عوض الله: فلسطين ستوقع قريبا على اتفاق "الضمانات"
قال رئيس إدارة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة في وزارة الخارجية والمغتربين عمر عوض الله، "إن دولة فلسطين ستوقع قريبا على اتفاق الضمانات الشامل الذي يضمن وصول خبراء من وكالة الطاقة الذرية إليها، للتأكد من عدم انتهاك أحكام الاتفاقية".
وأوضح في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين: كان هناك توجه للتوقيع على اتفاق الضمانات الشهر الماضي، بعد أن كلف الرئيس محمود عباس الوزير رياض المالكي بذلك، ولكن لم يتم حينها، بسبب اجراءات داخلية في الوكالة، وعليه طلبنا تحديد موعد للتوقيع".
وأضاف ان توقيع هذا الاتفاق سيرفع مكانتنا فيها، وسنصبح بصفة دولة داخل الوكالة الذرية، مشيرا إلى أن انضمام فلسطين لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية سيعزل اسرائيل دوليا، ما سيدفعها لوضع معداتها، وطاقمها، تحت إمرة وكالة الطاقة الذرية".
وقال عوض الله: إن انضمامنا لهذه الاتفاقية عام 2015 سيساهم في ترسيخ الشخصية القانونية لدولة فلسطين، وتعزيز مكانتها دوليا باعتبار أن الدول هي فقط التي تنضم إلى معاهدات بهذا الوزن.
وتابع: اتفاقية حظر الأسلحة النووية تلزم الدول الأعضاء أن توقع مع وكالة الطاقة الذرية اتفاقا لضمانات شاملة، تسمح بموجبه الدول للوكالة بأن ترسل مراقبيها وأن تطلع على النشاط النووي أو الاشعاعي بحيث تضمن أن الدول لا تتعدى المسموح به من الاشعاعات النووية، مشيرا الى وجود تخوفات اسرائيلية من ذلك، خاصة انه يحق لهم فحص البيئة الفلسطينية، ومدى الأمان من المواد المشعة النووية.
ولفت إلى أنه لولا انضمامنا لهذه الاتفاقية لما استطعنا ادخال المعدات التي تعمل بالطاقة والاشعاعات الذرية التي ستستخدم في مستشفى خالد الحسن لمرضى السرطان، الذي تم انشاؤه بتوجيهات من سيادته.
وأضاف: هذه الاتفاقية هي جزء من منظومة اتفاقيات نعمل من خلالها على خلق ما يسمى "بالمنطقة الخالية من اسلحة الدمار الشامل"، ما سيعزل اسرائيل تلقائيا، باعتبارها الدولة الوحيدة في المنطقة ليست عضوا في هذه الاتفاقية، والذي يعكس تبعات سياسية وقانونية عليها أمام المجتمع الدولي، وتصبح المواجهة ليست معنا، بل مع العالم".
وأكد عوض الله أن المجتمع الدولي يرى جدية كبيرة في دولة فلسطين، بانضمامها للعديد من الاتفاقيات، والالتزام بها، وترسخ ذلك بانتخابها لرئاسة مجموعة الـ77 والصين، وثقة العالم بقدرتها على إدارة الملفات الفنية، وحماية شعبها، وقرارها السياسي".
بدوره، حذر أستاذ الفيزياء النووية والاشعاعية في الخليل البروفسور خليل الذباينة من خطورة الاشعاعات النووية الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية بكل مكوناتها، بقوله: نحن مقبلون على كارثة بسبب هذه الأشعة، التي لا ترى بالعين المجردة، والذي من الصعب التخلص من تأثيراتها.
واشار إلى أن الاشعاع النووي يؤدي إلى أضرار خطيرة، خاصة على الأطفال، والأجنة، والأمهات، عن طريق اصابتهم بإمراض مختلفة، خاصة السرطان، ولها أثر على الجهاز التناسلي مسببة العقم، وعمليات الاجهاض، وانخفاض في قدرة الجهاز المناعي للإنسان، وبالتالي فرص إصابته بأمراض خطيرة كبيرة، وأخطرها مرض السرطان، منوها الى ارتفاع نسبة الاصابات بهذا المرض مؤخرا.
وكشف الذباينة عن نتائج فحص مخاطر الاشعاعات النووية على البيئة الفلسطينية، خاصة منطقة الخليل، والتي وصفها بالكارثية، وقال: "إن عنصر السيزيوم (137) المشع ينتج عن الصناعات النووية والكيميائية يجب أن يكون تركيزه في الطبيعة صفرا، ولكن في بعض مناطق في يطا بالخليل وصل إلى 36 لكل كيلوغرام، وفي دورا تجاوز الثلاثين، محذرا من خطورة زيادة نسبته في الطبيعة، على الانسان، والنباتات، والحيوانات.