جنرال إسرائيلي يبرر عدم التجديد لبعثة التواجد الدولي في الخليل

القوة الدولية في الخليل - ارشيفية -

كشفت دراسة إسرائيلية، اليوم الاثنين، عن سبب رفض سلطات الاحتلال تمديد عمل القوة الدولية (TIPH) في مدينة الخليل.

ووفقاً لموقع "عربي21"، تناولت الدراسة التي أعدها شاربيت باروخ وليئور تسور الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن "القرار الإسرائيلي بإنهاء عمل قوة المراقبة الدولية في مدينة الخليل TIPH، أواخر كانون الثاني/ يناير، أثار انتقادات دولية واسعة، على اعتبار أنه يمثل تجاهلا إسرائيليا لعملية السلام، لكن يصعب الحديث عن تبعات ميدانية متوقعة، لأن هذه القوة تمثل سلوكا محدودا من قبل المجتمع الدولي لأخذ دور في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، باستثناء كتابة التقارير المرفوعة إلى الجهات الدولية".

وأضافت فانينا شاربيت باروخ، أنه "من الواضح أننا كنا أمام جسم دولي نقدي للسلوك الإسرائيلي في مدينة الخليل، ولديه نوع من التعاطف مع الفلسطينيين، دون أن يساهم في تطبيع الحياة داخل المدينة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأشارت باروخ، وهي جنرال سابق، ورئيسة قسم القانون الدولي في النيابة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن "المستوطنين اليهود دأبوا على انتقاد القوة الدولية، على اعتبار أنها تتسبب بإزعاج الجنود الإسرائيليين لدى تنفيذ مهامهم الأمنية في الحفاظ على أمنهم، ولذلك مورس على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضغوط كبيرة من جمهور المستوطنين وزعمائهم، لوقف عمل هذه القوة الدولية، وفي ظل أننا في مرحلة انتخابات، فمن المتوقع أنها أثرت على اتخاذ القرار من قبله".

وأكدت أنه "ليس بالأمر الواضح حجم الأضرار التي تسببت بها القوة الدولية لإسرائيل، باستثناء الاحتكاكات مع المستوطنين اليهود وقوات الجيش الإسرائيلي، خاصة أن تقارير المنظمة لا تنشر على وسائل الإعلام بصورة رسمية، بل تبقى حبيسة أدراج المنظمات الدولية، لكن هناك مخاوف إسرائيلية من وصول هذه التقارير لمحكمة الجنايات الدولية، ما قد يؤثر على قراراتها ب فتح تحقيق في السلوك الأمني والعسكري الإسرائيلي في مدينة الخليل".

وأوضحت ليئور تسور، الباحثة في القانون الدولي: "إننا أمام هذه الاعتبارات يمكن فحص الثمن الذي دفعته إسرائيل في الساحة الدولية بسبب هذا القرار بوقف عمل القوة الدولية بمدينة الخليل، الذي قد ينظر إليه أنه مسعى إسرائيلي تهدف من خلاله إلى إخفاء سلوكها عن المجتمع الدولي، وربما يمس بصورتها كدولة لا تحترم التفاهمات الثنائية، ولا تعمل ضمن الأسرة الدولية".

وأكدت أنه "في ظل عدم توفر وسائل تأثير لهذه القوة الدولية، فإن هناك شكوكا إسرائيلية جدية في أن يتسبب وقف عملها في حصول آثار وتبعات جوهرية ضد إسرائيل في الساحة الدولية، صحيح أن هذه القوة الدولية غير تابعة بصورة رسمية للأمم المتحدة، لكنها مكونة من دول ترتبط بإسرائيل بعلاقات دبلوماسية".

وختمت بالقول إن "التأثير الإسرائيلي على التقارير التي ترسلها القوة الدولية محدود للغاية، الأمر الذي قد يوفر لإسرائيل جملة انتقادات وتحفظات على سلوك القوة الدولية، لأنها رأت في نفسها حامية للفلسطينيين، ومدافعة عنهم".

المصدر: عربي 21

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد