انطلقت في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية فعاليات اليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية GIS Day، والذي تنظمه الكلية الجامعية بالشراكة مع جامعة الخليل وبتمويل من البنك الدولي من خلال صندوق تطوير الجودة بوزارة التربية والتعليم العالي، ويهدف إلى تبادل الخبرات العلمية والاكاديمية في مجال نظم المعلومات الجغرافية والمساهمة في تعريف المجتمع المحلي بهذه النظم وتوضيح مدى امتداد هذا العلم وتطبيقاته إلى حياة الناس، وزيادة فرص التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات القطاع والخاص، والمساهمة في عرض إنجازات المجتمع في هذا المجال، وذلك ضمن محاور تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد والإدارة الذكية للمياه.

 وبحسب تصريح صحفي وصل وكالة "سوا " الاخبارية نسخة عنه ، حضر حفل الافتتاح كل من الأستاذ الدكتور رفعت رستم رئيس الكلية، الدكتور ماهر عجور النائب الأكاديمي، الدكتور تامر شتيوي نائب الرئيس لشئون التخطيط والعلاقات الخارجية، الدكتور صلاح الزرو رئيس جامعة الخليل عبر تقنية المؤتمرات المرئية، المهندس سهيل مدوخ وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى نخبة من الخبراء والأكاديميين المختصين في مجال نظم المعلومات الجغرافية والعشرات من الطلبة.

وفي مطلع الاحتفالية رحب الأستاذ الدكتور رفعت رستم بالحضور، وقال: "يسعدنا في هذا اليوم ان نلتقي بثلة من خيرة ابناءنا ومن خيرة علماءنا من المشاركين في هذا اليوم الذي ينطلق في جميع انحاء العالم ليجسد اهمية اختصاص نظم المعلومات الجغرافية الذي اصبح الان في كل مجال يتم ربطه مع الاختصاصات الدقيقة ويتم الاستعانة به كاداة لا يمكن الاستغناء عنها، ما يجسده هذا المختبر اليوم وهذا اللقاء ليدلل على اهميته وحرصنا في الكلية الجامعية ان يكون لهذا الاختصاص مكانة ادراكا منها لاهميته واهمية استخدامه في كافة المجالات".

وأضاف رستم: "نتمنى في هذا اللقاء اليوم ان يطرح المشاركون تصورات نستطيع من خلالها الاستفادة من هذه التطبيقات وان يتم اسقاطها على استخدماتنا في وطننا الحبيب، مقدما شكره الجزيل لكافة المشاركين والحاضرين ووفدي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التربية والتعليم العالي والطلبة".

من جانبه قال الدكتور صلاح الزرو: "جامعة الخليل تفخر بتنظيم هذا اللقاء بالشراكة مع الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة الحبيبة بمناسبة اليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية وهو يوم مهم لان هذا المجال اصبح من الاحتياجات المهمة في العصر الحديث، وهو موجودة في كل المجتمعات ويقدم الخدمات لتيسير حياة الانسان، ونحن دائما منفتحون على تنظيم اي نشاط بالشراكة مع المؤسسات الأكاديمية في كافة ارجاء الوطن، فجامعة الخليل هي اول مؤسسة للتعليم العالي نشأت في فلسطين، كما ونحرص على التعاون والشراكة الفاعلة مع الجامعات الفلسطينية بما يعود بالنفع على مجتمعنا الفلسطيني".

وفي مشاركته أفاد المهندس سهيل مدوخ: "حقيقة انه لمن دواعي سروري ان اشارككم في هذا اليوم والذي يعقد بشراكة طيبة بين الكلية الجامعية وجامعة الخليل، كما وأقدر الجهود الراقية للكلية الجامعية ورئيسها لدوره المتميز في خدمة المجتمع والطلبة وتعزيز الاندماج التكنولوجي على المستوى الوطني"، مشيرا إلى أن هذا اليوم يحظى ببالغ الاهتمام في محاولة لنشر الوعي بأهمية مجال نظم المعلومات الجغرافية، مؤكدا أن الوزارة تتطلع الى انشاء وتفعيل لجنة وطنية مختصة باعداد استراتيجية ومركز وطني بنظم المعلومات المكانية، وذلك بتضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية والأكاديمية والخاصة.

ولدى انطلاق وقائع الجلسة الأولى تحت عنوان تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية برئاسة الدكتور ماهر الحلاق، قدم الدكتور علاء الدين الجماصي من الجامعة الإسلامية بحثا حول استخدامات الذكاء الصناعي وتعلم الالة في نظم المعلومات الجغرافية، وناقش من خلاله التنبؤ وتصنيف البيانات باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في نظام المعلومات الجغرافية من خلال بعض التطبيقات كالتنبؤ بحوادث الطرق، وتنبع أهمية هذا البحث في أنه يستعرض مستقبل GIS في السنوات القادمة وكيف أن كثير من وظائف GIS سيتم توظيف الذكاء الاصطناعي فيها.

وفي بحث آخر بعنوان البيانات المكانية الكبيرة فرص وتحديات، تحدث الدكتور وسام محمود من السعودية وعبر تقنية المؤتمرات المرئية عن استشراف الجوانب التقنية والتطبيقية للبيانات المكانية الكبيرة، وذلك من خلال مراجعة أهم ما نشر من أبحاث ودراسات تتناول هذا الموضوع، وعرض وتحليل بعض الحالات الدراسية الناجحة لاستخدام البيانات المكانية الكبيرة، علمًا بأن الحالات الدراسية المختارة، اختيرت كي تغطي استخدام البيانات المكانية الكبيرة في المجال العام غير الربحي وفي قطاع الأعمال، مع بيان إيجابيات وسلبيات كل من هذه الحالات.

وتحدث الباحث أحمد رشاد المصري عن برمجيات نظم المعلومات الجغرافية في بلدية خان يونس، وذكر أن البلدية شرعت بتكوين نظام معلومات جغرافية منذ العام 2009 بهدف الحصول على معلومات ذات بعد مكاني بدقة عالية لتسخيرها في جوانب رفع كفاءة الاجراءات الفنية المتبعة خلال اداء المهام الميدانية والمكتبية وبالتالي تحسين الجوده بعملية تقديم الخدمات لمواطني المدينة، حيث لا زال العمل متواصلا في تطوير تلك البرمجيات وتكوين برمجيات جديده لتغطي جميع الجوانب الفنية والادارية لدى بلدية خان يونس.

ومع بدء الجلسة الثانية الخاصة بالاستشعار عن بعد والإدارة الذكية للمياه برئاسة الدكتور تامر اشتيوي، تحدث الدكتور ماهر الحلاق عن التحليل الزمكاني لشاطئ قطاع غزة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وهي دراسة تهدف إلى دراسة المنطقة الساحلية عبر السنوات الماضية بحيث تم الاعتماد على 7 صورجوية من عام 1972 حتى عام 2012 واستخدام التحليل الزمكاني للكشف عن التغيرات في موقع الخط الساحلي وفي منطقة الساحل باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.

وعبر تقنية المؤتمرات المرئية تحدثت الدكتور رقية الأمين من العراق عن التحليل الطيفي لدرجات الحرارة السطحية ومعايرتها مع التوزيع الجغرافي للمحطات الارضية باستخدام المعطيات الفضائية، وتتلخص دراستها على أنه يتم الاعتماد على بيانات الاقمار الصناعية في مجالات متعددة منها قياسات درجات الحرارة الارضية، وهي بيانات زمنية تتبعية غير منقطعة ومتوفرة، مع طرح تساؤل حول إمكانية استعمال بيانات الاقمار الصناعية في توفير درجات الحرارة بدقة وتتبعية زمانية لتوفرها في خدمة الدراسات التطبيقية المناخية وغيرها.

وتحدثت الباحثة دالية مطر في دراستها عن تقييم مواطن ضعف أماكن التعرض للفيضانات باستخدام نهج متعدد المعايير – دراسة حالة شمال قطاع غزة، حيث أفردت في دراستها المناطق المعرضة للفيضانات في الجزء الشمالي من قطاع غزة، وأنتجت خريطة للفيضانات في المناطق الشمالية باستخدام أسلوب نهج متعدد المعايير (MCA) بالاشتراك مع نظم المعلومات الجغرافية GIS، وذلك لتوفير معلومات أكثر مرونة وأكثر دقة لصانعي القرار من أجل فهم العوامل التي تدفع القابلية للتأثر بطريقة واضحة مكانيًا لتوجيه العمل على الأرض ومساعدة صانعي القرار على الخطر الذي تمثله خطة السيطرة على الكوارث والسيطرة على الفيضانات وتدابير التخفيف.

وفي مشاركته تحدث الباحث أيمن نصار عن آثار تناقضات أجهزة الاستشعار وخطأ الاستشعار عن بعد في استخدام sUAS لتوليد منتجات المعلومات لإدارة المياه الزراعية، حيث تعتبر تقنيةsUAS الخاصة بالاستشعار عن بعد تقنية جديدة ومتنامية نسبيا لدعم القرارات الخاصة بالعمليات الزراعية، بحيث تقوم التقنية بالمقارنة بين البيانات من مصادر مختلفة، وتقدم هذه الورقة فحصًا إحصائيًا بسيطًا للتأثيرات على المنتجات لمجموعة من البيانات وأجهزة الاستشعار المختلفة، ويعتمد التحليل على بيانات عالية الدقة التي تم جمعها.

وترأس الجلسة الثالثة التي انطلقت في جامعة الخليل الدكتور حسان القدومي، وناقشت مشروع جولة الأرض المقدسة، والتحليل المكاني لمحصول العنب في جنوب الضفة الغربية باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية، ومشروع الأزمة المرورية في بئر المحجر والحلول المكانية.

وانطلق الحضور لافتتاح مركز UCAS لنظم المعلومات الجغرافية، ومعرض مشاريع اليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية GIS Day الذي أقيم على هامش الفعاليات وضم مجموعة متميزة من المشاريع مثل مشروع الترقيم لبلدية دير البلح وبلدية الزوايدة وسط القطاع، ولبلدية بني سهيلا جنوب القطاع، ولبلدية جباليا شمال القطاع، ولبلدية غزة، ومشروع المركز الوطني للمعلومات الجغرافية، وبرنامج دعم التخطيط المكاني التشاركي في قطاع غزة، ومشروع توقيع المنشآت التي تشرف عليها وزارة النقل والمواصلات.

واختتم اليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية GIS Day بتكريم الجهات المانحة والشريكة والباحثين المشاركين وأعضاء اللجنة العلمية وأعضاء اللجنة التحضيرية وتوزيع الدروع وشهادات التقدير عليهم