مشتهى: نتوقع نضوجا أكثر لجهود كسر حصار غزة نهاية هذا الأسبوع
توقع عضو المكتب السياسي لحركة حماس روحي مشتهى، اليوم الاربعاء نضوجا أكثر لجهود كسر الحصار عن قطاع غزة نهاية الأسبوع الجاري، "إذا ما رضخ الاحتلال لمطالب شعبنا".
وأكد مشتهى في تصريحات صحفية أن الفترة الراهنة تشهد جهودًا من مصر وقطر والأمم المتحدة، في "حراك ماراثوني" لإلزام الاحتلال "الإسرائيلي" بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار.
وقال مشتهى: "ليس هناك اتفاق بشأن تفاهمات كسر الحصار؛ ولكن هناك جهود تجري برعاية مصرية، بحسب ما صرح به لصحيفة الاستقلال المحلية.
ونهاية الأسبوع الجاري هو الموعد المقرر لعودة الوفد الأمني المصري للقطاع، حاملاً رد الاحتلال حول "التفاهمات".
وشدّد على أن "حماس" لن تساوم أو تقايض على الحقوق السياسية لشعبنا بأيّة أثمان، وسيواصل الشعب مسيرات العودة وكسر الحصار السلميّة حتى تحقيق أهدافها الوطنية الكاملة.
وتابع: "مسيرات العودة آلية من آليات المقاومة والنضال الفلسطيني المشروع، وهي ليست مرتبطة بتفاهمات كسر الحصار، والمصلحة الوطنية العامة هي من تحدد آليات ووتيرة المسيرات".
ومنذ أشهر عدّة، يُجري وفد أمني من المخابرات المصرية، زيارات مكوكية بين غزة وكيان الاحتلال؛ لإجبار الأخير على تنفيذ تفاهمات "كسر الحصار" التي ترعاها القاهرة والأمم المتحدة وقطر.
وشهد قطاع غزة منتصف الأسبوع الحالي، وصول منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط "نيكولاي ميلادينوف"، ورئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة السفير القطري محمد العمادي ، على وقع المساعي المبذولة للتخفيف من حدة الأزمات الإنسانية بالقطاع.
تصريحات غرينبلات
في سياق آخر، وصف عضو المكتب السياسي لـ"حماس" ادّعاءات المبعوث الأمريكي لعملية التسوية في الشرق الأوسط "جيسون غرينبلات" ضد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري بـأنها "دون قيمة".
وكان "غرينبلات" زعم في تغريدة له على "تويتر" أن "العاروري متهم بارتكاب جرائم فظيعة وهو مطلوب"، مجددًا التأكيد على "رصد مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات سريّة عنه وعن موقعه".
وأضاف مشتهى: "هذه المزاعم الأميركية ضد حماس وقادتها قديمة جديدة، وهي تكريس لسياسات الولايات المتحدة الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، والمعادية لكفاح الشعوب وحقوقها في التحرر من الاستعمار".
وشدّد على أن تصريحات "غرينبلات" لن تُثني قادة وأبناء "حماس" عن مواصلة طريق المقاومة بأشكالها كافّة ضد الاحتلال.
المصالحة مع فتح
وبشأن المصالحة مع حركة "فتح"، لفت إلى أن "حماس" قدّمت كل ما يتطلب لإنجاحها، محملًا الرئيس محمود عبّاس مسؤولية فشل تحقيقها.
وقال مشتهى: "السيد أبو مازن يُشكل عقبة تحول دون إنهاء الانقسام"، مستدلًا على ذلك بخطواته المنفردة التي كان آخرها الذهاب نحو تشكيل حكومة جديدة، بعيدًا على حالة الإجماع الوطني.
وأردف: "ذهابه عباس الأحد الماضي نحو تكليف عضو مركزية فتح محمد اشتيّة رئيسا لحكومة جديدة تكريس لمكنوناته الداخلية برفض الشراكة الوطنية، وهذا لا يخدم القضية على الإطلاق" وفق قوله.
وأوضح أن حركة "حماس" تؤمن بأن إجراء الانتخابات الشاملة (الرئاسية، التشريعية، المجلس الوطني) المدخل الحقيقي للخروج من الحالة الوطنية الراهنة.
وأضاف: "في الوقت الذي تتوفر فيه ظروف الانتخابات بملفاتها الثلاثة أو اثنين بالحد الأدنى (الرئاسية والتشريعية)، حينها ستكون حماس مع هذا الإجراء في وقت واحد، وستتعامل معه بإيجابية كبيرة جدًا".
ولفت إلى أن "المجلس التشريعي هو الشرعية الوحيدة الموجودة في الشارع الفلسطيني، ولا تنتهي إلّا بانتخاب مجلس جديد".
وبيّن أن إجراءات السلطة "العقابية" ضد قطاع غزة تمسّ أبناء الشعب كافّة، "ومواجهتها لا بد أن يكون من المجموع الوطني، وليس من حماس وحدها".
علاقة حماس مع مصر
وعلى صعيد علاقة "حماس" بمصر، وصف مشتهى تلك العلاقة بأنها "في تطور متصاعد"، عازيًا ذلك إلى "حرص ودقة وشفافية قيادة الحركة في العلاقة".
وفي مقابل ذلك، "يبدي المسؤولون المصريون حرصًا كبيرًا على تلك العلاقة، بما يُحسّن من واقع شعبنا المحاصر في قطاع غزة، ويضمن مصالح مصر الأمنية والاستراتيجية المرتبطة بصورة أو بأخرى بالقطاع"، وفق مشتهى.
ولفت إلى أن إفراج مصر قبل نحو أسبوعين عن "الشُبان الأربعة"، الذين احتُجزوا داخل سجونها منذ أغسطس (آب) 2015، "لم يأت في سياق أيّة تفاهمات أو أثمان؛ لأنهم (الأربعة) لم يمسّوا الأمن القومي المصري لا من قريب أو بعيد، والظروف اليوم تجاوزت تلك الفترة بكافّة تفاصيلها".