بالصور: غزة: المحرك المزدوج ابتكار فلسطيني يضاهي العالمية
الإرادة والعزيمة، أساس نجاح أي يعمل يُقدم صاحبه على تطبيقه، لينال بذلك رضا نفسه والآخرين، لا سيما في ظل ازدحام المنافسين حول العالم، وانتشار الصحوة العلمية التي أحدثت نقلة نوعية في حياة الإنسان.
عبد الله أسامة الخليلي "21 عامًا"، طالب في المستوى الثالث تخصص هندسة الحاسوب فرع الذكاء الاصطناعي بالجامعة الإسلامية، يقطن في حي الزيتون بمدينة غزة وحافظ لكتاب الله، حاول الخروج عن المألوف من خلال صناعة مجسم مصغر لسيارة ذاتية الكهرباء، أسماه "المحرك المزدوج"
المهندس الخليلي، تلميذ متفوق في الدراسة، حصد العديد من شهادات التفوق طيلة رحلته الدراسية، رغم أنه يُعاني من مرض مزمن يطلق عليه اسم "بهجت"، إلا أن المرض لم يكن عائقا في حياته بل اتخذه كمصدر قوة يتكئ عليه في الحياة.
"لا أحب الاستسلام " ، هكذا أستهل الخليلي حديثة مع مراسل وكالة سوا ، وعيناه ترنوا لمستقبل مفعم بالازدهار والتطور في دولة فلسطين، لا سيما في ظل الثورة العلمية التي تجتاح العالم بأسره.
يقول الخليلي: "أنهيت دراسة الثانوية العامة فرع العلمي وحصلت على نتيجة 87.6 وكان لدى والدي رغبة بأن أسافر وأدرس الطب في بلد أوروبي، لكني آثرت الدراسة في بلدي التي أنجبتني فيها أمي ، كي يُنسب أي نجاح أحققه لموطني الأم".
ويُضيف الخليلي: "بدأت أنا ومجموعة من زملائي بوضع حجر الأساس لفكرة إنتاج مجسم لسيارة تُنتج الكهرباء ذاتيا ويتم الاعتماد عليها كبديل للوقود، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان شركة هونداي باختراع سيارة تعمل على الكهرباء، لكن المشكلة التي كانت معيقة لهم في ذلك الوقت هي غلاء سعر الكهرباء، فكانت الفكرة لدينا أن ننتج الكهرباء ذاتيا في السيارة".
رفقاء المهندس الخليلي تقاعسوا عن العمل معه، لكنه أصر على استكمال الطريق لوحده كي يصل لهدفه المنشود.
يقول : "الفكرة الكبيرة هي بحاجة لدعم مالي، رغم احتراق بعض الأدوات المستعملة ولكن ذلك لم يثنيني عن طريقي رغم تردي الوضع الاقتصادي بشكل عام".
الخليلي استحضر آلية عمل فكرة (المحرك المزدوج) ، وقال :" إن عملية توليد التيار الكهربائي ستتم عن طريق استخدام محركات كهرومغناطيسية تعمل على توليد الكهرباء مدى الحياة من خلال حركة عجلات السيارات التي ستتحول الى حركة كهربائية ناتجة من المحرك بعد تأثير عزم الازدواج المغناطيسي على الملف لتندفع الالكترونات بسرعة ، منتجة التيار الكهربائي وعندئذ ستتم عملية تعظيم الفولت وهي تخزين الشحنات على فترات ثم تفريغها مرة واحدة".
وتابع :"الفكرة كانت في البداية عن طريق وضع محركين، المحرك الأول يعمل على تشغيل السيارة والمحرك الثاني سيرتبط بالمحرك الأول عن طريق التروس ليدور ملفه داخل المجال المغناطيسي مما ينتج طاقة كهربائية نسبتها تساوي نسبة الطاقة المفقودة ، ثم تطورت الفكرة في دمج المحركين معاً ليعملاً في نفس الوقت داخل مجال مغناطيسي واحد لكن أحدهما سيتحرك عكس الآخر لتتولد الكهرباء في نفس الفترة التي تسير فيها المركبة".
الشاب الخليلي عدد المعيقات التي اعترضت طريقة ، قائلا :" العجز الاقتصادي وإهمال الجهات المختصة في دعم طلاب العلم واحتضان أفكارهم ، والافتقار إلى الدعم المعنوي، كانت أبرز المعيقات".
ووفقا للشاب الفلسطيني فإن رسالة وحيدة وجهت له من قبل الجهات المعنية وهي السفر الى خارج غزة، لكنه رفضها حباً في ان تنسب اعماله وابتكاراته لدولة فلسطين المحتلة.
ويطمح الشاب الخليلي الى تأسيس فرع يحمل اسم الذكاء الاصطناعي ويكون مختصاً في العباقرة والمعنين في هذا المجال بهدف النهضة وتطوير دولة فلسطين.
الخليلي في ختام اللقاء طالب كل الجهات المعنية والمسؤولين بضرورة استغلال الطاقات الشبابية بصورة إيجابية وعدم إهمالهم.