يوم الأرض ، اليوم الذي يؤكد فيه الشعب الفلسطيني على جذوره المرتبطة بالأرض، وإصراراه على التمسك بالأرض، ويؤكد فيه على وحدة الأرض والشعب والقضية، ويؤكد فيه على الأرض كمحور للتحرير والعودة، والاستقلال، تحرير الأرض، والعودة للوطن، والاستقلال الوطني على ترابها، في وطنٍ حُر وأرض مُحررة.
يوم الأرض هو يوم التوَحد حول الدفاع عن الأرض الفلسطينية، تلك الأرض المجبول ترابها المُبارك بدماء الشهداء المُدافعين عنها منذ أول التاريخ وحتى آخره، والممزوج رملها وطينها بعرق الكادحين فيها منذ بداية الزمان وحتى نهايته، والمُعَبق ثراها الطاهر برائحة الأجساد، المدفونة أجسادهم في كل شبر فيها، والمُحَلقة أرواحهم في كل سهل ووادي وتلٍ وجبل من ربوعها الخضراء. في يوم الأرض تنادي على أصحابها وأهلها: خلَي هواك فلسطيني، بالخروج عشقاً للأرض وتأكيداً على وحدة الأرض والشعب والقضية.
يوم الأرض، اليوم الذي يؤكد فيه الشعب الفلسطيني على تمسكه بحق العودة إلى الأرض التي أخرج منها بغير حق إلا أن يقول ربنا الله ووطننا فلسطين، وحق العودة أكدت عليه مسيرات العودة في عنوانها وهدفها الأول، ذلك بأنَ العودة إلى الأرضِ الُمحتلة هو جوهر القضية ولُب الصراع، بعد أن كان الخروج من الأرض السليبة هو مصدر المأساة وأساس النكبة ومُقدمة النكسة، فالأرض هي مادة النزاع وموضوع الصراع، الأرض بما تحمل من معاني مادية ومعنوية، ومن قيم وطنية وقومية، ومن دلالات دينية وحضارية، الأرض بهذه المعاني والقيم والدلالات هي هدف العودة، وموضوع ثقافة العودة، التي تهدف مسيرات العودة إلى ترسيخها، لتكون حاضرةً في عقول وقلوب الجيل الصاعد لتزرع في داخلهم بذور نبتة العودة المباركة، لتكبر شجرةً طيبةً ثمارها التحرير والعودة والاستقلال، ولهذا في يوم الأرض تنادي على أصحابها وأهلها: خلَي هواك فلسطيني، بالخروج تأكيداً على حق العودة وحتمية العودة بإذن الله.
يوم الأرض، اليوم الذي يؤكد فيه الشعب الفلسطيني على حقه في أرضه والعودة إليها، يؤكد أيضاً على هدف مسيرات العودة الثاني (كسر الحصار)، وإنهاء الحصار المفروض من الاحتلال على قطاع غزة ، الحصار الذي زادت وطأته بفعل العقوبات الاقتصادية المفروضة من رام الله ، وتعمقت مأساته بفعل جباية الضرائب المتزايدة في قطاع غزة. وإنهاء الحصار ليس مُجَرد هدف إنساني- وإن كان كذلك- بل هو هدف وطني وقضية وطنية من الدرجة الأولى، ذلك بأن إنهاء الحصار ورفع العقوبات سيخفف المعاناة التي يعيشها الناس في قطاع غزة، وهذا من شأنه دعم صمودهم وتثبيت وجودهم في وطنهم، وبذلك نحافظ على المشروع الوطني الفلسطيني حياً بحياة وصمود الشعب فوق أرضه، وسيقوي الحاضنة الشعبية للمقاومة عمود خيمة المشروع الوطني الفلسطيني. في يوم الأرض تنادي على أصحابها وأهلها: خلَي هواك فلسطيني، بجعل قضية إنهاء حصار غزة ورفع العقوبات المفروضة عليها قضية وطنية لكل وطني فلسطيني حر لا يرضى لشعبه الهوان والمذلة.
في يوم الأرض خلَي هواك فلسطيني، في إحياء يوم الأرض، والمشاركة في فعاليات مسيرات العودة، والكفاح ضد الحصار المضروب على قطاع غزة، والمطالبة الوطنية بإنهاء العقوبات المفروضة على أهل غزة، ولنردد معاً وسوياً كلمات الشاعر الفلسطيني خليل عابد التي غناها الفنان الفلسطيني محمد الهباش :"وين الهوى ماوداك خلَي هواك فلسطيني.. قلبك على قلوب بتهواك طول غيابك حزينة.. بعروقك لو حن الدم شمل ع بلادك يا عم.. بأهلك شملك رح يلتم وشد شراع السفية.. وين الهوى ما وداك خلي هواك فلسطيني" .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية