تفاصيل جديدة حول التصعيد الأخير بغزة
حماس تطرح خيارين على مصر حال عدم تطبيق اتفاقيات المصالحة
كشف حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، أن حركته أبلغت الوسيط المصري، إمكانية الذهاب إلى خيارات حال لم يتم تطبيق اتفاقيات المصالحة الفلسطينية السابقة.
وقال بدران في لقاء متلفز تابعته (سوا) : "إذا لم نستطع تطبيق الاتفاقيات السابقة بغض النظر عمن يتحمل المسؤولية، أبلغنا المصريين أن نذهب لأحد الخيارين، إمام حكومة وحدة وطنية يتم تشكيلها فورًا وتتولى كل المهمات في غزة والضفة أو نذهب لانتخابات مجلس تشريعي ووطني ورئاسة خلال 3 أشهر أو أكثر بما يتوافق عليه الكل الفلسطيني".
وأكد جاهزية حركته لكلا الخيارين، موضحا أن "القرار في الأمرين، لدى القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس ، الذي يملك إصدار قرار بالانتخابات أو يصدر مرسوما بتشكيل حكومة وحدة بشكل عاجل تقوم بحل كل الإشكاليات الموجودة على الأرض وفي الميدان".
ولفت إلى أنه تم الحديث مع الوفد المصري خلال الزيارة الأخيرة عن استمرار اللقاءات لبحث كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية بما فيها المصالحة، معتبرًا أن "الكرة الآن في ملعب فتح بشأن المصالحة".
وأضاف بدران أن "بعض قيادات فتح لا تزال تعيش في الماضي، ولا تدرك التطورات، وتحاول تجاهل ما يتم التوصل له مع الوسطاء المصريين طيلة السنوات الماضية"، عاداً أنه "لا يوجد لدى قيادة فتح والسلطة قرارًا سياسيا بتنفيذ المصالحة".
وتابع : "لا نحتاج إلى حوارات جديدة، ولا نضع فيتو على أي لقاء مع فتح، بعكس موقفهم"، منوها إلى أن "المصريين يعرفون من الذي يعرقل جهود المصالحة وتطبيقها".
وشدد القيادي بحماس على أن المصالحة بالنسبة لحركته "قرار استراتيجي"، مؤكدًا أن الوحدة الوطنية هي الضامن الأكبر لتحقيق انجازات حقيقية والمحافظة على أي إنجازات يتم تحقيقها.
اقرأ/ي أيضًا: مصر تعد ورقة مقاربات جديدة بين فتح وحماس تقوم على هذه الأسس
وخاطب حركة فتح قائلا : "تعالوا لتطبيق صريح وحقيقي لكل الاتفاقيات بدءًا باتفاق عام 2011، على قاعدة الشراكة وليس على قاعدة الإقصاء".
عملية خانيونس
وفي سياقٍ آخر، أكد بدران أن الاحتلال يشعر بكثير من الإرباك حول نتائج عملية خانيونس وليس العملية ذاتها، موضحا أنه "فوجئ باستعداد المقاومة الدائم لمواجهة أي تدخل عسكري أو أمني".
وأشار إلى أنه "لم يكن لدى المقاومة، وفي مقدمتها القسام، أي معلومات مسبقة حول مثل هذا التدخل الإسرائيلي"، مبينا أن جاهزية المقاومة الدائمة أفشلت مخططات وأهداف الاحتلال.
وحسب بدران، فإن تحقيقات الأجهزة الأمنية وكتائب القسام، توصلت إلى أنه لم يكن المقصود من عملية خانيونس اغتيال الشهيد نور الدين بركة أو المس به مباشرة، إنما عملية أمنية استخباراتية من أجل متابعة أعمال المقاومة والتنصت عليها وملاحقة قياداتها.
ولفت إلى أن الاحتلال حاول أن يخبر حركته عبر الوسطاء بأنه "حدث اعتيادي ولا يريد منه الخطف أو القتل أو المس بأحد رجال المقاومة"، مستدركا : "لأكن المقاومة كان لها كلمتها بالرد".
وأكد أن الاحتلال "هو من توسل" وحاول أن يبعث رسائل لحماس عبر الوسطاء لوقف التصعيد، بأنه لم يكن يقصد قتل أو اختطاف أحد والوصول إلى شخصيات المقاومة، في محاولة لامتصاص رد فعلها.
أهداف القسام
وفي إطار آخر، أكد بدران في اللقاء الذي تابعته سوا أن أحد أهم أهداف كل مجموعات القسام المنتشرة في قطاع غزة وعلى الحدود، خلال المواجهات مع الاحتلال، هو التصدي للاحتلال وطرده ثم العودة بأسرى من جنوده من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين عبر عمليات تبادل قادمة.
تفاهمات التهدئة
وبشأن تفاهمات التهدئة مع الاحتلال، ذكر أن "الأمور هدأت، والوضع الطبيعي أن تعود للتنفيذ مرة أخرى واستكمال الخطوات التي تم التوصل لها"، مضيفا : "تجاوزنا التصعيد الأخير".
وأكد أن حركته تبحث عن "رفع الحصار وليس استعراض العضلات"، منوها إلى أن كل الحوارات التي تمت حول الوصول لإعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2014، جرت بتوافق بين كل الفصائل تحديدا في غزة.
وأوضح أنه "ليس هناك مباحثات تؤدي إلى شيء سياسي بيننا والاحتلال، إنما تثبيت وقف إطلاق النار وفق اتفاق 2014".
وقال : "نتحدث عن هدوء في الأعمال التي كان بها احتكاك مباشر مع الاحتلال مع استمرار المسيرات السلمية على حالها. في المقابل يقوم الاحتلال بإجراءات عديدة وكثيرة ومفصلة لرفع الحصار عن غزة".
وأكد بدران أنه لا يمكن الحديث عن ضمانات بعدم التصعيد من قبل "الاحتلال المُجرم"، مشددًا على أن "الذي يحفظ التفاهمات هي قوة المقاومة والموقف الوطني الموحد في غزة والحاضنة الشعبية".