حمدان يشدد على ضرورة توفير البيئة المناسبة لانجاح المشروعات الصغيرة

حمدان يشدد على ضرورة توفير البيئة المناسبة لانجاح المشروعات الصغيرة

أكد المدير التنفيذي للصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية للعمال مهدي حمدان أنه في واقعنا الفلسطيني، لا يمكن الحديث عن واقع المشاريع الصغيرة دون التطرق إلى الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تلعب دوراً مهماً في نجاح المشاريع ونموها ومستقبلها وادائها الكمي والنوعي.

وأكد حمدان، بحسب ما وصل "سوا"، في كلمة له خلال ورشة عمل في مدينة رام الله حول واقع المشروعات الصغيرة في فلسطين أنه لا يمكن اغفال حقيقة ان تطور هذا "القطاع الاقتصادي" المهم مرتبط بالمناخ السياسي الذي يعاني من تقلبات حادة وعواصف متلاحقة بفعل ممارسات الاحتلال التدميرية للاقتصاد الوطني والحصار المالي الذي يفرضه بالشراكة مع الإدارة الأميركية بهدف الابتزاز للحصول على تنازلات سياسية.

وأضاف أن هذه العوامل تشكل ابرز المعوقات التي تعيق من فرص نجاح المشاريع التي تتحطم الكثير منها على جدار الحصار الذي يفرضه الاحتلال على الضفة والقطاع والذي يحول دون تسويق الكثير من المنتجات الى الخارج وبالتالي احباط هذه المشاريع، ولذلك لا يمكن تقييم التجارب بمنأى عن فهم ودراسة الواقع الذي يفرض، ايضاً، عدم الاستسلام، بل الإصرار على السير بهذه الطريق، ولكن وفق معايير ومحاذير تأخذ مجمل هذه التغيرات والمخاطر بالإضافة الى القصور الوطني من ناحية التشجيع والدعم في هذا الاطار بعين الاعتبار.

وأردف أنه لا افق لحل ازمة البطالة او التخفيف منها والتي وصلت في فلسطين الى أكثر من  30 في المئة وكذلك زيادة الصادرات وخفض الواردات إلا بالاهتمام بقطاع المشاريع الصغيرة، كونها احد ركائز التنمية الاقتصادية، وهذا يحتاج  الى عوامل عدة ابرزها الضغط على المجتمع الدولي لانهاء الاحتلال والحصار، بالإضافة الى تخصيص موازنات حكومية ومؤسساتية ، واحداث نقلة نوعية في الوعي الفكري والثقافي لدى المجتمع بشكل عام واوساط الشباب بشكل خاص خصوصاً مع صعوبة توفير فرص العمل لمختلف التخصصات والمهن، سيما الاكاديمية مع الارتفاع المهول في نسب البطالة، وهذا يقع على عاتق جميع المؤسسات الحكومية والأهلية.

واعتبر  حمدان ان أهمية المشروعات الصغيرة تكمن في تلبية رغبات الاشخاص والرياديين والنساء في الاستقلالية وتحقيق طموحاتهم ورفع مستوى المعيشة، بما يساهم في معالجة أهم المشكلات الاجتماعية "البطالة" بتوفير فرص عمل، إضافة للخدمات الإنتاجية والإدارية والاجتماعية وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من السلع والخدمات والحد من التبعية والعجز التجاري مع الاقتصاد الإسرائيلي.

وأشار إلى أن صندوق التشغيل استشعر منذ بداية عمله بأهمية هذا الامر منذ سنوات، وبدأ بتنفيذ سلسلة من المشاريع والبرامج الخاصة لتشجيع الشباب على انشاء المشاريع الصغيرة ومنحهم القروض المالية الميسرة، بالإضافة الى التوجيه والإرشاد والتوعية، وابرزها، مشروع "ستارت اب" بتكلفة 20 مليون دولار وبرنامج مشروعك بالشراكة مع بنك فلسطين 50 مليون دولار، بالإضافة الى مشاريع أخرى .

وشدد حمدان على ضرورة توفر العديد من الأمور التي تشجع على زيادة الاهتمام بالمشاريع الصغيرة وانجاحها وتوسيعها ومن أهمها توفير البيئة والعوامل والظروف المناسبة وعلى رأسها توفير القروض الحسنة او الميسرة وطويلة الأمد والدعم اللازم لتمويل رأس المال العامل والتوسع في المشروعات القائمة و تمويل أفكار ريادية جديدة في سبيل تنمية المشروعات الصغيرة اقتصاديا واجتماعية، وكذلك تشجيع البنوك على تمويل المشروعات الصغيرة بأسعار فائدة مخفضة وبفترة سماح مجدية، ومنح الامتيازات، وفي مقدمتها، الاعفاء الضريبي ضريبية على الأرباح المحققة من أنشطة تمويل تلك المشروعات، ورسوم التراخيص.

كما أكد حمدان على ضرورة عدم اغفال دور مؤسسات الإقراض بحيث يتوجب تعزيز وتوسيع دورها في تقديم القروض للمشاريع الصغيرة، ضمن شروط ميسرة من حيث فترة السماح والضمانات.

وأفاد بأنه يتوجب تدريب أصحاب المشروعات الصغيرة على نظم الإدارة الحديثة للمشروعات من حيث كيفية توفير المستلزمات الإنتاجية وإدارة العملية الإنتاجية والتسويقية وكيفية التعامل مع البنوك والمؤسسات الحكومية، وتوفير التدريب المهني المناسب لتطوير مهارات العاملين في أنشطة المشروعات الصغيرة وتقديم دورات في مجالات الإدارة والتسويق والمحاسبة والإنتاج بما يتلاءم مع سمات وخصوصيات هذه المشروعات.

وذكر: "لا بد من الاهتمام بتنظيم المعارض المتخصصة لترويج وتسويق منتجات المشروعات الصغيرة ونشر المعلومات التسويقية اللازمة لمساعدتهم على تسويق منتجاتهم داخ فلسطين وخارجها".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد