بالصور: كتائب القسام تنشر صورًا وتفاصيل جديدة عن الشهيد نور بركة
نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس يوم الجمعة، تفاصيل جديدة عن حياة قائدها نور الدين بركة، الذي استشهد إثر اشتباك مع قوة إسرائيلية تسللت من شرق خانيونس جنوب قطاع غزة الأحد الماضي,
وذكرت القسام في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن الشهيد بركة كان من نواة المجموعة الأولى لكتائب القسام في المنطقة الشرقية، وشارك في الإعداد لعددٍ من العمليات الجهادية النوعية
وفيما يلي نص التقرير:
لله درك وعلى الله أجرك أيها الشيخ الشهيد، يا صاحب الوجه المشرق والقلب البشوش، ويا حمامة المساجد أيها المجاهد العابد الزاهد، فبيقظتك أفشلت حسابات عدوٍ أراد المكر لغزة ومقاومتها الباسلة، وبنباهتك وإخوانك أرجعتهم خائبين خاسئين، يجرّون أذيال الهزيمة النكراء.
هو القائد القسامي/ نور الدين محمد بركة، الذي ارتقى إلى العلا برفقة كوكبةٍ من شهداء كتائب القسام، ومجاهدٍ من ألوية الناصر صلاح الدين بعد إفشالهم لمخططٍ صهيوني كبير شرق خانيونس كان يستهدف قطاع غزة.
من هو القائد نور الدين ؟
الشهيد الشيخ القائد الميداني نور الدين محمد سلامة بركة أبو عبد الرحمن، من مواليد مدينة خانيونس بتاريخ 25-أبريل-1981م، ولد لأسرةٍ فلسطينية محافظة، ترّبى في أحضانها التربية الإسلامية الحسنة التي وجهته لطريق الخير والصلاح، وهو متزوج وله من الأبناء ستة، أكبرهم عبد الرحمن، ثم خمس بنات، هم فاطمة الزهراء، رقيّة، زينب، عائشة، وأسماء.
ويذكر شهيدنا القائد نور الدين في مقابلة سابقة لكتائب القسام، أن أول صلاة له في حياته كانت في المسجد الأقصى وهو في الرابعة من عمره، بعد أن اصطحبه والده لزيارة إخوانه الذين يدرسون الجامعة في جامعات الضفة المحتلة.
درس شهيدنا القائد المرحلة الابتدائية في مدرسة بني سهيلا، وأكمل دراسة المرحلة الإعدادية بمدرسة (البكرية)، وأنهى المرحلة الثانوية بمدرسة المتنبي، والتحق بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية.
انقطع القائد أبو عبد الرحمن عن الدراسة بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى والاعتقال من الاحتلال، وبعد خروجه من السجن عاد لإكمال دراسته الجامعية، والتحق ببرنامج الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية تخصص الفقه المقارن، وأنهى دراسته فيها برسالة بعنوان "الإهمال في العمل الجهادي - دراسة فقهية مقارنة" في هذا العام.
الشيخ مع القرآن
أجيز الشيخ نور الدين بالسند المتصل الغيبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القراءات العشر للقرآن الكريم، وأجاز العديد من الطلاب بالسند المتصل عن رسول الله، بعدما عاش مع القرآن، وحفظه في قلبه وعقله.
في بداية الدراسة الجامعية كلّف شهيدنا بمتابعة مركز تعليم القرآن في مسجد عمر بن الخطاب عام 2000م، وهنا يقول الشيخ الشهيد نور الدين في مقابلة سابقة: "كانت تلك الفترة من أروع السنوات التي عشتها مع طلبتي في حفظ القرآن الكريم، والآن كثيرٌ منهم من حفظة القرآن والدعاة والمجاهدين، وقد رحل منهم الشهداء الذين سبقونا على الطريق".
كان الشيخ نور داعيةً مفوّهاً وخطيباً مميزاً، يلتف حوله الناس لصدقه وإخلاصه وحسن سلوكه معهم، وكان من المحافظين على الصلاة في المسجد والمكوث فيه، خاصةً بعد صلاة الفجر، فكان المسجد منزله الثاني، من أراده ولم يجده في المنزل فبدون تردد سيجده في أركان مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب.
الاعتقال
في العام 2002م، وعندما كان شهيدنا القسامي نور الدين في المرحلة الجامعية، أراد التوجه لأداء العمرة، وعند وصوله ل معبر رفح البري، تم اقتياده للتحقيق واعتقل من مخابرات الاحتلال.
بعدها حول لمركز تحقيق عسقلان، ومكث فيه شهرين، ووجهت له العديد من التهم، وحاولوا إيقاع الشيخ في بعضها، ومنها الانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام، لكنهم خابوا ولم يستطيعوا استنطاقه ولم يثبت عليه شيء، وحول للاعتقال الإداري 4 شهور في عزل (هشارون)، وبعد انقضاء المدة أطلق سراحه، فعاد للعمل الجهادي.
قساميٌ من زمنٍ آخر
التحق شهيدنا القائد القسامي أبو عبد الرحمن في إحدى الجلسات التربوية تمهيداً للالتحاق بصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس في صيف العام 1999م، ثم انقطع بسبب الاعتقال، وبعد خروجه من السجن عام 2003م، بايع جماعة الإخوان المسلمين، وفي نفس العام انخرط في كتائب القسام بشكلٍ رسمي، وبتوصية من الدكتور الشهيد القائد إبراهيم المقادمة، والشهيد القسامي عماد أبو قادوس والشهيد القسامي محمود العابد.
بعد أن التحق الشيخ القائد نور في كتائب القسام مطلع العام 2003م، سخّر وقته وحياته في العمل الجهادي، فخاض العديد من الدورات العسكرية القسامية التي أهلته لأن يكون مقاتلاً قسامياً صنديداً يهابه الأعداء إن نزل بساحتهم منازلاً، وسريعاً ما شارك في تصنيع العبوات الناسفة وإطلاق القذائف والصواريخ على المغتصبات الصهيونية قبل الانسحاب من قطاع غزة.
وخلال حديث خاص لموقع القسام الالكتروني، أكد أبو البراء القائد الميداني في كتائب القسام أن الشيخ نور الدين أمضى قرابة نصف عمره في الجهاد، وكان من نواة المجموعة الأولى لكتائب القسام في المنطقة الشرقية، وتدرج في رتبه العسكرية من جندي مقاتل عام 2003م، إلى قائد مجموعة قسامية بعد ذلك، وصولاً لتكليفه بمهام نائب قائد كتيبةٍ حتى استشهاده.
وأضاف "خلال عمله في صفوف الكتائب، تولى شهيدنا إمارة وحدة الاستشهادين في المنطقة الشرقية، فكان يرابط برفقة المجاهدين في الخطوط المتقدمة بشكل يوميٍ يتربصون للقوات الصهيونية الخاصة، وقد أصيب في العام 2008م، بجراحٍ متوسطة خلال تصديه برفقة عددٍ من المجاهدين للقوات الخاصة بمنطقة الزنة شرق خانيونس".
وأشار أبو البراء إلى أن الشهيد القائد نور الدين تميز بأنه من أكثر المجاهدين طاعةً وعبادة وأكثرهم التزاماً ومواظبةً على الرباط وتفقد المجاهدين، فتراه لا ينام فإما يكون وافقاً بين يدي الله أو في مواطن الجهاد.
وتابع بالقول :"شارك الشهيد القسامي نور الدين بركة في الإعداد لعددٍ من العمليات الجهادية النوعية، نذكر منها هنا قيامه بتجهيز بعض الاستشهاديين، ومنهم الاستشهادي القسامي عمر طبش، منفذ عملية ثقب في القلب عام 2005م، ضد قادة وجنود مخابرات العدو على حاجز المطاحن (أبو هولي) والتي أدت لمقتل اثنين من كبار ضباط (الشاباك) وإصابة العشرات، حيث قضى الاستشهادي عمر طبش ليلته الأخيرة برفقة الشهيد نور الدين بركة، وعندما حان موعد العملية قام الشهيد بركة بإلباسه الحزام الناسف وتجهيزه للخروج للمهمة".
موعد مع اللقاء
تمنى شهيدنا القائد الشهادة منذ زمن، فاختاره الله ليوم يعز فيه الإسلام والمسلمين، ويرد كيد الأعداء الماكرين، عندما أفشل وإخوانه مخططاً صهيونياً كبيراً يستهدف قطاع غزة.
ففي مساء الأحد 03 ربيع الأول 1440هـ الموافق 11/11/2018م، تسللت قوةٌ صهيونيةٌ خاصة مستخدمةً مركبةً مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، حيث اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها، وحضر إلى المكان شهيدنا نور الدين للوقوف على الحدث، وإثر انكشاف القوة بدأ المجاهدون بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد بطلنا نور الدين وأخيه المجاهد القسامي محمد ماجد القرا، وقد حاولت المركبة الفرار بعد أن تم إفشال عمليتها.
تدخل الطيران الصهيوني بكافة أنواعه في محاولة لتشكيل غطاءٍ ناريٍ للقوة الهاربة، حيث نفذ عشرات الغارات، إلا أن المجاهدين استمروا بمطاردة القوة والتعامل معها حتى السياج الفاصل رغم الغطاء الناري الجوي الكثيف، وأوقعوا في صفوفها خسائر فادحةً حيث اعترف العدو بمقتل ضابطٍ كبير وإصابة آخر من عديد هذه القوة الخائبة.
وقد ارتقى إلى العلا أثناء عمليات المطاردة والاشتباك المباشر ثلةٌ من مجاهدي القسام هم، الشهداء/ علاء الدين فوزي فسيفس ومحمود عطا الله مصبح ومصطفى حسن أبو عودة وعمر ناجي أبو خاطر إضافة إلى الشهيد المجاهد خالد محمد قويدر من ألوية الناصر صلاح الدين.