تفاصيل مثيرة..عريقات يروى العودة للمفاوضات برعاية كيري
رام الله / سوا / روى كبير المفاوضين الفلسطينيين، د. صائب عريقات ، تفاصيل ما دار من أحداث عقب القرار الفلسطيني باستئناف المفاوضات مع إسرائيل برعاية وزير الخارجية الاميركي جون كيري، والاسباب التي قادت لفشل تلك المفاوضات، مؤكدا بأن الاستراتيجية الفلسطينية حاليا تقوم على تدويل القضية، عقب إفشال رئيس الوزراء الاسرائيلي تلك المفاوضات التي استمرت تسعة أشهر دون ان تحقق أية نتائج.
وأضاف عريقات لصحيفة القدس المحلية، "عند وقف مفاوضات التسعة أشهر في 25/4/2014. بقرار إسرائيلي نتيجة لاتفاق الشاطئ الذي مهد لحكومة الوفاق الوطني، حاولت أن ألخص مواقف الحكومة الإسرائيلية بشأن كافة ملفات قضايا الوضع النهائي".
ملف الحدود
وتابع عريقات، ففي ملف الحدود أكدت الحكومة الإسرائيلية استعداها للانسحاب من الأراضي المُحتلة عام 1967 ، مع بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول نهر الأردن وفي مواقع عسكرية محددة في المرتفعات الوسطى.
ملف القدس
وأضاف عريقات، أما في ملف القدس فكان الطرح الاسرائيلي بأن الاحياء العربية تتبع لدولة فلسطين والمستوطنات الإسرائيلية لدولة إسرائيل، أما الحرم القدسي الشريف فيتم بناء كنيس يهودي فيه، وتكون السيادة مشتركة، على ان يكون حائط البراق الشريف تحت السيادة الإسرائيلية.
وعلى صعيد ملف اللاجئين، قال عريقات بأن الذي كان مطروحا إسرائيليا هو ان تتم العودة إلى دولة فلسطين، اي إسقاط القرار "194" ، وحق العودة للاجئين، أما المياه، فما استولت إسرائيل عليه من مياه الضفة الغربية يكون تحت سيطرتها، ويتم تحلية مياه البحر لتوفير حاجات الجانبين، اما بالنسبة لملف الأمن فكان الطرح الاسرائيلي ان تستمر السيطرة الإسرائيلية على أجواء فلسطين ، وتكون القوات الإسرائيلية موجودة على المعابر الدولية، مشيرا إلى أن المفاوضين الاسرائيليين طلبوا تعويضات لما أسموه (اللاجئين اليهود من الدول العربية).
قلت للوفد الاسرائيلي
وتابع عريقات قائلا: أذكر أنني قلت للوفد الإسرائيلي ( تسيبي ليفني- يتسحاق مولخو) وبحضور المبعوث الأمريكي مارتن أنديك وبحضور الأخ الوزير ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية: " أنتم تطرحون حل الدولة الواحدة بنظامين وليس حل الدولتين". "أنتم تطرحون استمرار الاحتلال وبموافقتنا، وما تطرحونه مخالف للمرجعيات والقانون الدولي والشرعية الدولية، ولو انتظرتم ألف عام لن تجدوا فلسطينياً يوافق على ما تطرحونه".
وأضاف عريقات: أدرك الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة "فتح"، وكذلك قيادة حركة " حماس " وحركة "الجهاد"، بناء على ما شرحت لهم ما آلت إليه المفاوضات، وعدم وجود أي إمكانية للتوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة الإسرائيلية. فتم إقرار استراتيجية فلسطينية لمواجهة إصرار الحكومة الإسرائيلية على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، فكما نضع استراتيجية وضعت إسرائيل استراتيجية ارتكزت غلى ثلاث ركائز: إبقاء السلطة الفلسطينية لكن دون سلطة، وإبقاء الاحتلال الإسرائيلي دون كُلفة، وإبقاء قطاع غزة خارج إطار الفضاء الفلسطيني، لأن إسرائيل تُدرك أن لا دولة دون قطاع غزة ولا دولة في قطاع غزة.
إسرائيل جردت السلطة من سلطتها
وتابع عريقات: بالفعل جردت الحكومة الإسرائيلية السلطة الوطنية من ولايتها القانونية والاقتصادية والأمنية وعلى الأرض، وسعت ولا زالت إلى تحويل وظيفة السلطة من سلطة ولدت لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال إلى سلطة وظيفية تسير حياة الشعب الفلسطيني اليومية وتحت السيطرة الكاملة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وواصل عريقات حديثه قائلا: ولإبقاء قطاع غزة خارج إطار الفضاء الفلسطيني، شنت الحكومة الإسرائيلية حربها الإجرامية على قطاع غزة، ليس ضد هذا الفصيل أو ذاك، وإنما ضد المشروع الوطني الفلسطيني، ولهذا تمثلت الاستراتيجية الفلسطينية في تدويل القضية الفلسطينية، وكسر الوضع القائم وصولاً إلى تغييره جملة وتفصيلاً، ويتم إقرار ركائز هذه الاستراتيجية فلسطينياً وعربياً، وعناصر هذه الاستراتيجية هي:
1- استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن المرجعيات والقانون الدولي، أي دولة فلسطين السيدة صاحبة السيادة، ناجزة الاستقلال على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها.
2- دعوة الأطراف المُتعاقدة السامية لمواثيق جنيف لعام 1949 للانعقاد، والتأكيد على انفاذ وتطبيق هذه المواثيق على الأراضي الفلسطينية المحتلة (أي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة).
3- دعوة السكرتير العام للأمم المتحدة للعمل على انشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني في (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة).
4- الانضمام للمواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية.
5- السعي للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية، وخاصة من دول الاتحاد الأوروبي التي لم تعترف بعد، وذلك على ضوء التغييرات الايجابية في الرأي العام في أوروبا.
6- توسيع دائرة التعاون مع الاحزاب والحركات السياسية والمنظمات الشعبية ومؤسسات المجتمع الدولي إقليميا وقارياً ودوليا، وذلك لحشد أكبر دعم لعزل سلطة الاحتلال وتعزيز تدويل القضية الفلسطينية.
7- داخلياً:
أ- الإسراع في إزالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، إذ يُشكل ذلك نقطة ارتكاز للاستراتيجية الفلسطينية.
ب- استمرار بناء مؤسسات الدولة وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، وتعزيز وتقوية المقاومة الشعبية السلمية.
كنا نعرف
وعلى صعيد فشل مشروع القرار الفلسطيني العربي في مجلس الامن الدولي قال عريقات: كنا نعرف أن مشروع القرار العربي لن يمر عبر مجلس الأمن، إما بعدم تمكيننا من الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة، أو استخدام أمريكا (الفيتو).
وتابع عريقات: مجلس الأمن ليس سوى انعكاس لأعضائه، والولايات المتحدة الأمريكية أفشلت مشروع القرار. وهذا يجب أن لا يعني أن لا نكرر المحاولة، فهذا حق يجب ممارسته. ففي عام 1951 ، طرحت اليابان عضويتها للأمم المتحدة على مجلس الأمن واستخدم الاتحاد السوفياتي "الفيتو" ، فقدمت الطلب ست مرات متتالية خلال ستة أيام وحصلت في كل مرة على (فيتو).
وأضاف: الاطراف المتعاقدة السامية لمواثيق جنيف اجتمعت يوم 18/12/2014 ، في جنيف وأصدرت بياناً أكدت فيه انطباق مواثيق جنيف على الأراضي الفلسطينية المحتلة ( الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة). والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، تسلم رسالة الرئيس محمود عباس الذي طلب منه العمل على انشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وتابع عريقات: يوم 31/12/2014 ، وقع الرئيس محمود عباس صكوك الانضمام ل 18 ميثاقاً دولياً، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، والتي أعلن السكرتير العام للأمم المتحدة ، أن دولة فلسطين قد استكملت كافة متطلبات الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية وأنها ستصبح عضواً كاملاً يوم 1/4/2015.
الاعترافات الدولية بدولة فلسطين
وعلى صعيد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، قال عريقات: لقد اعترفت مملكة السويد، وصوتت برلمانات بريطانيا ، ايرلندا، فرنسا، لوكسمبرغ، اسبانيا، الدنمارك، وفي نهاية هذا الشهر إيطاليا ، لصالح الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، فكما يعرف الجميع فأن هناك ثورة حقيقية في الرأي العام الأوروبي لصالح القضية الفلسطينية ورفضاً لإسرائيل وسياساتها ، واحتلالها، وما تكرسه من نظام "ابرثايد" أعمق وأخطر مما كان عليه وضع جنوب أفريقيا إبان سطوة نظام الأبرثايد العنصري هناك. إلى ذلك لا بد من استمرار الجهود الفلسطينية
والعربية والإسلامية لاستقطاب وتوسيع دائرة التأييد لفلسطين من الأحزاب والحركات والمنظمات الشعبية ومؤسسات المجتمع الدولي إقليمياً وقارياً ودولياً.
الوضع الداخلي
وتابع عريقات: أما بالنسبة للوضع الداخلي الفلسطيني، فإن لم نساعد أنفسنا لن يُساعدنا أحد. فالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة مُحتلة من قبل إسرائيل. ولا يوجد ما نختلف حوله او نقتتل حوله، وعندما نختلف لا نلجأ إلى صناديق الرصاص، بل نعود إلى صناديق الاقتراع. فلسطين التي نريد، سوف تكون دولة المحاسبة والمساءلة والمكاشفة، دولة الحريات الخاصة والعامة الفردية والجماعية، حرية المرأة، التعددية السياسية، حرية العبادة. فالشعب الفلسطيني لن يرى بعيون حكومته أو يسمعوا بآذانهم أو يتحدثوا بألسنتهم.
وأضاف عريقات: اليوم أكثر من اي وقت مضى، نحن بحاجة إلى كل طاقاتنا وإمكانياتنا، فلا فرق بين فلسطيني وآخر ايا كان مكان تواجده في القارات الخمس إلا بمقدار ما يقدمه من خدمات لإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، كل في مجال تخصصه وقدراته وإمكاناته.
كفانا تبديدا لطاقاتنا
وتابع عريقات : كفانا تبديداً لطاقاتنا وإمكاناتنا ولنوجهها باتجاه واحد وهو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشريف بقيامتها وأقصاها وأبوابها وأسوارها وأزقتها وتحديداً في البلدة القديمة حيث تكمن روح فلسطين، التي لا معنى ان تكون دولة دون ان تكون القدس عاصمة لها.
وواصل عريقات حديثه قائلا: أوصيكم بعدم مقايضة حق بآخر، مهما كان الجبروت والطغيان وتصدير الخوف ونشر الشائعات وتوظيف الادوات، السلام الذي نسعى له استناداً للقانون الدولي يضمن دولة فلسطين سيدة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبعاصمتها القدس الشريف. حل عادل لقضية اللاجئين استناداً لقرار الجمعية العامة "194"، والافراج عن جميع أسرى الحرية دون استثناء، التأكيد على ان الاستيطان الإسرائيلي وقرار ضم القدس لاغٍ وباطل لا ينشىء حقا ولا يخلق التزاما، ويعتبر جريمة حرب.
الاستراتيجية الفلسطينية
وأضاف عريقات: قلنا ان هذه الاستراتيجية الفلسطينية أقرت عربياً ، وبهذا المجال أود أن أقدم الشكر لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأمام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في عمان يوم 13/11/2014: " أن المس بالمسجد الأقصى المبارك ، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية ، سوف يعني بالضرورة نهاية العلاقات الأردنية – الإسرائيلية ، ولن اسمح وأنا ملك هاشمي باستمرار العبث الإسرائيلي في المسجد الأقصى"، لم اسمع ذلك من الاشقاء في الأردن ، سمعت ذلك من الجانب الأمريكي ، الشكر موصول لكل الاشقاء
العرب، والشكر الخاص للأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي ، وللأردن الشقيق العضو العربي في مجلس الأمن على جهوده المستمرة لخدمة القضية الفلسطينية، وإصراره على حقنا كفلسطينيين وعرب طرق أبواب مجلس الأمن وباقي المؤسسات الدولية في كل الأوقات.