كم نحرق من السعرات أثناء القراءة؟ إليك ما يقوله العلم

كم نحرق من السعرات أثناء القراءة؟

في الوقت الذي تقضي فيه يوم عطلتك جالسًا على الكنبة وأنت تشاهد التلفاز وتتابع فيليمًا على سبيل المثال أو وأنت وتطالع الأخبار أو تطبيقات التواصل الاجتماعي أو تلعب نيتنيندو أو غيرها من ألعاب الفيديو؟ ثم ذهبت في اليوم التالي إلى العمل، ورجعت إلى روتين فيه قدر أعلى من التركيز والانتباه والحاجة لحل المشاكل والمسائل الذهنية المعقدة.

سنتعرف هنا في هذه المادة المترجمة بتصرف عن مجلة تايم الأميركية على الإجابة ببعض التفصيل:

يقول الدكتور إيوان ماكني، الأستاذ المشارك في قسم علم النفس وعلم الأعصاب السلوكي في جامعة ألبانيالأمريكية: "الجواب الأساسي هو نعم".

فالدماغ، بخلاف أي عضو آخر في جسم الإنسان، يعمل بشكل حصري على جلوكوز السكر، والأنشطة الذهنية المعقدة تتطلب قدرًا أكبر من الغلوكوز، كما يقول الدكتور ماكناي، والذي يختص بدراسة كيفية استخدام الدماغ للطاقة. فأثناء مهمة حفظ صعبة على سبيل المثال، سيبدأ جزء الدماغ المسؤول عن تشكيل الذكريات باستهلاك قدر أعلى من الطاقة، بينما لا يظهر هذا النشاط في أجزاء أخرى من الدماغ.

يقول الدكتور ماكناي: "سيستهلك دماغك قدرًا أعلى من الطاقة خلال مهمة ذهنية معقدة مقارنة بما يستهلكه أثناء مشاهدة التلفاز أو غير ذلك من الأنشطة التي لا تتطلب قدرًا كبيرًا من التركيز". لكن لو نظرنا إلى الاستهلاك المجمل من الطاقة في الأنشطة الذهنية للفرد يوميًا، فإن الفرق الذي تشكله عمليات التفكير المعقدة ليس كبيرًا على الإطلاق.

فإن لم تكن رياضيًا محترفًا، فإن معظم الطاقة التي يستهلكها جسدك لن يكون لها علاقة بالحركة أو التمرين. فهنالك نسبة كبيرة، 8% إلى 15% من الطاقة يحرق في هضم الطعام الذي تأكله يوميًا. لكن الجزء الأكبر من الطاقة يذهب لتشغيل أعضائك الأخرى كي تبقى فعالًا وحيًا. ومن المعروف أنه ليس ثمة عضو من أعضاء الإنسان يستهلك طاقة أكثر من الدماغ. فمع أن الدماغ لا يمثل سوى 2% من وزن الإنسان، فإنه يستهلك 20% من طاقة جسده.

وهذا يعني أن الإنسان في اليوم العادي يحرق حوالي 320 سعرة حرارية في الأنشطة الذهنية فقط، علمًا أنه يختلف استهلاك الطاقة بشكل طفيف باختلاف الأنشطة الذهنية التي تقوم بها يوميًا.

لكن إن كنت تظنّ أن طبيعة عملك التي تستلزم المزيد من التفكير وتشتمل على أنشطة ذهنية صعبة ومعقدة ستجعلك نحيلًا مع الوقت، فأنت على خطأ! فزيادة النشاط الذهني لن تشكل فرقًا كبيرًا على مجمل السعرات الحرارية التي تحرقها لتشغيل الدماغ، وربما لن يتجاوز الفرق 5% في أفضل الأحوال.

فالجزء الأكبر من الطاقة التي يستهلكها الدماغ يستخدم من أجل الإبقاء على انتباهك وتيقظك ومراقبة ما حولك من أجل الحصول على المعلومات الضرورية لحركتك، إضافة إلى إدارة الأنشطة الفطرية الأخرى داخل الجسد.

ويقول الدكتور ماكناي إن أدمغتنا لن تستهلك قدرًا أكبر بكثير من الطاقة أثناء الأنشطة الذهنية المعقدة مقارنة بالأنشطة الذهنية البسيطة. فإن كان هنالك شخص يقوم بعمل ذهني صعب لمدة 8 ساعات في اليوم فإنه سيحرق 100 سعرة إضافية مقارنة بالشخص الذي قضى يومه جالسًا أمام التلفاز لفترة مماثلة من الوقت. أما إن كان الشخص يقوم بعمل يتطلب استخدام حواسه المختلفة، كأن يحاول تعلم العزف على آلة موسيقية جديدة، فإن الفرق قد يصل إلى 200 سعرة حرارية كحد أعلى، لكننا هنا نتحدث عن 8 ساعات من التعلم على عزف آلة موسيقية جديدة، وهذا أمر غير وارد في الحالات الطبيعية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد