مركز الحوراني يحتفل بتوقيع كتاب "المسألة والقضية"
نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق حفل توقيع كتاب من إصداراته بعنوان "المسألة والقضية: دراسات في قضية اللاجئين الفلسطينيين" للباحث ناهض زقوت مدير عام المركز، وذلك في قاعة المركز ب غزة ، بحضور غصت بهم قاعة من المركز من الكتاب والباحثين والسياسيين ورؤساء اللجان الشعبية للاجئين وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأكاديميين والإعلاميين والمخاتير والوجهاء، وتحدث في حفل التوقيع مستعرضا الكتاب الباحث الدكتور إبراهيم المصري المختص بالشؤون السياسية العربية والفلسطينية، ومؤلف الكتاب الباحث ناهض زقوت.
وقد افتتحت حفل التوقيع الإعلامية سارة سلامة مرحبة بالحضور كل باسمه ولقبه، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وقالت: تطبيقا لمجريات القضية الفلسطينية وعرضا لسبعين عاما من نكبة فلسطين، يبقى السؤال المعلق متى سنعود؟، وعلامات الترقيم تجول في عقولنا، وعلامات الاستفهام المحتضنة لحقوقنا، والأسئلة تدور أين، ومتى، وكيف، ولماذا، كلها تصب في خانة حق العودة وقضية اللاجئين. وأضافت مباركة للباحث صدور هذا الكتاب عن مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقرأت تعليق الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مباركا للباحث، ومؤكدا أن هذا الكتاب يأتي في وقت تحاول فيه الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية إسقاط قضية اللاجئين، وهذه الدراسة تقول للقاصي والداني أن حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة وعلى رأسها حق العودة استنادا للقرار الأممي (١٩٤)، وحقهم في عاصمتهم الأبدية القدس الشريف، وتجسيد استقلال دولة فلسطين ذات السيادة لا ولن تسقط بالتقادم، والاستيطان كما الاحتلال إلى زوال.
وقدم الدكتور إبراهيم المصري قراءة في الكتاب قائلا: جئنا جميعا إلى هذا الملتقى الثقافي والفكري الأصيل مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق منارة الثقافة في قطاع غزة المتعطشة للنور دائما لتنفض عنها غبار الماضي، وتنير دربا من دروب العلم والإيمان بقضيتنا الفلسطينية، ملتقى يتميز دوما بالفعاليات والنشاطات سواء في تكريم رواد الثقافة والعلم أو في دعم المبدعين ورعاية الموهوبين الشباب من كلا الجنسين، أوفي إنتاج الدراسات التي تخدم القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية.
وأكد الدكتور المصري أن أهمية هذا الكتاب تنبع من منطلقين رئيسيين: الأول، تنبع من طبيعة القضايا التي يناقشها ويعالجها هذا الكتاب، في قضية اللاجئين والقدس التي خاض فيها الكاتب ناهض زقوت وعايشها على مر سنوات طويلة سواء في كتاباته ودراساته وعلى مستوى المؤتمرات والندوات وورش العمل التي نظمها مركز عبد الله الحوراني فكان في قلب كل هذه الفعاليات التي لم تغب عن حضوره فرسخت لديه إيمانا بأن قضية اللاجئين أصبحت معاشه اليومي وهمه الذي يصاحبه فلا يفارقه فكتب لنا عن القدس واللاجئين. الثاني، المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وعمادها القدس واللاجئين عندما قررت الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولاتها إنهاء قضية اللاجئين بتقليص ثم تجميد دعم الولايات المتحدة المالي للأونروا بشكل كامل، وإعادة تعريف اللاجئ من خلال سن القوانين الأمريكية بتحديد إعداد اللاجئين ورفض انتقال صفة اللاجئ من جيل إلى جيل يليه، تبدأ بشل عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الاونروا " باعتبارها الممول الأكبر والرئيسي للوكالة إذ تبلغ مساهمتها أكثر من 260 مليون دولار سنويا.
ويشير الدكتور المصري إلى أن هذا الكتاب يترك انطباعا أوليا بالجهد المبذول في جمع المعلومات من مصادرها الأصلية وتبويبها وشموليتها لقضايا مرتبطة ارتباطا جذريا بقضية اللاجئين بما يعطي دلالات واضحة لحجم المأساة وعمقها في تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أرضهم في ارتباط وثيق بين الاستعمار البريطاني والتطبيق الصهيوني، ويضيف أن الكتاب يقدم فكرة شغلت عقولنا عبر عشرات السنين، فإنتاجنا الفكري يمكن أن نحكم عليه من خلال قيمته العلمية والفكرية وتعميق المعرفة بأهداف ومرامي الغزوة الصهيونية لفلسطين، وحقيقة نرى أن الكاتب استطاع أن يربط بكل يسر وسهولة بين أكثر من قضية ومسألة تتعلق وترتبط مباشرة باللاجئين الفلسطينيين، وقد لاحظنا بقراءة متأنية نظرة الكاتب الفاحصة التحليلية التي وظفها في التأصيل لقضية اللاجئين ومراحل تطورها، وتعريفه للاجئ في القانون الدولي وتطور هذا التعريف أوروبيا، ثم تناوله لنكبة القدس وارتباط كل ذلك بحق العودة مبينا تصوراته لهذا الحق في ظل الدولة الواحدة وحل الدولتين.
وتحدث الباحث ناهض زقوت مؤلف الكتاب مرحبا بالحضور ومقدما الشكر للدكتور إبراهيم المصري على قراءته القيمة للكتاب، وشاكرا مديرة اللقاء الأخت سارة سلامة على جهدها المميز في إدارة حفل التوقيع، وقال: منذ حلول النكبة السبعين للشعب الفلسطيني, وسؤال يدور في ذهني: أين وصلنا بقضية اللاجئين وحق العودة؟، وذلك على كل المستويات الرسمية والشعبية والقوى والفصائل السياسية. وإذا كان السؤال يتعلق بنا كفلسطينيين, فهذا من قبيل خصوصية قضية اللاجئين وحق العودة لأنها جوهر القضية بل هي الوطن كله, ولا تحل القضية الفلسطينية دون عودة اللاجئين, وتحتاج إلى مساندة عربية وإسلامية أيضا, ولكنها تختص بالحق الفردي لكل لاجئ فلسطيني هجر من أرضه, وهذا الحق غير قابل للتفاوض أو التنازل من أي طرف كان لأنه لا يملك هذا الحق.
وأشار إلى انه بعد سبعين عاما من النكبة وانتظار اللاجئين أمام مركز التموين والإغاثة، ويحلمون بحق العودة، متمسكين بوكالة الغوث "الاونروا" كشاهد على نكبتهم. تأتي الإدارة الأمريكية برئاسة " ترامب" لتنفيذ المطالب الإسرائيلية بتصفية وكالة الغوث تمهيدا لتصفية حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على توطين اللاجئين في أماكن إقامتهم.
ويؤكد الباحث ناهض زقوت على أن هذا الكتاب يطرح مسألة ثقافة حق العودة من خلال ثماني دراسات تناقش قضية اللاجئين منذ المسألة اليهودية وتداعياتها في المجتمع الأوروبي وحلها على حساب الشعب الفلسطيني، وآليات الاستيلاء على الأرض الفلسطينية منذ العهد العثماني مرورا بالاحتلال البريطاني وصولا إلى إقامة الكيان الإسرائيلي، ومراحل تطور قضية اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة، وتعريف اللاجئ في القانون الدولي الإنساني، وجدلية الاختلاف السياسي في تعداد اللاجئين الفلسطينيين عام 1948، والتطهير العرقي والمكاني: نكبة القدس عام 1948، وحق العودة بين القرار 194 وحدود دولة ال67، وحق العودة بين حل الدولة الواحدة وحل الدولتين.
وفي ختام حفل التوقيع اهدي الباحث ناهض زقوت باسم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق نسخة من الكتاب لكل الحضور.