الاستحمام بالمياه الباردة لحديثي الولادة فوائد ومحاذير
يبتعد الأشخاص خاصة في فصل الشتاء عن الاستحمام بالمياه الباردة وغالباً ما يبحثون عن مصدر الدفء في المياه، متجاهلين فوائد الاستحمام الصحية بالمياه الباردة.
وأوضح محمد عبد المقصود مدرب ومحاضر دولي متخصص في مجال سباحه الأطفال حديثي الولادة بالقول: "الاستحمام أو السباحة في المياه الباردة أو ذات درجة حرارة أقل من درجة حرارة الأجواء لها فوائد صحية عظيمة، منها تقوية المناعة بشكل كبير"، حسب مصراوي.
ونصح عبد المقصود الأهالي باستحمام أطفالهم في المياه الباردة دون قلق لكن بشروط أو تحت إشراف متخصص، لأن الأمر سيدفع الطفل يتنفس بعمق نتيجة الصدمة التي تلقاها جسمه في محاولة للبقاء دافئًا، وبالتالي تزيد من مستوى الأكسجين بشكل عام داخل الجسم، بما يحث نبضات القلب وتدفق الدم في الأوعية الدموية.
وأكد أنَّ المياه الباردة تساعد الجهاز اللمفاوي في التخلص من فضلات الخلايا، لزيادة مناعة الجسم؛ نظرًا لانخفاض ضغط الدم الذي يعالج به انسداد الشرايين، ويقلل الإصابة بالأنفلونزا، أو أمراض تقلبات الطقس، وبعض الأورام السرطانية، ما يمد الجسم بجرعة كبيرة من الطاقة لبدء اليوم بنشاط و حماس .
وتابع: "لا تقتصر الفوائد على هذا، بل تمتد للبشرة والجلد والشعر، فالمياه الباردة تعمل على نضارة البشرة وتتخلص من التجاعيد عن طريق تضيق مسامها الواسعة ويحميها من ظهور الحبوب والبثور، ويمنع جفافها ويسهم في ترطيبها، لأنه يحافظ على نسبة الزيوت الطبيعية الصحية فيها، وتجعل الشعر قوي ولامع".
وشدَّد على مخاطر السلوكيات الخاطئة للاستحمام في المياه الباردة، بوضع الطفل مرة واحدة في درجة حرارة منخفضة ما قد يُعرضه للوفاة، وهو ما حدث بالفعل، ما يؤكد خطورة الخضوع لهذا الأمر دون وعي أو استشارة متخصص، لافتًا إلى ضرورة تحديد درجة حرارة الجسم التي قد تصل مثلًا إلى 37 درجة، والبدء تدريجيًا في خفض درجة حرارة المياه درجة واحده فقط عن درجة الجسم كل أسبوع، حتى يصلوا إلى درجة حرارة 27.
وأوضح أن درجات الحرارة المنخفضة بمقدورها أن تؤثر تأثيرًا قويًا على القلب وعلى الدورة الدموية، لذا على من يرغب في الخضوع لهذا الأمر يجب أن يكون حذر للغاية، ويفضل أن يمتنع أصحاب الأمراض الخطيرة مثل مرضى القلب والسكري ومرضى الجهاز الرئوي عنها تمامًا.
وقال: "إذا قام الأشخاص الذين لا يعانون من شيء أو أطفالهم بالنزول في المياه الباردة دون الالتفات للشروط أو لمتخصص، مِن الطّبيعي أن يتعرضوا لنزلات البرد والحُمى إذا لم يقم بتقليل درجة حرارة الماء بشكل تدريجي، فبمُجرد أن ينزل الشخص الماء قد ينتابهُ شعور بضيق التنفُس والقشعريرة، وربما يصل الأمر لتوقف القلب وبالأخص إذا كانت المياه مثلجة".