تمر اليوم الأحد 11 نوفمبر الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات " أبو عمار"، القائد الذي ارتبط اسمه بأهم مراحل نضال الشعب الفلسطيني لنيل استقلاله.

وفي هذا اليوم، يحيي عشرات الآلاف من الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم ذكرى وفاة الراحل ياسر عرفات، والذي لا تزال وفاته محل جدل وقضية يكتنفها الغموض.

فعلى الرغم من تأكيد الأطباء الفرنسيين الذي أشرفوا على علاجه عدم تسممه بأية مادة، إلا أن جهات عدة وجّهت اتهامات لإسرائيل باغتياله، وهو أمر لم تنفه إسرائيل ولم تعترف به.

يذكر أن حالة الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات كانت قد تدهورت بشكل دراماتيكي نهاية أكتوبر عام 2004 بعد حصار فرضه الجيش الإسرائيلي على مقره في رام الله .

وعقب ذلك نقل عرفات إلى مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري في فرنسا في 29 أكتوبر، حيث ما لبث وأعلن رسميا عن وفاته في 11 نوفمبر عن عمر ناهز 75 عاما بسبب تليّف في الكبد، من دون أن تجري عملية تشريح لجثته، وقد دفن في مبنى المقاطعة في رام الله.

وأثار رحيل عرفات شكوكا بشأن فرضية موته، إذ أشار طبيب عرفات الخاص الدكتور أشرف الكردي إلى مسألة تفاقم النزيف الدماغي لدى عرفات، مؤكدا أن مثل هذا النوع من النزيف ينتج عما يعرف بتكسر الصفائح الدموية الذي يسببه التسمم، أو الإصابة بالسرطان، أو الاستخدام الطويل والمتكرر للأدوية، ورجّح أن تكون الأعراض التي ظهرت على عرفات أثناء مرضه ناتجة عن نوع من السم طويل الأجل.

ورجّح تقرير لخبراء سويسريين صدر في عام 2013، تسمم عرفات بمادة البولونيوم المشعة، مشيرا إلى أن مستويات هذه المادة في عينات رفات عرفات تجاوزت المستويات الطبيعية بـ 18 ضعفا.

 

الرئيس عرفات هو أحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب في عام 1996، وهو القائد العام للثورة الفلسطينية، ومؤسس و رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح أكبر فصائل م ت ف و التي أسسها مع رفاقه عام 1957، وأعلن انطلاقتها العسكرية عام 1965، وفاز بجائزة نوبل للسلام عام 1994م.

درس الهندسة المدنية في جامعة الملك فؤاد “القاهرة حاليًا”، وترك الدراسة وتطوَّع في إحدى فرق الإخوان المسلمين التي حاربت في غزة وفلسطين 1948 ثم عاد إلى مصر، حيث واصل دراسته في الهندسة.

وأسس في سبتمبر 1957 مع خليل الوزير وصلاح خلف رفيقي الشباب والنضال ، حركة سُميَّت بحركة فتح، وهي اختصار لكلمات “حركة تحرير فلسطين” بشكل مقلوب، وفي 1 يناير 1965 بدأت العمليات المسلحة لحركة فتح تحت اسم قوات العاصفة، حيث تمت محاولة تفجير نفق عيلبون.

وأقام معسكرات تدريب في سوريا ثم في الاردن مع نهاية الستينات ومقر قيادة في قرية الكرامة، في منطقة غور الأردن، وقاد معركة الكرامة في مارس 1968، التي هُزمت فيها إسرائيل، ليسجل نصرا عربيا عظيما على جيش اسرائيل بطائراته و دباباته و غروره . ثم انتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فبراير 1969، وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته.

وركَّز الزعيم الفلسطيني جهوده على العمل السياسي ليحصد ما زرعته البندقية بدم الشهداء، فكانت ذروة هذا العمل السياسي إعلان الاستقلال الفلسطيني وذلك سنة 1988، من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، ولم يلبث عرفات أن انتُخب رسميًا كرئيس للسلطة الفلسطينية في عام 1996 في انتخابات أشرفت على مراقبتها لجان دولية، بعد توقيع اتفاق اوسلو 1993 وفاز خلالها بنسبة 84% من الأصوات.