هآرتس: جذور المشاكل الكبيرة في غزة لا تعالج بالمفاوضات وتحسين الأوضاع

من مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار شرق غزة

اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الأربعاء، أن المفاوضات وتحسين الأوضاع بـ غزة لن يكون كافيًا ولا يعالج جذور المشاكل الكبيرة في القطاع.

وذكرت الصحيفة العبرية أن المشاكل الكبيرة في غزة، تتمثل في توفير المياه النظيفة، وحرية الحركة، في ظل التحذيرات من أن القطاع لن يكون ملائمًا للحياة البشرية عام 2020.

ودعت الصحيفة إلى ضرورة ضخ المياه بكميات كبيرة إلى غزة، والسماح بحرية الحركة من خلال معبر "إيرز" وليس فقط اقتصارها على المرضى. 

وأوضحت أن ذلك يتطلب تغييرات في الطموح الاستراتيجي لإسرائيل بعزل غزة عن باقي المناطق الفلسطينية. 

ووفق "هآرتس"، فإن إسرائيل لن تسعى إلى ذلك، وستحافظ على الانفصال وتعزيز تقوية " حماس " التي باتت تعزز قوتها كعامل سياسي مهم في الساحة الفلسطينية على حساب السلطة التي تقوم إسرائيل باقتطاع الأموال من عوائد الضرائب وتضيق عليها رغم أنها تنسق معها أمنيًا.

اقرأ/ي أيضًا: ملادينوف: الحلول السياسية المستدامة ستعكس المسار السلبي بغزة وتعيد الأمل لسكانها

وأضافت أن الاتصالات بين حماس وإسرائيل "تديم من حالة الانفصال الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهو الأمر الذي تسعى إليه تل أبيب منذ سنوات لأهداف سياسية مختلفة".

وبحسب الصحيفة، فإن "حماس" وإسرائيل تجريان مفاوضات غير مباشرة عن طيب خاطر، مشيرةً إلى أن حماس نجحت في وضع نفسها كعامل سياسي يجب مفاوضته.

وتابعت : "في الوقت الذي توجّه فيه إسرائيل ودونالد ترامب ضربات اقتصادية ودبلوماسية لحركة فتح والسلطة الفلسطينية، تعتبر إسرائيل، قطاع غزة كيانًا سياسيًا منفصلًا عن الضفة، وتعمل على إدامة هذا الانفصال، ولذلك فإن المفاوضات تخدم فضّ الاشتباك، ولذا أصبحت شرعية في نظر من يصفون حماس بأنها منظمة إرهابية". وفق ما نقلته صحيفة القدس المحلية عن "هآرتس".

وفي سياقٍ متصل، قال خبير إسرائيلي في الشؤون العربية إن "الاتهامات الإسرائيلية لحركة حماس بأنها منظمة إرهابية لم يمنعها من التوصل معها إلى تسوية لمنع اندلاع مواجهة عسكرية ضارية". 

وأضاف شلومي ألدار، في مقاله بموقع يسرائيل بلاس : "صحيح أن التفاهمات التي تم إبرامها بوساطة مصرية تتضمن قضايا إنسانية ومعيشية، ووقفا لإطلاق النار، لكن يمكن منحها توصيف تفاهمات سياسية".

وتابع إن "الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي لم يعد يطلق على حماس حركة إرهابية، رغم أن إسرائيل الرسمية تنكر أو على الأقل لا تعلن أنها توصلت إلى اتفاق مع حماس، في حين أن زعماء الأحزاب الإسرائيلية داخل الائتلاف أو المعارضة يعتبرونه اتفاق خضوع لحماس، ويسعون إلى عرقلته، وعدم المضي به قدما".

وأوضح ألدار، الذي ألف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أنه "بغض النظر عن التوصيفات التي يطلقها الإسرائيليون على هذه التفاهمات مع حماس، فإن مجرد الاتفاق معها يعني أنها لم تعد حركة إرهابية، وأن إسرائيل باتت تعترف بها كأمر واقع، وهذا هو السبب الأساسي الذي جعل نتنياهو يمنع الدعوة لعقد اجتماع طارئ للكابينت المصغر لبحث التفاهمات مع الحركة". 

وأشار إلى أن "هذا الاتفاق الأولي الذي توصلت إليه مصر بين حماس وإسرائيل قد يكون مقدمة لاتفاق أوسع في المستقبل، نحن لا نتكلم عن اتفاق لوقف إطلاق النار فقط، لأن إسرائيل توصلت مع حماس إلى مثل هذه الاتفاقات في عدد لا محدود من المرات عقب كل جولة تصعيد في القطاع، ومع ذلك دأبت إسرائيل على النظر لحماس على أنها منظمة إرهابية، كما دأب الناطق العسكري عقب كل مواجهة عسكرية على إصدار بيان صحفي يذكر فيه أن سلاح الجو هاجم عددا من الأهداف والبنى التحتية الإرهابية التابعة لحماس". 

وأكد ألدار، الذي يغطي الأوضاع الفلسطينية منذ عشرين عاما، أن "الاتفاق الأخير الذي تحقق عقب التصعيد السابق، ومنع اندلاع حرب واسعة، يمكن توصيفه بأنه اتفاق سياسي أكثر من كونه اتفاقا محليا مؤقتا لوقف إطلاق النار، تتعهد إسرائيل من خلاله بتقديم سلسلة من التسهيلات، فيما حماس تخفض من سقف العنف على الحدود مع القطاع".

وبين أنه "بعد انتهاء مسيرات يوم السبت لإحياء يوم الأرض بهدوء نسبي، ودون وقوع ضحايا وخسائر بشرية فلسطينية كثيرة، أصدر الناطق العسكري الإسرائيلي البيان التالي: "انتهت مسيرات المليون على حدود قطاع غزة بمستوى من العنف أقل من المتوقع، والتنظيم الذي يسيطر على القطاع عمل على كبح جماح المتظاهرين بصورة غير مسبوقة لم نعهدها من قبل". 

وطالب الكاتب القراء بأن "يركزوا معه في المفردات المستخدمة في بيان الجيش الإسرائيلي حين أطلق عبارة "التنظيم الذي يسيطر على القطاع"، في حين أن حماس لا تخشى من تسمية الأشياء بمسمياتها، اتفاق يعني اتفاق، رغم أننا لسنا أمام اتفاق سلام بين حماس وإسرائيل".  

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد