اعتبر الباحث "رياض الاشقر" الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات بأن قرار الاحتلال بمنع أهالي أسرى حركة حماس من قطاع غزة زياره ابنائهم في السجون مخالف كل الاعراف والقوانين الدولية، ولن يفلح في التأثير على موقف المقاومة من أي صفقة قادمة او حتى تقديم معلومات مجانية.

وأوضح "الأشقر" في تصريح وصل وكالة "سوا" الاخبارية نسخة عنه بأن اللجنة الوزارية للتشريع لدى الاحتلال وافقت على مشروع قانون قدمه النائب المتطرف " اورين حزان" يمنع بموجبه زيارات ممثلي الصليب الأحمر، وعائلات أسرى حماس لأبنائهم في السجون، وان القانون سيعرض على " الكنيست " للمصادقة عليه بشكل نهائي خلال الأيام القادمة ليصبح قابلاً للتنفيذ.

مستطرداً بان وزراء حكومة الاحتلال صادقوا على القرار استجابة لضغوطات أهالي الجنود والضباط المفقودين في غزة بعد الحرب الأخيرة عام 2014، والذين صعدوا من ضغطهم على حكومة الاحتلال في الشهور الأخيرة لإعادة ابنائهم، واتهموها بالضعف والتهاون في قضية أبنائهم المأسورين لدى فصائل المقاومة في غزة ، وذلك للضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات في هذه القضية.

ودحض "الاشقر" حجة الاحتلال بأن هذا القرار تم اتخاذه رداً على موقف حماس الرافض للسماح بزيارات لمنظمات إنسانية للإسرائيليين الذين تحتجزهم وهم "هشام السيد" و"آبرا منجيستو"، وجثث الجنود الإسرائيليين "هدار جولدين" و "اورون شاؤول" موضحاً بان الاحتلال يحتجز جثث المئات من الشهداء الفلسطينيين سواء في مقابر الأرقام أو الثلاجات دون أى اكتراث بالقانون الدولي الإنساني، كذلك تعتقل 6 الاف فلسطيني في ظروف قاسية المئات منهم محرومين من زيارة ذويهم منذ سنوات .

ودعا "الاشقر" الاحتلال الى اتخاذ العبرة من قرار وقف زيارات أسرى قطاع غزة بالكامل وليس أسرى حماس فقط والذى استمر لأكثر من 6 سنوات بعد أسر الجندي "جلعاد شاليط" في غزة عام 2006، ولم يؤدى الى تراجع المقاومة عن مطالبها او اضعاف أي صفقة تبادل معها، بل ان المنع استمر لما بعد اتمام صفقة وفاء الاحرار عام 2011، ولم يعود برنامج الزيارات سوى بعد اضراب الكرامة في نيسان من العام 2012 .

وأشار "الاشقر" بان حكومة الاحتلال ومخابراتها وصناع القرار فيها يدركون جيداً بان مثل هذه الخطوات لا تؤثر على مجريات أي صفقة قادمة، ولن تفلح في دفعها لتقديم معلومات مجانيه للاحتلال، وكذلك لا تشكل ضغط على المقاومة والأسرى انفسهم المتضررين من القرار وذويهم يتفهمون هذا الامر جيداً بل ويشدوا على يد المقاومة للثبات على شروطها مهما حصل.

ودعا "الاشقر" أهالي جنود وضباط الاحتلال المفقودين الى استمرار الضغط على حكومتهم والتي تتسبب فى استمرار أسر أبنائهم باحتجازها لأكثر من 6000 أسير فلسطيني في ظروف قاسية بينهم أطفال ونساء ومرضى 12 منهم امضوا ما يزيد عن 30 عاماً في السجون، مشيراً الى أن هذا هو الحل الوحيد الذى سيعيد لهم ابنائهم احياء، ودون ذلك لن تفلح كل خطوات الضغط على حماس او على اسراها في اعادتهم أو حتى معرفة مصيرهم .

كما دعا "الاشقر" المؤسسات الدولية وعلى رأسها الصليب الاحمر الدولي التدخل العاجل لوقف هذا القرار التعسفي بحق أسرى غزة والضغط على الاحتلال لاستمرار برنامج الزيارات لجميع الأسرى .