أرسل لي أحد الأصدقاء منذ أيام قليلة محاضره كان قد ألقاها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل مؤخراً، ولأكون منصفاً لقد أصابني هذا الڤيديو بالذهول.

بدأ نتنياهو الحديث متباهياً بما وصلت إليه إسرائيل من تطور قائلاً: 
"الخبر السار لا يتوقف فقط عن أن الجيش الاسرائيلي قوي، بل إضافة إلى ذلك إقتصاد إسرائيل كذلك قوي، إنه إقتصاد قوي بشكل مذهل، والذي جعل إقتصادنا قوي هو تحركنا نحو السوق الحرة،  والذي أطلق العنان للعبقرية في الإبتكار وريادة الأعمال، وهذا لم يكن ليحصل في أي وقت مضى"
 
وكشف نتنياهو النقاب عن أن شركات جوجل وأبل وأمازون وفيسبوك لها مراكز أبحاث كبرى في إسرائيل بالإضافة إلى مئات الشركات الأخرى، الثروة الحقيقية هي في الإبتكار. 

إسرائيل تحدث ثورة في الصناعات القديمة وتخلق صناعات جديدة بالكامل، وضرب نتنياهو مثال على ذلك الزراعة، حيث أن إسرائيل إستطاعت تطوير نظام زراعي دقيق، يعمل ضمن طائرات بدون طيار متصلة بقاعدة بيانات كبيرة وهناك أجهزة إستشعار في هذا المجال في الحقول، إستطاعت إسرائيل التحكم بهذه التقنية بعمليات الري بالتنقيط والتسميد بالتنقيط لكل شجرة على حدى عن طريق تقنية الإستشعار.  

إسرائيل تقوم حالياً بإعادة تدوير 90% تقريباً من مياه الصرف الصحي، ما يضعها في مقدمة دول العالم التي تعمل على إعادة التدوير، وأن الدولة التالية لإسرائيل هي اسبانيا بمعدل 70% أي بفارق 20% عن ثاني دولة في العالم. 
 
"يمكننا أن نغير العالم ! نحن فعلا نغير العالم" هكذا إستعرض نتيناهو أمام الجمهور ! 

ذهب نتينياهو بعيداً إلى إحدى القرى الأفريقية وضرب مثال لإمرأة تمشي يوميا 8 ساعات لجلب الماء لأطفالها، ولكن من خلال  تكنولوجيا لشركة إسرائيلية ناشئة إستطاعت حل هذه المشكلة حيث تعمل الآن على توفير المياه لملايين الناس في أفريقيا من خلال  تقنية إستخراج الماء من الهواء الرقيق. 

وحلقت التكنولوجيا الإسرائيلية بعيداً إلى الهند، عن طريق الزراعة، حيث توجد مزرعة تجرييبية هناك ومكان توفرة فيه إسرائيل المعرفة التقنية للمزارعين الهنود، ويأتونه من جميع أنحاء المنطقة ليستفيدوا من هذه التكنولوجيا التي إستطاعو من خلالها زيادة إنتاج المحاصيل والدخل إلى ثلاث وأربع وخمس أضعاف.

إسرائيل تغير العالم في الهند وفِي آسيا وفِي أفريقيا وفِي أمريكا اللاتينية وفِي كل مكان، اسرائيل هي التي تقود العالم حرفياً.
  
إسرائيل هي رائدة عالمية في مجال الإبتكار الخلاق للتطبيقات المحمولة،
 "Smart Mobility Innovation" هناك تقريباً 500 شركة تقنية إسرائيلية تعمل حالياً، ولقد تم مؤخراً بيع شركة واحده منهم بمبلغ 15 مليار دولار، وتباهى نتنياهو قائلاً: التكنولوجيا الإسرائيلية تقود العالم. 

بالإضافة إلى كل هذه المجالات، هناك قطاع مهم جداً وهو قطاع أمن الإنترنت، إسرائيل أصبحت رائدة على مستوى العالم في "السايبر سكيورتي" وهناك أمر مهم للغاية هو أن عدد سكان إسرائيل يمثلون 0.01 ٪؜ من سكان العالم إلا انهم يحصلون على 20% من الإستثمارات العالمية الخاصة في مجال الإنترنت، أي ما يعادل 200 مرة ضعف حجمها. 

إذا نظرنا إلى الأحداث المتسارعة مؤخراً بدايةً بالوفود الرياضية الإسرائيلية التي تستقبل بشكل رسمي ومرحب بها في بعض الدول العربية وصولاً لإستقبال السلطان قابوس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قصره وبصورة علنيه، بالإضافة إلى مناداة الإعلاميين العرب والمؤثرين بالتطبيع وبتمجيدهم العلني لإسرائيل عبر قنوات التواصل الإجتماعي، سنعرف تماماً أن إسرائيل إستطاعت إختراق وغزو  العالم العربي سياسيا واقتصادياً وفكرياً وتكنولوجياً ورياضياً وأصبح التطبيع في جميع المجالات علنياً ومرحب به من الشعوب والحكومات. 

وفِي مقابل هذا كله نحن كفلسطينيين ماذا حل بِنَا !! 
مازلنا "مكانك سر" لا بل عدنا إلى العصور الوسطى ونحتاج خمسون عاماً حتى نتعاف مما نحن فيه اليوم، ومازلنا نتصارع على السلطة والكرسي والتمكين والتحصيل والضرائب والرواتب ومن ولمن وضاعت القدس بين الحكومتين، فأصيب الشعب بحاله الشلل التام واليأس اللا محدود، وفقدنا أي بصيص أمل بما هو آتٍ، وأضعنا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وأصبحت أسمى أمانينا هجرة إلى بلاد الغرب لنؤمن مستقبلاً أصبح بلا معالم في الوطن، وننشأ وطن في قلوبنا لا نعرف عنه شيء بعد أنا لفظنا الوطن عنوه بأيدي أبناءه، أي بمعنى آخر نحن نعمل على تَهجير العقول ورؤوس الأموال وإسرائيل تعمل على إستقطابها من كل بقاع الأرض. 

إذاً نعم أقولها بكل أسف " لقد نجحت إسرائيل وفشلنا نحن".

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد