أدباء وشعراء ينعون خليل توما في بيت جالا

الشاعر خليل توما

ألقى الأديب الفلسطيني محمود شقير، أمس الأربعاء، في مقبرة الروم الأرثوذكس، كلمة تأبينية باسم حزب الشعب الفلسطيني واتحاد الكتّاب مؤكداً على الخسارة التي أحلت بالاتحاد بوفاة الشاعر خليل توما.

وقال شقير: "نلتقي هذا المساء لنودع نجماً مشعاً في سماء بيت جالا و بيت لحم وبيت ساحور و القدس وفلسطين، نجماً هوى جسداً وما هوى فكرة وقصيدة وعقيدة وحزباً وأملاً وغداً أجمل وأبهى لشعبنا الفلسطيني ولشعوب امتنا العربية ولمحبي الحرية والسلام في العالم."

وأضاف شقير:" اندثر الجسد النقي الطاهر الذي احتمل عذاب السجن والسجان، وعاني من اجل الفكرة التقدمية النيرة، ومن اجل فلسطين التي عشقها" ابو فادي " خليل توما الانسان المناضل والمثابر والمضحي والشاعر الذي ستظل قصائده نبراساً يهدي السائرين الى الحرية والعدالة والتقدم والمساواة وتحرير الوطن من رجس الغزاة، وستظل سيرته العطرة مثلا ملهما للأجيال الجديدة من شابات وشباب فلسطين الذين ينعقد عليهم الآمال للسير على الطريق الذي اختطه خليل توما القائد السياسي والنقابي والمدافع عن حقوق الكادحين والفقراء، كمناضل من اجل دحر الاحتلال، وتحقيق اهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس"، وفقاً للوكالة الرسمية.

وشيعت جماهير غفيرة من محافظات الوطن في موكب جنائزي مهيب، جثمان المناضل الوطني والنقابي والشاعر خليل توما، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وأحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطيني.

وانطلق موكب تشييع جثمان الشاعر توما من منزله في بيت جالا الى كنيسة العذراء مريم للروم الأرثوذكس في المدينة، حيث تمت الصلاة على جثمانه الطاهر، ومن ثم انطلق موكب الجثمان يتقدمه حاملي الأكاليل عبر شوارع المدينة، وصولاً إلى مقبرة الروم الارثوذكس حيث تمت مواراته الثرى.

والقى الأب يوسف الهودلي كلمة مؤثرة عدد فيها مناقب ابن بيت جالا البار الذي كان مفكراً وأديباً وكاتباً وشاعراً ومناضلاً من أجل فلسطين، وقدم التعازي لأسرة الفقيد ولذويه ولمحبيه ولرفاقه وللشعب الفلسطيني.

كما ألقى الدكتور عيسى جعنينه كلمة تأبينيه أمام جموع المشاركين في تشييع الجثمان، باسم لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم قال فيها " اننا ننعى اليوم رجلا من اخلص وأشجع وأنقى الرجال وأثبتهم على الحق.، وكان فارسا وسياسيا ومثقفا وشاعرا عميق الوعي والانتماء، كما كان مدرسة في النضال والقيادة والتفكير والمسؤولية.

وكان الشاعر خليل توما قد بدأ مسيرته الشعرية في مرحلة الدراسة الثانوية، إذ نشر إنتاجه الأدبي والشعري في صحف ومجلات محلية وعربية، وبعد الاحتلال في مجلات الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وفي الصحافة السرية والصحف والمجلات الفلسطينية الصادرة في الوطن المحتل

كما عمل سنوات طويلة في مجال الصحافة المقروءة باللغتين العربية والإنجليزية، كما عمل في حقل الترجمة من العربية إلى الانجليزية وبالعكس.

وكان أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي وشغل رئاسته إلى حين توحيد صفوف الكتاب، وانتخب عضوا في الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة في أوائل التسعينيات.

وصدر للشاعر توما أربع مجموعات شعرية هي: أغنيات الليالي الأخيرة، نجمة فوق بيت لحم، تعالوا جميعا، النداء. جمعت كلها في مجموعة أعماله الشعرية الكاملة التي صدرت مؤخرا.

كما اعتقلته سلطات الاحتلال إداريا ما بين 1974 و1976 خلال حملة اعتقالات قوات الاحتلال لقيادات الجبهة الوطنية الفلسطينية، كما تعرض لاعتقالات ومضايقات عديدة أثناء سنوات نشاطه النقابي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد