سكان غلاف غزة: سياسة الحكومة تجاه حماس لا تجدي نفعا

مستوطنون غلاف غزة - إرشيفية -

تحدثت الخبيرة الإسرائيلية "يعلا رعنان" المحاضرة في كلية سابير بمدينة سديروت عن الواقع الذي يعيشه المستوطنون في مستوطنات غلاف غزة ؛ جراء التوتر الأمني. 

وقالت رعنان والتي تقطن في كيبوتس "كيسوفيم" المحاذي لغزة، إن سياسة " اليد القاسية" التي تنتهجها الحكومة تجاه حركة حماس في غزة لا تؤتي ثمارها، وباتت غير مجدية.

وأضافت: " من الواضح أن حكومة "إسرائيل" لا تبلور سياسات تخدم سكان غلاف غزة. انظروا إلى النتائج: مرة في الاسبوع أو الاسبوعين تطلق علينا الصواريخ".

وفيما يلي مقال الخبيرة الإسرائيلية كما نقل موقع عكا:

بقلم : يعلا رعنان- تسكن في غلاف غزة وتتحدث عن الواقع الصعب الذي يعيشه المتسوطنون في منطقة الغلاف.

أنا أسكن في كيسوفيم. لذا سياسات "إسرائيل" تجاه قطاع غزة تؤثر علي وعلى عائلتي بشكل مباشر وقاسي.

 من الواضح أن حكومة "إسرائيل" لا تبلور سياسات تخدم سكان غلاف غزة. انظروا إلى النتائج: مرة في الاسبوع أو الاسبوعين تطلق علينا الصواريخ.

جميع سكان غلاف غزة يعيشون في قلق وخوف، أنا شخصياً يكفيني أنني أخاف من أصوات الانفجارات، وليلة التصعيدات لا أعرف هل سأرسل ابنتي إلى المدرسة أم ستتعطل الحياة الروتينية في الغلاف وسأضطر إلى الهروب إلى معارفي في تل أبيب.

والأصعب من ذلك كله أنني أعرض حياة ابنتي الصغيرة للخطر واتسبب بمشاكل نفسية لديها لأنني أعيش في مكان مليء بالعنف كغلاف غزة.

قبل ثلاث سنوات ونصف صدر كتاب ترجم للعبرية تحت عنوان " داود وجالوت، كيفية تحويل الضعف لقوة" للكاتب الانجليزي-كندي مالكوم جلادويل .

 وقد تسنى لي في الآونة الأخيرة أن أقرأ هذا الكتاب مما جعلني أجزم أن السياسات العنيفة للحكومة الاسرائيلية ضد غزة وحماس لن تفشل فحسب، وإنما ستزيد الوضع سوءاً ولن تقدم أي حل أمام التهديدات القادمة من قطاع غزة.

في الكتاب يحاول جلادويل أن يفسر كيف نجح داود بالتغلب على الجبابرة وبالأخص جالوت. وقد أورد في كتابه عدة أمثلة من التاريخ الحديث تساند فكرته ومن هذه الأمثلة صمود الانجليز أمام قصف الألمان للعاصمة لندن في الحرب العالمية الثانية وكذلك صمود الأيرلنديين أمام الانجليز عندما ضمت بريطانيا إيرلندا للمملكة وأيضا الجرأة التي أظهرها الفرنسيون في وجه المحتلين الألمان إبان الحرب العالمية الثانية، والكثير من هذه الأمثلة، الأمر الذي ينطبق على قطاع غزة حيث أن حماس وسكان غزة ازداد لديهم الصمود والاصرار أمام قوة وعنجهية "إسرائيل" بدلاُ من أن يحدث العكس.

حاولت "إسرائيل" فرض حصار على قطاع غزة أملاً منها بأن الحصار سيعزل حماس وسيمنع إطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية.

 هذا الحصار أدى إلى انهيار في اقتصاد قطاع غزة وإلى تحويل الحياة في القطاع إلى جحيم ولكن هل قام بحل المشكلة الأمنية التي تهدد "إسرائيل"؟ بالتأكيد لا حيث أن سكان قطاع غزة بدلاً من أن يخضعوا ويستسلموا فإن تمسكهم بالمقاومة أضحى أشد من ذي قبل.

1,166 فلسطينيا قتلوا في حرب غزة عام 2008، و 174 فلسطينيا قتلوا خلال حرب غزة عام 2012، و 2,125 فلسطينيا قتلوا في حرب  عام 2014 .

ثلاث حروب عسكرية قاسية ودموية ومدمرة لم تفت في عضد سكان قطاع غزة ولم تجبرهم على التعاون مع "إسرائيل" لإسقاط حكم حماس. إذن أين المشكلة؟

لذا اتضح لنا كسكان غلاف غزة أن الطريقة التي تنتهجها "إسرائيل" ضد قطاع غزة وحماس لا تجدي نفعاً ولا تؤتي ثمارها.

ففي الكتاب المذكور آنفاَ يؤكد الكاتب أن استخدام القوة المفرط تجاه السكان المدنيين يخلق حالة صمود وعدم استسلام منقطعة النظير. وبالتالي فإن الأصوات التي نسمعها هنا وهناك بين السكان الاسرائيليين في غلاف غزة وبالطبع بين وزراء الحكومة والتي تطالب بتوجيه ضربة قوية لحماس في غزة، فإنني أقول لهم أن النتيجة ستكون عكسية وستؤدي فقط إلى زيادة المقاومة في قطاع غزة وليس انهيارها أو أضعافها.

إذن لماذا تصر إسرائيل على السير في طريق القوة والعنف؟.

هناك ثلاث إجابات محتملة. الأولى هي أن زعماء دولة اسرائيل ببساطة لا يدركون العواقب السلبية لاستخدام القوة المفرطة. وإذا كانت هذه الاجابة فقد آن الأوان لاستبدال هؤلاء الزعماء بآخرين أكثر حكمة.

وأما أن تكون الإجابة كالتالي أن قادة "إسرائيل" يدركون أن القوة المفرطة لا تجدي نفعاً ولا تحقق الحل المنشود ولكنها تروق لهم تلقائياً، فاذا كان الأمر كذلك فيجب علينا استبدال هؤلاء القادة بآخرين قادرين على اختيار طريقة أخرى تعود بالنفع علينا كسكان غلاف غزة.

هناك إجابة ثالثة وهي على ما يبدو أنها الصحيحة ألا وهي أن  قيادة الحكومة الحالية  يدركون الآثار الجانبية الضارة لاستخدام القوة المفرطة ضد قطاع غزة، ولكنهم يفضلون استخدامها في كل الأحوال. حيث أن استمرار العنف وعدم وجود حلول جذرية أخرى بجانب إلقاء اللوم على حماس وعلى سكان غلاف غزة، كل ذلك يستخدم كوقود لسياسة التخويف الخاصة بالتيار اليمني في "إسرائيل" وكفزاعة لكي يبقوا في الحكم، فنجدهم دائما ما يعزفون على وتر الأمن والهدوء وإطلاق الصواريخ.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد