الفلسطينيون على مذبح الانتخابات الإسرائيلية
ثلاثة شبان في مقتبل عمرهم أعدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد في الضفة الغربية، خلال أقل من 3 ساعات، ضمن مسلسل تصعيد إجرامي على الأرض الفلسطينية، طال البشر والشجر والحجر، غير مكترثة بالقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
وبحسب تقرير أعدته وكالة الأنباء الرسمية "وفا" فقد أعدمت قوات الاحتلال، شابين في مدينة نابلس ، وهما رائد هاشم محمد حمدان (21 عاما)، وزيد عماد محمد نوري (20 عاما) برصاص قوات الاحتلال، وفي قرية عبوين اعدمت قوات الاحتلال مواطنا لم تعرف هويته بعد، وأصيب 9 آخرون في مواجهات مع الاحتلال، كما أعلنت أنها اغتالت الشاب عمر أمين أبو ليلى (19 عاما) والذي تتهمه بتنفيذ عملية قرب مستوطنة "أرئيل" يوم الأحد المنصرم.
تلاها صباح اليوم اعتقال لشابين من بلدة الزاوية غرب سلفيت، و5 مواطنين في بلدة عبوين غرب رام الله ، واعتقال آخر في قرية بيت سيرا غرب المدينة، وأغلقت المداخل الرئيسية لقرية بيت سيرا غرب رام الله، ومنعت المواطنين من دخولها أو الخروج منها، وصادرت تسجيلات الكاميرات الخاصة بالمحال التجارية، وأصابت مواطنا بالرصاص الحي، بقدمه وكتفه، واعتقال آخر من بيت لقيا.
وفي محافظة الخليل اعتقلت شابا، وهدمت خزان ماء وغرفة من الطوب والصفيح، واستولت على خلايا شمسية، في قرية الطوبا شرق يطا، كما اعتقلت فتاة من على حاجز أبو الريش قرب الحرم الابراهيمي، وشابا من بلدة قباطية جنوب جنين، وآخر قرب الجامعة العربية الامريكية.
وتأتي هذه الجرائم ضمن سياسة ممنهجة لحكومة اليمين المتطرفة التي يعتقد رئيسها بنيامين نتنياهو أن انتهاك حرمة الدم الفلسطيني تعد الوسيلة المثلى لكسب ود الناخب الإسرائيلي.
فصائل العمل الوطني أكدت أن حكومة الاحتلال تستخدم الدم الفلسطيني كوقود للانتخابات لكسب الأصوات، وتواصل جرائمها في قتل الفلسطينيين، والاستيلاء على الأراضي، وبناء مئات الوحدات الاستيطانية، وغيرها.
وعم الإضراب الشامل، اليوم الأربعاء، محافظتي نابلس وسلفيت، حدادا على أرواح الشهداء الثلاثة، الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أكد أن تصعيد حكومة الاحتلال ضد أبناء شعبنا يؤكد أن سياسة الاحتلال الاجرامية تتصاعد، مبينا أن اغتيال ثلاثة شبان جريمة نكراء تضاف الى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال على مرأى من المجتمع الدولي مؤسساته الإنسانية والقانونية.
وأوضح أنه وفي ظل هذا المشهد العدواني، يحاول الاحتلال الاستفادة أيضًا من الموقف الأميركي المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني والذي يحاول تمرير صفقة القرن الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يشكل حافزا للاحتلال لمواصلة ارتكاب هذه الجرائم.
وطالب أبو يوسف بتوفير حماية دولية لشعبنا أمام هذه الجرائم، وليس فقط الشجب والاستنكار، وخلق كل الآليات للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الاحتلال على هذه الجرائم، وأخذ زمام المبادرة لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين، خاصة أننا امام مسيرات العودة التي سقط ما يقارب 300 شهيد باستهدافهم من قبل قناصة الاحتلال، وآلاف الجرحى، فضلا عن محاولته جر مدينة القدس الى حرب دينية من خلال تصعيد اعتداءاته في مدينة القدس، من اعتقالات واستدعاءات ومحاولات فرض أمر واقع في المسجد الأقصى المبارك.
بدوره، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم، إن هذا التصعيد يأتي في سياق الحملة الانتخابية التي يقوم بها نتنياهو وحزبه الليكود، الذي يحاول ان يقدم لجمهوره من المستوطنين وغلاة اليمين المتطرف صورة تنسجم مع المطامع العنصرية لهذا الجمهور، وذلك من خلال قمع المواطنين الفلسطينيين بمن في ذلك الأبرياء العزل، والعمل من أجل اخضاع شعبنا، وعرض صورة الحكم القوي القادر على انجاز الطموحات الاسرائيلية المتطرفة في اقامة اسرائيل الكبرى. ولكن كما هو واضح شعبنا يواصل تصديه لهذا المخطط ولهذه السياسة العنصرية القمعية البغيضة، ويؤكد يوما بعد يوم ان هذه المقاومة لا يمكن أن تستغفل ولا يمكن أن تتوقف الا بزوال الاحتلال وتقرير مصير شعبه.
وأضاف، "الموقف الأميركي ليس فقط داعما لإسرائيل، بل هو داعم لأقصى اليمين الإسرائيلي المتطرف في موقفه المعادي لشعبنا، والذي يتنكر لحقوقنا الشرعية، ومكانة القدس، وقضية اللاجئين، وبالتالي يعد هذا الموقف أحد أبرز العناصر التي تشجع اليمين الاسرائيلي، ليصبح أكثر تطرفًا".
وشدد عبد الكريم على ضرورة حث المجتمع الدولي بشكل منهجي بالانتقال نحو فرض العقوبات على المعتدي الاسرائيلي، وعلى انتهاكاته الصارخة لحقوق الانسان، التي تقر بها كل المؤسسات الدولية المعنية، بما في ذلك تحويل القضية التي قدمت لمجلس الأمن، والتي تضم اعترافات لطبيعة الانتهاكات الاسرائيلية بحق المواطنين الى عمل دولي، من أجل امتثال مجرمي الحرب الاسرائيليين أمام العدالة الدولية.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني، إن الاحتلال بجرائمه تجاوز كل الخطوط، والاتفاقيات الدولية، لافتا الى أن التصعيد الأخير يأتي في سياق التسابق الانتخابي بين الليكود والأحزاب، والكتل الانتخابية الاخرى، وهذا التنافس هو على الدم الفلسطيني وعلى الاستيلاء على الأراضي، وتوسيع الاستيطان، خصوصا ما يشهده المجتمع الاسرائيلي من انحراف كبير نحو التطرف والعنصرية.