باحثون من جامعة القدس يطورون تقنية تنقذ مرضى النزيف الدماغي

باحثون من جامعة القدس يطورون تقنية تنقذ مرضى النزيف الدماغي

طوّر باحثون من جامعة القدس تقنية حديثة قادرة على تشخيص النزيف الدماغي بدقة وسرعة كبيرة، مما يتيح الفرصة لتقديم العلاج للمريض في الوقت المناسب، ويزيد فرصة النجاة من هذا العارض القاتل، ويقلل فرصة الإعاقات الدائمة التي كثيرًا ما يخلفها هذا المرض.

وتتمثل الآلية التي تم تطويرها بجهاز على شكل خوذة توضع على رأس المريض، تقوم برصد حركة الدم من خلال موجات راديو، وتوّلِد إشارات طبية يقرؤها الأطباء والمسعفون وأصحاب الاختصاص، بحيث تمكنهم من تشخيص النزيف الدماغي بشكل سريع، وإتخاذ التدابير العلاجية اللازمة مما يعزز من فرصة إنقاذ حياة المصاب، ومنع حدوث مضاعفات كبيرة.

وأوضح د. محمد حجوج أحد الباحثين المشاركين في الاكتشاف من دائرة التصوير الطبي في كلية المهن الصحية بجامعة القدس أن الاكتشاف يعتمد على موجات الراديو بشكل أساسي، حيث تظهر هذه الموجات التغير في حركة الدم، وبشكل سريع يتم تشخيص المرض من قبل المسعفين والأطباء دون اللجوء للفحوصات الطبية التي قد تستغرق وقتاً طويلاً.

وأشار حجوج إلى إمكانية توفير هذه الخوذة داخل العيادات وسيارات الإسعاف المتنقلة، مضيفاً "أن التشخيص المتعارف عليه لنزيف الدماغ يتم من خلال مجموعة من الفحوصات أهمها التصوير الطبقي بالأشعة، والرنين المغناطيسي لمعرفة مكان وحجم النزيف بدقة، مما يعني أن هذه الفحوصات تحتاج للوقت كما وأنها غير متوفرة لجميع المرضى".

وأكد نجاح التقنية الحديثة من خلال تجربتها على عدد من المرضى في مستشفى المقاصد بمدينة القدس، وأن التقنية ستطبق سريرياً في الوقت القريب، وقد نشرت نتائج البحث في مجلة "scientific reports" المحكمة دولياً.

وفي هذا السياق، هنأ الدكتور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس فريق الباحثين وعموم أسرة الجامعة على هذا الإنجاز العلمي الرائد، مشيرًا الى انه نتيجة طبيعية للتقدم المستمر الذي يشهده البحث العلمي في جامعة القدس، حيث وضعت الجامعة على رأس أولوياتها تطوير البحث العلمي النافع، الذي من شأنه تقديم الحلول للتحديات المختلفة التي تواجه المجتمع الفلسطيني على وجه التحديد، وخدمة الإنسانية في كل مكان، لتكون جامعة القدس منارة علمية وواحة ببحثية تنطلق من القدس ولأجلها، وتشيع منها العلوم في مختلف المجالات.

يذكر أن جامعة القدس قد دأبت على توظيف الكثير من إمكانياتها في مجال البحث العلمي، خاصة في المجالات الطبية، والتي تسهم في إنقاذ حياة الأشخاص، وذلك في ظل انتشار الامراض وتطورها، والتي تحتاج إلى انتاج علمي متلاحق يواكبها وذلك لمواجهتها والحد منها والمساهمة في التخفيف من أضرارها على حياة البشرية. 

كما بلغ عدد الوفيات نتيجة الإصابة بمرض النزيف الدماغي في العالم حسب منظمة الصحة العالمية 6.15 مليون شخص، كما ويعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض فتكاً بالبشرية في السنوات الـ15 الأخيرة، لذا كان لابد من تدخلات علمية حديثة تفادياً لانتشار أكبر لهذا المرض.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد