تشير إستطلاعات الرأي الاسرائيلية أن الليكود سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في الإنتخابات البرلمانية التي ستعقد في السابع عشر من آذار/ مارس القادم، وأن بنيامين نتنياهو سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي القادم، و حسب إستطلاعات الرأي المختلفة فإن أحزاب اليمين ستحصل على الأغلبية في الإنتخابات وستحقق نحو 69 مقعداً.

مصطفى 8 و في حال التحالف بين الليكود والبيت اليهودي بزعامة نفتالي بينت و إنضمام الأحزاب الحريدية مثل حزب شاس وحزب يهدوت هتوارة، بالإضافة الى الحزب “كولانو” “كلنا” بزعامة الوزير الليكودي السابق موشي كحلون الذي إنسحب من الحزب و تمنحه استطلاعات الرأي 9 مقاعد ستكون لليمين أغلبية مريحة في الكينسيت. وفي حال إنضمام حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان فإن أحزاب اليمين ستحصل على أكثر من 75 مقعدا.

إلا أن الخارطة السياسية الإسرائيلية تغيرت و أن تحالف ليكود و إسرائيل بيتنا إنتهى بعد أن شكلا قائمة انتخابية مشتركة في الانتخابات السابقة، و أن نتنياهو يدفع ليبرمان للتوجه إلى اليسار أو ما يسمى المعسكر الصهيوني وهو تحالف مشكل من “حزب العمل وحزب الحركة” بزعامة يتسحاك هرتسوغ وتسيبي ليفني، وتشير إستطلاعات الرأي أنه سيحصل على 51 مقعداً في الإنتخابات القادمة، في حال وقع التحالف مع حزب ميرتس والأحزاب العربية وإنضمام يائير لبيد الذي تمنحه استطلاعات الرأي تسعة مقاعد بعد أن حصل في الانتخابات السابقة على 19 مقعداً.

وربما يعقد ليبرمان تحالف مع المعسكر الصهيوني بعد تراجع مكانته حسب إستطلاعات الرأي فإنه فقد نصف قوته الإنتخابية وتمنحه إستطلاعات الرأي نحو 6 مقاعد بعد فضيحة الفساد التي لحقت بحزبه، وتورط وزراء ومسؤولين كبار و أعضاء من الحزب في القضية، ليبرمان يحاول من أشهر الظهور بمواقف أكثر براغماتية وأصبح يتحدث عن ضرورة عقد إتفاق سلام مع العالم العربي وأعتبر نفسه ممثلاً لليمين البراغماتي.

في كل إنتخابات إسرائيلية يكون هناك حزب جديد يكون نجم الإنتخابات كما حصل في الإنتخابات السابقة بفوز حزب يش عتيد بزعامة يائير لابيد، ومن المتوقع أن يكون الحزب الجديد “كلنا” الذي شكله موشيه كحلون هو المستفيد الأكبر، من أصوات الليكود و يش عتيد خصوصاً مع ضم نائب رئيس هيئة أركان الجيش السابق يوآف غالنت إلى قائمته ومواصلة البحث عن نجوم آخرين يجذبون أصوات اليمين المعتدل.

اليمين المتطرف يعزز من مواقعه أكثر في المجتمع الاسرائيلي وأظهرت إنتخابات الليكود ذلك من خلال القائمة التي أنتخبت الأسبوع الماضي بفوز نتنياهو ورضاه عن القائمة الليكود بعد أن حقق فوزا على منافسه داني دانون، وفوز ميري ريغف بالمركز الخامس وهي الأكثر يمنية وعنصرية وتطرفاً ضد العرب، إلا انه يظل متوجساً خيفة من منافسة حزب المستوطنين البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينت والذي يسعى إلى إستقطاب شخصيات معروفة من خارج الحزب لقائمته الإنتخابية كما يسعى بينيت لإقامة “ليكو ب” بهدف استقطاب مصوتين من الليكود بعد إعتزال جدعون ساعر و ليمور ليفنات الحياة السياسية.

إسرائيل تتجه نحو اليمين أكثر و الراجح ان نتنياهو سيتوج ملك إسرائيل للمرة الرابعة من خلال الإنتخابات القادمة، وفي عهده ساد الجمود ما يسمى العملية السياسية مع الفلسطينيين وأفشل جهود وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وخلال مفاوضات التسعة أشهر و العامين الماضيين تضاعف البناء الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية، و إزدادت إقتحامات الاٌقصى والقتل اليومي في الضفة الغربية.

وكانت سياسته تجاه الفلسطينيين إجرامية إستباح الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية المحتلة وشن عدوان إسرائيلي قاسي على قطاع غزة إستمر خمسين يوماً من دون تحديد الهدف من العدوان، و إرتكبت مجازر بحق المدنيين وقتل نحو 2200، ودمر الجيش الإسرائيلي عشرات الالاف من المنازل والبنية التحتية، وما زال الحصار مفروضاً والتهديد قائم بشن عدوان.

اليمين الإسرائيلي يعمق من جذوره في المجتمع الاسرائيلي الذي ينحو نحو اليمين والتطرف أكثر ويمنح أصوات أعلى لليمين بألوانه المختلفة، وهناك تسابق بين الأحزاب الإسرائيلية في العنصرية والكراهية للعرب والتنكر للحقوق الفلسطينية، كما أن هناك إجماع يهودي صهيوني على كراهية العرب والعنصرية ضدهم من خلال سن القوانين وتشريعاتها المختلفة، و لم يكون قانون أساس الدولة القومية الأخير من بين تلك القوانين التي تنضح عنصرية ضد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية وتنكره للحقوق الفلسطينية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد