مما لا شك فيه ان حركة فتح التي شقت اسمها بأظافر الكفاح والنضال والتضحيات انها أنجبت من الثوار والمناضلين السياسيين والمفكرين المبدعين الكثير الكثير أمثال الشهيد خالد الحسن وابو اياد رحمهما الله على سبيل المثال لا الحصر، ومن أنجبت تلك الثلة من المبدعين قادرة ان تنجب على مر الأجيال مبدعين ثوريا وسياسيا وفكريا ومحترفين في امتلاك الرؤى السياسية المنهجية المحددة للهوية الوطنية المناهضة للديماغوجية التي سئم منها الشعب، لما كانت تمتاز به من عقم سياسي ووسائل فجة كانت ولا زالت تهدف الى ايهام الشعب وتعمل على تضييق الخناق في حريته وعلى لقمة عيشه، حتى بات المواطن على قناعة مطلقة ان الحكومة التي تقوم بإدارة دفة الحكم لا تخلو من العقم السياسي والإداري الذي كان محط عدم رضا بل تذمرا بكل مخرجاته.
سئم الناس كثرة الادعاء وفجاجة المدعين انهم يسيرون بالأمة نحو التغيير للأفضل ونضب خزان الصبر عندهم وما عاد لديهم متسع لتجارب أخرى تسهم بتحميلهم مالا طاقة لهم به، فالمواطن ضاق ذرعا من وهن حبال الوعود .. الارض سبيت و القدس تهود والانقلاب في غزة يرومها إمارة مستقلة والمواطن يرزح تحت طائلة الغلاء والقروض.
ان الانسان الفلسطيني مقاوم صابر ذكي، فما من بيت فلسطيني او أسرة الا وقدمت بشكل او بآخر اعز ما تملك في مسيرة النضال شهيدا او أسيرا او جريحا او مبعدا . وكان ولا زال لكل دوره في النضال، وفي المقابل ان إنساننا الفلسطيني الذي هو اعز ما نملك من حقه ان يعيش بمستوى يليق به من الحياة ..
كثيرة جدا هي الوعود وكثيرة أكثر من جدا وسائل قتل الأحلام.
فمتى كانت مثلا الأجور والمعاشات لصغار ومتوسطي العمل والموظفين تتساوى مع سلة المشتريات..؟
فيا سادة انتظرنا ولم تقبل، وما باض الحمام على الوتد ،ولا نعم الوطن والمواطن بالرفاهية المزعومة ولا كان لنا يوما وزيرا للسعادة والرفاه.
اجزم ان الشعب كل الشعب في انتظار التغيير، ويريدها حكومة ثورية فصائلية تحت عباءة منظمة التحرير التي كانت تختلف على الوسائل وتجتمع على الاهداف .
فالهدف الوطني الواضح يجمع الكل الفلسطيني ويدفع باتجاه يجعل الاختلاف في الوسائل عامل تنافس لتحقيقه والوقوف صفا واحدا في وجه النوائب التي تعاظمت على شعبنا وقيادته بهدف تمزيق وحدتنا وحرفنا عن هدفنا الأساس كنس الاحتلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.
ان الشعب احوج اليوم الى دهاقنة السياسة في منظمة التحرير، وخاصة في حركة فتح لإصلاح ما ألم بالمركب الفلسطيني من عطب. منظمة التحرير التي كانت تبني وتعوض وتزوج وتعالج وتدرس وتعيل، كانت تصل ولا تقطع ولا تفرق، ترضي ولا تهمش..منظمة التحرير بروحها المنبعثة كالعنقاء لترسخ الروح الوطنية وتواصل البناء الثوري والوطني مصوبة المسار نحو خيار الاستقلال والتحرر.
ان الوقت حان لتعود المنظمة هي الحاضنة رغما عن كل مخرجات الانقلابيين، وتعيد فتح وفصائل المنظمة ثقة المواطن بفصائلهم الثورية الوطنية وبممثلهم الشرعي والوحيد .
آن الأوان أن تعود الثورة كما بدأت تُّوحدها الأهداف وتُفرّقها الوسائل، وبخاصة بعدما أصبحت هذه الثورة على مفترق طرق وبداية مرحلة جديدة؟!
فالشعب يا سادة يريدها الشطر الأول من بيت الشعر اذا أقبلت باض الحمام على الوتد، ولا يريدها اطلاقا اذا أدبرت .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية