المطران حنا يزور المنزل الذي طردت منه عائلة ابو عصب

المطران عطالله حنا

زار المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، صباح اليوم الإثنين، برفقة عددا من رجال الدين المسيحي عقبة الخالدية في البلدة القديمة من القدس ، حيث المنزل الذي طردت منه عائلة ابو عصب يوم أمس بطريقة همجية تدل على وحشية الاحتلال وعنصريته.

وقد اعرب وفد رجال الدين المسيحي عن تضامنهم مع عائلة حاتم ابو عصب، وأعربوا عن شجبهم واستنكارهم لعملية الطرد التي تمت يوم أمس والتي تؤكد بأن ما يحدث في المدينة المقدسة انما هي عملية تطهير عرقي حيث يُطرد الفلسطينيون من منازلهم ويستولي عليها المستوطنين بطرق غير قانونية وغير شرعية، بحسب ما ورد سوا (الاخبارية).

وقال المطران عطا الله حنا في كلمته أمام عدد من وسائل الإعلام التي رافقت هذه الزيارة بأنه: يؤسفنا ويحزننا ان نرى مدينة القدس بهذه الحالة والبؤر الاستيطانية منتشرة هنا وهناك ويبدو أن مسلسل الاستيلاء على العقارات المقدسية مستمر ومتواصل في ظل حالة الانقسام الفلسطيني المؤسفة والمخجلة وفي ظل الوضع العربي المترهل ، وما شاهدناه مؤخرا من لقاءات تطبيعية لا يستفيد منها إلا الاحتلال الذي يسعى لتمرير مشاريعه الاستيطانية الاقصائية الاحتلالية في المدينة المقدسة.

ما يحدث في القدس إنما هو إجرام منظم بحق شعبنا الفلسطيني والعقارات التي يتم الاستيلاء عليها إنما يتم هذا بطرق غير قانونية وغير شرعية وفي وضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم الذي لا يحرك ساكنا أمام سياسة التطهير العرقي الممارسة بحق ابناء القدس وبحق مقدساتهم و اوقافهم في المدينة المقدسة.

ان ما حدث يوم امس في مدينة القدس يحدث تقريبا في كل يوم ونحن نرى المستوطنين يجولون ويصولون في البلدة القديمة بطريقة استفزازية وبتنا نشاهد اعلام الاحتلال مرتفعة هنا وهناك وهذا يدل على الكارثة الحقيقية التي وصلت اليها مدينة القدس والتي يتغنى العرب بعروبتها ولكنهم لا يقدموا لها شيئا لا بل الاسوء من ذلك انما هي ظاهرة التطبيع التي نلحظها والتي تعتبر طعنة لشعبنا وخيانة للقدس ومقدساتها ، كما انها اساءة لامتنا العربية هذه الامة التي نفتخر بانتماءنا اليها والتي من المفترض ان تكون قضية القدس وقضية فلسطين قضيتها الاولى.

اين هم العرب مما يحدث في القدس، اين هم المسلمون والمسيحيون مما يحدث في مدينتنا المقدسة.

يعقدون مؤتمرات للتعايش والتسامح ويتناسون بأن الجريمة الكبرى انما ترتكب في المدينة المقدسة التي غُيب عنها السلام وسُرق منها العدل بفعل سياسات الاحتلال وممارساته بحق شعبنا.

لست من اولئك الذين يخونون احدا فهذه ليست من مسؤولياتنا ولكننا نود مجددا ان نذكر العرب بمسؤولياتهم تجاه القدس وندعو ابناء شعبنا الفلسطيني الى مزيد من الوحدة والتضامن والتلاقي والتفاعل والاخوة والاستقامة والصدق.

ماذا يبقى لنا اذا ما ضاعت القدس والقدس في طريقها الى الضياع اذا استمرت الحالة الفلسطينية على ما هي واذا ما استمر الوضع العربي على ما هو.

نتمنى ان يستفيق اصحاب الشأن من كبوتهم لكي يكتشفوا بأن القدس امانة في اعناقنا جميعا والتخلي عن القدس والتنصل من مسؤولية ما يحدث في القدس انما هي خيانة بحق هذه المدينة المقدسة التي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا المسيحية والاسلامية.

بإسم كنائس القدس ومسيحييها نعرب عن تضامننا مع عائلة ابو عصب الكريمة التي طردت من منزلها في البلدة القديمة في مشهد تراجيدي مأساوي يدل على بشاعة الاحتلال وقمعه وعنصريته.

اما نحن المقدسيون المسيحيون والمسلمون فيجب ان نقول مجددا بأنه " لا يحك جلدك الا ظفرك " وعلينا ان نكون في خندق واحد وان نكون عائلة واحدة كما كنا دوما في دفاعنا عن القدس وهويتها العربية الفلسطينية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.

اما سياسة التطهير العرقي والتشريد والابعاد والاعتقال في المدينة المقدسة فلن تزيدنا الا تشبثا وانتماء بهذه المدينة المباركة.

ستبقى القدس لنا وستبقى هذه المقدسات لنا مهما عذبونا وظلمونا واضطهدونا على امل ان تنتهي الانقسامات الفلسطينية الداخلية وان يتبدل الواقع العربي نحو الافضل ، ولكن ريثما تتحقق هذه الامور لا بد للمقدسيين ان يكونوا على قدر كبير من الوعي والحرص على حماية اوقافهم ومقدساتهم وعقاراتهم المستهدفة والمستباحة من قبل الاحتلال.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد