذار (مارس).
وقال في الإدارة الأميركية، هذا الأسبوع، لـ"نيويورك تايمز"، إنه لا داعي أن يبقى درمر في واشنطن بعد فعلته. كما طرحت تساؤلات في البيت الأبيض مفادها لماذا لم يبلغ درمر وزير الخارجية جون كيري بخطاب نتنياهو المرتقب في اللقاء الذي عقد قبل أسبوع من نشر أمر دعوة نتنياهو الكونغرس.
وادعى درمر في مقابلة أجراها الصحفي جيفري غولدبيرغ إن إبلاغ أوباما بخطاب نتنياهو كان من واجب باينر وليس من واجبه هو، وأنه لهذا السبب لم يطلع كيري على هذا الشأن قبل إرسال الدعوة بأسبوع.