توصيات بضرورة تمثيل عادل للشباب واستعادة الثقة مع الأحزاب
أوصى أعضاء اللجنة الشبابية المنتخبة، في المؤتمر الذي عقدته الاتحاد العام للمراكز الثقافية، اليوم الأربعاء، بضرورة قيام الاحزاب السياسية بإجراء إصلاحات عاجلة، تضمن تمثيل عادل ومنصف لفئة الشباب داخل الهيئات العليا، بهدف استعادة الثقة بين الشباب والجمهور والأحزاب.
كما أوصت خلال المؤتمر الذي حمل عنوان التسامح المجتمعي وحماية للنسيج الاجتماعي وتمكيناً للمصالحة المجتمعية، في قاعة منتجع الشاليهات السياحي غرب مدينة غزة ، بضرورة تقديم الشباب حلول فعليه وعملية لصناع القرار وإشراكهم، بخصوص الملفات العالقة في المصالحة السياسية، مطالبة بتشكيل لجنة شبابية تشارك في المصالحة المجتمعية وتفعيل دورها في المشاركة لتحقيق المصالحة السياسية العامة.
وجاء هذا المؤتمر في مشروع "الشباب هم المستقبل"، الممول من قبل جمعية المساعدات الشعبية النروجية، وتنفيذ الاتحاد العام للمراكز الثقافية بمشاركة 30 مؤسسة شريكة في قطاع غزة.
وأكد أ. يسري درويش رئيس مجلس ادراة الاتحاد العام للمراكز الثقافية، على أهمية التسامح المجتمعي الذي يؤسس لحياة ديمقراطية حقيقية تحافظ علي التعددية بين أوساط الشعب الفلسطيني، ممثلا بفصائله ومؤسساته ومكوناته المختلفة، مشدداً علي ان المشروع الوطني الفلسطيني الذي يحميه حاليا هي منظمة التحرير الفلسطينية.
وبين أن مشروع الشباب هم المستقبل والذي قام بمشاركة 30 مؤسسة في قطاع غزة وتدريب 60 شاباً وشابة علي مفاهيم التسامح المجتمعي والتي تؤسس لعمل وطني حقيقي، معربا عن أمله ان يشكل هذا المؤتمر بارقة أمل، لأننا بحاجة لجمع حركتي فتح و حماس وممثلين عن الشعب الفلسطيني من فصائل ونساء وشباب وكل الفاعلين في المجتمع.
ونوه أن التسامح المجتمعي يؤسس لمصالحة مجتمعية حقيقة وإعطاء الناس حقوقهم، وليس التنازل عن الحقوق الوطنية مبينا أننا نستطيع فيما بيننا، أن نتنازل عن موقعنا وعبارات الود والمحبة يجب ان تسود فيما بيننا.
ووجه رسالة الي الوفود الفلسطينية في القاهرة، قائلا ان بارقة الامل في إنهاء الانقسام ما زالت كبيرة، ولكن إن لم يتم الاتفاق يجب النزول الي الشارع ويجب ان نلتقط زمام المبادرة، وفي ختام كلمته تقدم بالشكر الي المؤسسات الشريكة والي جمعية المساعدات الشعبية النروجية.
بدوره، قال أ. محمود حمادة ممثلا عن جمعية المساعدات الشعبية النروجية، إن "مشروع الشباب هم المستقبل بدأ منذ العام 2012، واستمر حتي نهاية عام 2016، وعاد الان لمدة 4 شهور من أجل استكمال ومتابعة ما وصل إليه الشباب من أجل المصالحة المجتمعية بين الشباب"، لافتاً إلى أن العمل مستمر مع الشباب حتي يستطيع المشاركة في صياغة القرار الوطني الفلسطيني.
وأكد أ. أحمد أبو حليمة رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، ممثلا عن المؤسسات الشريكة مع الاتحاد العام للمراكز الثقافية في قطاع غزة، أن هذا المشروع المتجدد والمهم يوثق مفاهيم قيمة ونبيلة نحن بأمس الحاجة إليها من أجل حماية النسيج الوطني والاجتماعي وهي مفاهيم التسامح المجتمعي وصولاً الي المصالحة الاجتماعية، لتصل بنا الي مصالحة سياسية وطنية، تمكن شعبا من تجاوز هذه المرحلة السوداء والمضي قدما بمشروعنا الوطني الفلسطيني حتي التخلص من الاحتلال الاسرائيلي.
وقد افتتح أ. فادي ابو شمالة المدير التنفيذي للاتحاد العام للمراكز الثقافية الجلسة الأولي والتي جاءت بعنوان لجنة المصالحة المجتمعية، التحديات والإنجازات.
من جهته، أشار د. عماد الأغا مفوض العلاقات الوطنية بحركة فتح في قطاع غزة، إلى أن مفهوم التسامح المجتمعي هو "جزء من فكر عميق لدينا وهو الفكر الإسلامي وان هذا اللقاء هو لشريحة الشباب، فنحن أيضا نعي ونفهم ان هناك مشكلة كبيرة لان قطاع الشباب هو بحاجة الي مستقبل أفضل وان مفهوم المصالحة المجتمعية هي مصالحة وطنية وليست مصالحة جزئية"، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت دائما انه يتعالى علي جراحه ومن خلال حكومة واحدة واستراتيجية موحدة من كل الفصائل نستطيع ان نحقق مستقبل افضل للشباب.
وفي ذات السياق، أوضح د. ماهر أبو صبحة عضو لجنة المصالحة المجتمعية عن حركة حماس، أن المصالحة المجتمعية هي نتائج اتفاق القاهرة عام 2011، وان لجنة المصالحة المجتمعية استطاعت ان تغلق 135 ملف بين عائلة ضحايا الانقسام.
وبين أن الانتخابات الشاملة من رئاسية وتشريعية ومنظمة التحرير هي الخطوة الأولي من أجل تحقيق مصالحة كاملة.
وكانت الكلمة الأخيرة من الجلسة الأولي للسيد صلاح أبو ركبة، عضو لجنة المصالحة المجتمعية عن الجبهة العربية الفلسطينية، قائلا انه غالباً ما يتم تقديم المصالح الحزبية عن المصالح الفلسطينية ونحن بحاجة الي خطوات عملية علي أرض الواقع.
وأشار إلى أنه في ظل هذا الواقع الأسود ما ينتظر الشباب والخريجين هي البطالة، وان الشعب الفلسطيني لم يعد يهتم الي الاتفاقات والوفود المنعقدة بين طرفي الانقسام بل يريد نتائج حقيقية علي أرض الواقع.
وانتهت الجلسة الأولي من المؤتمر بنقاش وحوار واسع بين الشباب المشاركين وبين المتحدثين جاءت اغلبها حول المشاكل التي يعاني منها الشباب أثر الانقسام والحصار المستمر علي قطاع غزة.
وبدأ محمود عدوان منسق المحافظات الجنوبية، الجلسة الثانية من اعمال المؤتمر والتي قدم فيها أ. أحمد العجلة عضو اللجنة الشبابية المنتخبة، ورقة عمل جاءت بعنوان رؤية شبابية لدعم جهود التسامح المجتمعي.
حيث أكد علي ان فئة الشباب هي العامل الرئيسي والفعال في رسم المستقبل وخط الدفاع الأول عن المشروع الوطني الفلسطيني، وانه منذ اللحظة الأولي للانقسام والشباب هم من يدفع ثمن باهظ.
وقدمت هديل حمودة عضو اللجنة الشبابية المنتخبة ورقة العمل الثانية، بعنوان التسامح المجتمعي حماية للنسيج الاجتماعي وتمكيناً للمصالحة المجتمعية، مبينة أن فئة الشباب هي الفئة الاكثر تأثير في المجتمع الفلسطيني والقوي القادرة علي صنع التغير في بناء المستقبل.
وأضافت أن البيانات الصادرة من المركز الفلسطيني للإحصاء عام 2017، فيما ذكرت أن فئة الشباب في الضفة الغربية 29% وفي قطاع غزة 29% ونصف، مبينة أنه من الواجب علي اصحاب القرار الاستثمار في هذه الفئة من أجل احداث تنمية حقيقة مستدامة.
وفي ختام المؤتمر، تم توزيع شهادات الشكر على المؤسسات الشريكة والشباب والشابات، الذين تلقوا التدريبات وشاركوا في ورش العمل، وجلسات الحوار خلال فترة المشروع كممثلين عن المؤسسات الشريكة.