قبل ان يبدء البعض بالانتقاد او اللوم على ما سأكتب، متخذين من مبدأ المنفعة العامة التي تحققها اللقاءات التي ساتحدث عنها للمواطن الفلسطيني في غزة ، ركيزة للانتقاد ، وانهم مع اي لقاء يمكن ان يحقق النفع للناس بغزة.
اقول لهم جميا انا لست ضد اللقاءات والاجتماعات مع الجانب الاسرائيلي بما يحقق المصلحة الوطنية ويحافظ على المكتسبات والحقوق والمبادئ الوطنية التي نتمسك جميعنا بها.
فلقد اجتمع عدد 21 من تجار غزة المحترمين وبعد حصولهم على الموافقات الرسمية والامنية من مختلف الجهات بقطاع غزة، وفقا لما اطلع عليه كاتب المقال، بنظرائهم الاسرئيليين على الجانب الاسرائيلي من الحدود مع غزة، لمناقشة الصعوبات والمشاكل التي تواجه استيراد وتصدير الفواكه والخضروات والاشتال الزراعية من والى غزة.
لقد ذهبوا جميعا واعيونهم على تحسين فرص استثماراتهم من خلال مزيد من المكتسبات والتسهيلات الاسرائيلية التفضيلية والتي كانت على محضر الاجتماع، ومنها البنود المتعلقة بالتسهيلات عبر المعابر، او بادخال معدات وشاحنات يمنع الجيش الاسرائيلي دخولها لغزة منذ 2005 ، او بادخال غاز “الاثيليين” المخصص لتلون وانضاج الموز والمانجا، وغيرها من البنود المهمة لتسهيل وتطوير تجارة وزراعة الفواكه والخضروات، بما يضمن افضل واسرع واقل تكلفة للنقل بالاتجاهين بين غزة واسرئيل
اننا ووفقا لتلك الاهداف والاجتماعات لا يكاد ان يختلف اثنين على مشروعيتها بل ووجوبيتها في بعض الظروف، الا ان الامر الذي لا يمكننا تفهمه مما جرى بتاريخ 29/12/2014 هو اجتماع هؤلاء التجار في احد الكوبتسات القريبة من حدود غزة في مستوطنة “يد موردخاي” حضره من الجانب الاسرائيلي كل من “اوري مزر” منسق الزراعة لدى ما يسمى بـ”المتاك” مكتب تنسيق الشئون الانسانية في الجيش الاسرائيلي، ورئيس اتحاد منتجي وتجار الفواكه الاسرائيلي “اتسيك كوهين” وعدد من التجار والمزارعيين الاسرائيليين.
ان مكان الاجتماع اي كانت اهدافه يشكل تجاوز لبعده الاقتصادي على حساب الوازع الوطني والاخلاقي امام ما تشكله هذه الكوبتسات من نقاط انطلاق للجيش الاسرائيلي عند مهاجمته غزة، وبصفتها المستوطنات الغير شرعية وفقا للتصنيف العالمي وخاصة الاوروبي.
بالاضافة الى ان الامر يعد ضربة لكل الجهود الداعية لمقاطعة منتجات المستطوطنات بصفتها غير الشرعية، فكيف لفلسطينيين ان يحولوا هذه المستوطنات مكانا للاجتماعات وتعزيز العلاقات التجارية “الاسرائيلية الفلسطينية” وفي مقابل ذالك نطالب اوروبا بفعل العكس من خلال الدعوات والمؤتمرات والمناشدات بمقاطعة منتجات المستوطنات او حتى الاجتماع بها؟؟!!
انني اليوم اكتب معاتبا لكل من اجتمع ولكل من قبل ان يجتمع في كوبوتس اسرائيلي حتى لو كان الامر فيه عائدا ومكسبا للفلسطينيين في غزة، فلا يمكن ان تبرر الغاية اية وسيلة ولا يمكن ان يبرر اي انسان الاساءة الى وطنه تحت مسميات وطنية.
وعليه نقول وسنقول دائما بلاش الكوبوتسات يا تجارنا المحترمين ، فلا ضير ان كان اللقاء على معبر ايرز في دائرة الشئون الاقتصادية التابعة لمنسق الشئون الانسانية بالجيش الاسرائيلي ، وبلاش الكوبوتس!!!!!.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية