المطران حنا : نؤيد كل مبادرة تُطلق من أجل تكريس ثقافة التسامح بين الشعوب

المطران عطالله حنا

قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، صباح اليوم،  لدى لقاءه مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام العربية في مدينة القدس ، :"بأننا نقف إلى جانب كل مبادرة هادفة إلى تكريس الأخوة الإنسانية الشاملة والتسامح والمحبة بين كافة الشعوب والأعراق وأصحاب الخلفيات الدينية والمذهبية المتعددة ، ذلك لأننا نؤمن بهذه القيم ونعتقد بأن البشر جميعا انما ينتمون الى عائلة بشرية انسانية واحدة خلقها الله والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان "

وأضاف حنا، وفق بيان وصل وكالة "سوا" الإخبارية نسخة عنه،:" إننا نقف بدون أي تردد او تلعثم مع أية مبادرة هادفة الى تكريس هذه القيم، ولكن لا يمكننا ان نقبل بأي شكل من الأشكال، بان يتم تجاهل القضية الفلسطينية والتي هي اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث، ولأولئك الذين يتحدثون عن العدالة في عالمنا نقول لهم بأنه لا يمكن ان تكون هنالك عدالة حقيقية مع بقاء الاحتلال والظلم الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني ".

وتابع:"كما انه لا يحق لاي جهة ان تتجاهل ما تعرضت له منطقتنا العربية من مؤامرات مصدرها الغرب الذي يتغنى بالحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان، وقيم الأخوة الإنسانية والتسامح ولكنه في نفس الوقت يتجاهل المظالم الموجودة في بلادنا وفي منطقتنا ، هذا الغرب الذي كان وما زال سببا في كثير من الحروب التي حلت بمنطقتنا بدء بنكبة الشعب الفلسطيني واحتلال العراق وما حدث في سوريا الشقيقة وفي ليبيا وما يحدث في اليمن الشقيق من تدمير وحرب تستهدف الأبرياء كما وغيرها من الحروب والمظاهر التدميرية التي حلت بمنطقتنا" .

نقول لأولئك الذين يتحدثون عن التسامح والأخوة الإنسانية بأن كلامكم ليس مكتملا اذا لم تطالبوا بأن تتوقف الحروب في منطقتنا وان تحل القضية الفلسطينية حلا عادلا لكي يعود لمدينة القدس بهائها ومجدها ولكي تكون بالفعل مدينة للسلام .

أُذكر اولئك الذين يتحدثون عن التسامح والاخوة الانسانية في عالمنا بأنه لا يجوز تجاهل الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني ولا يجوز تجاهل الحقائق الموجودة على الارض ويجب على هؤلاء ان يدركوا بأن حل القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام في منطقتنا فعن اي سلام تتحدثون وعن اي تعايش واخوة تنادون مع بقاء هذا الظلم في فلسطين كما وفي غيرها من الاماكن في منطقتنا وفي عالمنا .

وطالب الذين يتحدثون عن الأخوة الإنسانية والتسامح بأن تكون عندهم الجرأة الكافية لكي يطالبوا بأن تتحقق العدالة في فلسطين وان تنتهي المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وكلنا نعرف من الذي غذى ومن الذي مول هذه الحروب وهذا الارهاب المنظم في منطقتنا ، ونتمنى من الجميع ان تكون عندهم الجرأة لكي يطالبوا بأن يتوقف العدوان على اليمن وقتل الابرياء والشيوخ والنساء في هذا البلد الفقير .

وتمنى من جميع القيادات الدينية وأصحاب الفكر والقيم والأخلاق بألا يتجاهلوا ضحايا الحروب وما أكثرهم في منطقتنا، انظروا الى فلسطين الجريحة والتي ما زالت تنزف دما ، انظروا الى سوريا التي استهدفت بشكل غير مسبوق ، انظروا الى العراق وليبيا واليمن الجريح والى كافة ضحايا الارهاب والعنف في منطقتنا وفي عالمنا .

نتمنى من رجال الدين والمثقفين والمفكرين المنادين بقيم الاخوة الانسانية والتسامح بأن يكون انحيازهم دوما الى جانب المظلومين وكلامهم عن التسامح والاخوة يبقى كلاما فارغا لا قيمة له اذا لم يكن مقرونا بمواقف واضحة وجريئة تدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وتدافع عن هذا المشرق العربي الذي استهدف بالارهاب والحروب وكلنا نعرف من خطط لهذه الحروب وكلنا نعرف من مول هذه الحروب فهذه امور لا تُخفى على احد كما اننا جميعا نعرف من المستفيد من هذه الحروب والتي يستثمرها لصالحه.

نعود ونكرر بأننا نقف الى جانب اي مبادرة تُطلق في اي مكان في هذا العالم من اجل تكريس الاخوة الانسانية الشاملة والتسامح بين البشر ولكن يجب ان تكون هذه المواقف مقرونة بالدفاع عن المظلومين والمنكوبين والمعذبين في منطقتنا وفي عالمنا .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد