بالصور: وفد ياباني يزور غزة دعماً للاجئين الفلسطينين
تعتبر اليابان داعماً قوياً للأونروا واللاجئين الفلسطينين سياسياً وكذلك مالياً، من خلال مساهماتها المختلفة سواء من حكومة اليابان أو من خلال دعم اليابانيين على المستوى الشعبي.
في الفترة من 4 نوفمبر حتى 14 نوفمبر 2018، قام وفد ياباني مكون من أطباء وخبراء تربويين متخصصين في جراحة العظام والعلاج الوظيفي وتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بزيارة الأونروا لتقديم الدعم للمرضى والطلاب في العديد من منشآت الأونروا.
حيث قام الفريق الطبي الذي يقوده الطبيب الياباني المختص في جراحة العظام الدكتور يوشي نيكوزكا بزيارة المراكز الصحية التابعة للأونروا في قطاع غزة لدعم" المرضى بما فيهم الجرحى الذين أصيبوا أثناء مشاركتهم فيما يسمى بـ "مسيرات العودة الكبرى"، وفقاً لما وصل لوكالة "سوا الإخبارية.
وقام الوفد بتنفيذ جلسات علاج طبيعي للمرضى والجرحى وقام الدكتور هيروكي اوتشيا المختص في العلاج الوظيفي بتعليم المرضى والمصابين بعض التمارين الأساسية ليقوموا بتنفيذها بأنفسهم في المنزل حتى تساعدهم في عملية تعافيه، وقام وفد الأطباء أيضاً بتقييم تطور الحالات التي تم علاجها خلال الزيارة التي تمت في العام الماضي.
وفي تعليقه على الزيارة قال الدكتور نيكوزكا "الوضع هنا حرج جداً، التقينا بالعديد من الجرحى وشعرنا بآلامهم، نحن نحاول مساعدتهم من خلال دعمهم جسدياً ونفسياً".
وعلقت الدكتورة نبيلة أبو شرخ في قسم العلاج الطبيعي في مركز الصفطاوي الصحي على زيارة الوفد: "نحن ممتنون لليابان على دعمها المستمر للناس في غزة، في الزيارة الماضية قام فريق الدكتور نيكزكا بتقديم العلاج لعدد من الأطفال الذين تم الكشف عن اصابتهم بالتشوهات الخلقية، وقاموا بعقد جلسات علاج طبيعي لهم وكذلك تدريبهم على كيفية أداء تمارين في المنزل. خلال هذه الزيارة قام الوفد بتقييم التطور الذي حصل لتلك الحالات حيث أعربوا عن رضاهم عن التقدم الايجابي في حالتهم".
كما التقى الوفد خلال الزيارة بالدكتورة غادة الجدبة رئيسة برنامج الصحة في الأونروا في غزة، حيث ناقشوا الوضع الصحي العام في غزة وكذلك تزايد الاحتياجات الصحية للاجئين الفلسطينين.
وفي جولة أخرى، زار عدد من أعضاء الوفد المتخصصين في تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مركز إعادة تأهيل المعاققين بصرياً (RCVI) حيث إطلعوا على الأنشطة المقدمة للطلاب وقاموا بمشاركة الطلاب في الأنشطة الفنية والرياضية.
وعلقت ايكو سييتو، وهي معلمة يابانية مختصة في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، على زيارتها للمركز: "أنا سعيدة جدا لانني هنا وسط طلاب المركز الرائعون ومعلميهم أيضا. يعتبر المركز ذو بيئة تعليمية معدة جيدا. لقد كان ممتعاً مشاهدة الشغف والطاقة الايجابية التي يمتلكها هؤلاء الأطفال نحو التعلم، وكذلك تعتبر حدة الدعم الاجتماعي والنفسي التي تقدم النصائح لعائلات الأطفال ذوي الاعاقة البصرية حول كيفية التعامل معهم محفزاً إيجابياً أيضاً"
وحضر كل من السيدة سييتو والأستاذ يوشيكي هوسيكاو وهو معلم ياباني أيضاً الدروس مع الطلاب وشاركوهم أنشطة تساعدهم على استخدام حواس أخرى أثناء التعلم من خلال استخدام الموسيقى والرياضة. قاموا أيضاً بزيارة حضانة الأطفال الخاصة بالمركز والتي يتعلم فيها الأطفال المهارات الحياتية الأساسية مثل كيفية ربط حذائهم وكيفية الذهاب الى الحمام.
تحدث السيد حاتم حمدان القائم بأعمال مركز إعادة تأهيل المعاققين بصرياً (RCVI): "يمنح المركز للأطفال ذوي الإعاقة البصرية تجربةً مغيرة لحياتهم، ونحن حقاً سعداء برؤية تضامن الشعب الياباني مع الأونروا ومع اللاجئين الفلسطينين".
وقام الوفد بتنفيذ عدة أنشطة فنية ورياضية في العديد من مدارس الأونروا وكذلك في مركز المغازي لإعادة التأهيل المجتمعي.
لطالما كانت اليابان مانحًا قيّمًا للأونروا. في عام 2017، ساهمت حكومة اليابان بما مجموعه 43.3 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك حوالي 23 مليون دولار أمريكي لبرامج الوكالة الخاصة بالتنمية البشرية والإنسانية، و 8.7 مليون دولار أمريكي لدعم برامج الوكالة الطارئة في سوريا والأرض الفلسطينية المحتلة و 11.5 مليون دولار للمشاريع الأساسية.
وساهمت اليابان أيضاً بمبلغ 23.5 مليون دولار باتجاه التنمية البشرية والاستجابة الإنسانية الأساسية والمشاريع ذات الأولوية لعام 2018. كما ساهمت اليابان بمبلغ 5.4 ملايين دولار تقريباً لدعم برنامج الوكالة للمساعدة الغذائية في غزة للسنة السابعة على التوالي. وتستقبل الأونروا العديد من الوفود اليابانية التي تشرف على الأنشطة التي تتم في مراكز ومرافق الأونروا لصالح اللاجئين الفلسطينيين.
ويجدر بالذكر الأونروا تواجه طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات.
ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء إلى العمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل.
ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.
تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم.
وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.