تحضيرات فلسطينية لترؤس مؤتمر الأمم المتحدة لتعاون دول الجنوب

تحضيرات فلسطين لمؤتمر الأمم المتحدة

شرعت الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي "بيكا" بتحضيراتها لمؤتمر منظمة الأمم المتحدة الثاني لتعاون دول الجنوب، ضمن تحضيرات فلسطين لترؤس المؤتمر نهوضا بمسؤولياتها كرئيس لمجموعة الـ77+ الصين، والمقرر عقده في العاصمة الارجنتينية بيونس ايرس في الفترة 20-23 آذار المقبل.

وبحسب الوكالة الرسمية، تتولى الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، عملية التنسيق بين الوكالات التنموية والفنية للدول المشاركة من جهة، والجهات القائمة على المؤتمر من جهة أخرى، وذلك بصفتها الوكالة الفنية التابعة للدولة رئيسة المؤتمر، وأيضا رئيسة لجنة التنسيق بين وكالات التعاون الدولي لدول منظمة العالم الإسلامي، وتضم أيضا: تركيا، واندونيسيا، وتونس، والمغرب، إضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، سعيا لتحقيق الأهداف المتفق عليها للمؤتمر.

وبدوره، قال مدير عام الوكالة عماد الزهيري: " تأتي مسئولية الوكالة ضمن تعزيز دور فلسطين في تنفيذ الأجندة الإنمائية الدولية من خلال برامج التعاون جنوب – جنوب، إضافة إلى المسؤولية الجماعية في التنسيق بين الوكالات والجهات القائمة على المؤتمر.

وأوضح بأن الوكالة ستنظم عددا من الفعاليات بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي، لعرض تجربتهما في المجال الصحي، وجهودهما في تنفيذ الأهداف التنموية الدولية ذات الصلة.

كما وتحضر الوكالة لتنفيذ رزمة أخرى من البرامج والمشاريع في غينيا، ومالي، وبوركينا فاسو، ونيكاراغوا، إضافة إلى برنامج لمكافحة الفقر في 12 دولة افريقية بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية ووكالات إسلامية أخرى.

وأشار إلى أن هذه البرامج والمشاريع تأتي في إطار التعاون جنوب ــ جنوب، الثلاثي والمتعدد، لتحقيق الأهداف الإنمائية على الصعيد الدولي.

فيما يصادف تاريخ انعقاد المؤتمر، الذكرى الأربعين لانعقاد المؤتمر الأول لتعاون جنوب-جنوب، الذي عقد في العاصمة الأرجنتينية عام 1978، ووضع حينها خطة عمل لتعزيز التعاون الفني والتقني بين البلدان النامية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وعرف بـ"إعلان بيونس ايرس".

وفي ذات السياق، طلبت الأمم المتحدة من أمينها العام وضع مقترح شامل، يتماشي مع شمولية المؤتمر، وإعطاء أهمية خاصة لتعاون البلدان النامية والناشئة "جنوب ــــ جنوب" في تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة، ويضع تعاون "جنوب ــــ جنوب" في صلب نظام الأمم المتحدة للتعاون متعدد الأطراف.

وقال الزهيري: "مطلوب من الأمم المتحدة وضع تدابير وإجراءات واضحة، والموارد المالية والفنية اللازمة، وتعميم أهمية برامج التعاون جنوب ــــ جنوب داخل أنظمتها وهيئاتها الرئيسية، ودمج هذه البرامج ضمن برامجها الرئيسية"، مع التأكيد على أن التعاون جنوب ــــ جنوب ليس بديلا عن التعاون شمال جنوب (بين الدول النامية جنوب الكرة الرضية مع دول الشمال المتقدمة في أوروبا ولأميركا الشمالية)، وإنما مجال جديد للتعاون متعدد الأطراف، من شأنه فتح فرص جديدة وواعدة، وتحفيز التعاون بين الشمال والجنوب، وتوفير مقاصد بديلة ومبتكرة للعمل المتعلق بالتعاون الإنمائي".

وأضاف:" في إطار تحضيرات فلسطين لترؤس المؤتمر، تعمل على تحضير وثيقة تتعلق بمخرجات مؤتمر بيونس ايرس"، مشيراً إلى أن المؤتمر فرصة مهمة لدول الجنوب.

وتوقع أن يساهم المؤتمر في تحقيق عدد من الأهداف والتطلعات التي نسعى إليها، ليصبح تعاون جنوب ــــ جنوب أحد أدوات العمل لصياغة وتنفيذ نظام عالمي تنموي جديد".

وقال "لا يمكن لدول الجنوب، التي تمتلك الإمكانيات الفنية والبشرية، وحتى المالية، أن يقتصر دورها على التنفيذ، بل يجب مساهمتها في وضع الاستراتيجيات وصياغة الخطط الانمائية ذات الطبيعة الدولية".

وتابع:" من المهم جدا أن تمتلك الدول المنظومات الحكومية وصناديق التنمية والوكالات الفنية التي تمكنها من الانخراط في برامج التعاون جنوب ــــ جنوب، ومراكز فعل قادرة على القيام بالبحوث اللازمة، وتأسيس والحفاظ وتحديث قواعد بيانات تتعلق بالتعاون جنوب ــــ جنوب، وكذلك إصدار تقارير دورية تعكس هذا التعاون من خلال الأنشطة والبرامج التي تنفذها ضمن إطار التعاون الثلاثي والمتعدد".

وطالب وكالات التعاون الفني والدولي، لدول الجنوب بتطوير أنظمة لتقييم مدى تأثير برامج التعاون جنوب ــــ جنوب على أجندة المجتمع الدولي الإنمائية .

ويذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت في العام 2017 على عقد المؤتمر الثاني للتعاون جنوب ـــــ جنوب في بيونس ايرس، وكلفت الأمين العام للأمم المتحدة بتحضير تقرير شامل يعرض فيه توجهات التعاون جنوب ــــ جنوب، الثلاثي والمتعدد، وبما في ذلك التقدم المحرز في تنفيذ المجتمع الدولي لخطة عمل المؤتمر الاول في 1978، وخصوصا دور الأمم المتحدة في تعزيز هذا التعاون، بالتركيز على التحديات وكيفية مواجهتها، وتحديد الفرص المتاحة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد