تفاصيل لقاء ثلاثي ضم اللواء ماجد فرج ورئيسي المخابرات المصرية والسعودية
كشفت مصادر مصرية وعربية مطلعة، عن تفاصيل اجتماع ثلاثي عقد الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض، وضم رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج ، ونظيريه المصري اللواء عباس كامل والسعودي خالد الحميدان.
ونقلت صحيفة العربي الجديد عن المصادر قولها، إن هذا الاجتماع جاء في الوقت الذي يستعد فيه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وصهر ترامب، كبير مستشاريه، جاريد كوشنر، لجولة عربية.
وتشمل الجولة 5 دول خليجية، بينها قطر والسعودية والإمارات، للحصول على دعم للشق الاقتصادي من الخطة مع ما يمثله هذا التوجه من إحياء لنظريات "السلام الاقتصادي" وفكرتها القائمة على رشوة الفلسطينيين ببعض الإغراءات الحياتية الاقتصادية، في مقابل تخلّيهم عن حقوقهم السياسية التاريخية.
وقالت المصادر إنّ الاجتماع ناقش الورقة "شبه النهائية" ل صفقة القرن ، لتحديد موعد انطلاقها، إذ من المقرّر أن يقوم كوشنر وغريبنلات بعرض الشِقّ الاقتصادي من الخطة خلال جولتهما العربية نهاية شهر فبراير/ شباط الحالي.
وفي الإطار ذاته، قال مصدر عربي خليجي، إنّ التسوية الأميركية باتت أقرب من أي مرحلة سابقة، وذلك بسبب متغيرات عدة.
وأضاف المصدر أنّ السعودية أدت دوراً كبيراً في ممارسة ضغوط على كل من السلطة الفلسطينية والأردن لانتزاع موافقة مبدئية على إطلاق التسوية، مقابل حِزم اقتصادية للجانبين بشكل يعوض سلطة رام الله عن العقوبات الاقتصادية الأميركية الأخيرة.
يذكر أن اللقاء سبق زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى المملكة للقاء الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، والتي بدأت مساء أول من أمس الاثنين.
وذكرت الصحيفة أنّ المنطقة العربية تتأهّب لبدء إطلاق المرحلة الأولى من خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، وذلك من خلال مجموعة من اللقاءات والاجتماعات المكوكية في عدد من العواصم العربية.
من جهته، قال مصدر مصري رفيع المستوى إنّ المسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري سعوا خلال زيارة وفدي "الجهاد الإسلامي" و" حماس " لإقناعهما باستغلال الفرصة والحصول على أكبر قدر من المكتسبات للقضية الفلسطينية في الوقت الراهن، عبر إعلان دولة بشكل مبدئي، ثمّ التحدّث بعد ذلك عن زيادة مساحاتها وحقوقها.
ولفت إلى أنّ الموقف المصري شهد تغيراً ملحوظاً مطلع العام الجاري، وبات أقرب كثيراً لوجهة النظر السعودية التي يتبنّاها ولي العهد، والتي تتفق على التمسّك بحدود الـ1967 كمبدأ عام، مع إعلان دولة بحدود مؤقتة، والسعي بعد ذلك للوصول إلى حدود الـ1967.
يذكر أنه من المقرر أن يحضر كوشنر مؤتمر وارسو، الذي يعقد اليوم وغداً في العاصمة البولندية، للمشاركة في مباحثات بشأن قضايا إقليمية عدة، بينها ما تسمى عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبحسب المصدر المصري، فإنّه من المقرّر أن تشمل جولة كوشنر العربية كلاً من مصر والأردن على الرغم من عدم إعلان ذلك حتى الآن، لكن المؤكد أنها لن تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويأتي ذلك فيما قال مصدر خليجي، إنّ إسرائيل، والإدارة الأميركية الحالية، استطاعتا خلال الفترة الماضية إشراك أطراف عربية في عملية تمرير الصفقة، بعد اكتفاء تلك الأطراف في مرحلة سابقة بالموافقة عليها فقط من دون دعمها بشكل معلَن.
وأوضح أنّ "في مقدمة تلك الأطراف سلطنة عمان" التي شارك مسؤولون منها في لقاءات بحثت تفاصيل متعلقة بخطة التسوية، مع ترحيب السلطنة بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي اللازم.
ومن المتوقّع أن تتناول المحادثات في السعودية بين الرئيس الفلسطيني والعاهل السعودي، توفير شبكة أمان اقتصادية بعد العقوبات الأميركية على السلطة الفلسطينية.