تفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها حماس
كشفت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الأزمة المالية التي تمر بها حركة حماس وصلت إلى مرحلة دقيقة وصعبة وغير مسبوقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن "الأزمة المالية لحركة حماس تفاقمت إلى الحد الذي اضطرت معه إلى اتخاذ قرارات صعبة بإغلاق مؤسسات ودمج أخرى ووقف موازنات وتقليص رواتب ودفع سُلف لموظفيها في الجناحين السياسي والعسكري، وهو وضع لم تختبره الحركة سابقاً".
وأشارت المصادر إلى أن هذه الأزمة ليست جديدة، مضيفة أن "الخناق ضاق على الحركة إلى الحد الذي بدأت فيه الأزمة تخرج إلى العلن".
وأوضحت أن «(حماس) لجأت مضطرة إلى إغلاق مؤسسات ومكاتب إعلامية، فيما تدرس إغلاق مزيد من هذه المؤسسات، كما أغلقت مكاتب فرعية تنظيمية ودمجتها في الرئيسية، وخفضت موازنات لطالما كانت ثابتة للجناحين السياسي والعسكري».
وأبلغت الحركة قبل يومين موظفي فضائية « القدس » بإنهاء خدماتهم وإغلاقها بشكل كامل، فيما أغلقت مكاتب تابعة لموقع إعلامي يمثل لسان الحركة في قطاع غزة ، بانتظار قرارات مشابهة لإغلاق مكاتب الموقع في الخارج، إضافة إلى إغلاق صحيفة تابعة لها.
وأكد موظفون في فضائية «القدس» قرار إغلاق القناة في بيروت وفلسطين بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بها منذ أكثر من عام.
وكانت القناة قد لجأت إلى تقليص عدد موظفيها خلال العام الماضي، فيما لم تستطع صرف رواتب البقية بانتظام، وجاء الإغلاق بعد أشهر على إغلاق قناة «الكتاب» التابعة للجامعة الإسلامية.
وكادت «حماس» تغلق قناة «الأقصى» الفضائية التي تعد ذراعها الإعلامية الأهم، في الخارج والداخل، نهاية العام الماضي، قبل أن يتدخل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ، ويعلن أن القناة لن توقف بثها وستواصل العمل.
ولم تقف أزمة «حماس» عند مؤسساتها الإعلامية فحسب، بل أشارت المصادر إلى أن الحركة خفضت رواتب موظفين في مؤسسات وشركات تجارية تابعة لها بنسب تتراوح بين 10 و30%، وأوقفت موازنات، فيما تجد صعوبة في توفير سلف لرواتب موظفيها في المؤسسات المدنية أو العسكرية، بحسب الصحيفة.
وأكدت المصادر أن الحركة توفر لموظفيها راتباً غير مكتمل كل شهرين تقريباً، مضيفة أن «هذا يطال بشكل استثنائي كذلك كتائب القسام». ويفسر ذلك لجوء «القسام» هذا الشهر إلى طلب الدعم المالي للمرة الأولى من «كل محبيها في العالم» عبر العملة الرقمية «بيتكوين».