كتبَ يقول: «كانت دول المغرب العربي، (البربر) في أواخر القرن الثامن عشر 1796م ، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، تحت حكم العثمانيين تمارس القرصنة البحرية على السفن التجارية، الأوروبية والأميركية تفرض عليها الإتاوات والضرائب، كانت ميزانيات تلك الدول تعتمد على القرصنة البحرية، (كانت بريطانيا تدفع للجزائر 800 جنيه من الذهب نظير الحماية، وكانت أميركا في عهد مؤسسها، جورج واشنطن تدفع للجزائر كذلك). حاولت أميركا غزو طرابلس، ليبيا عام 1801م غير أن الليبيين أسروا أكبر السفن، وهي سفينة، فيلادلفيا، وأسروا على متنها ثلاثمائة جندي أميركي كرهائن، ما اضطر الرئيس الأميركي الثالث، توماس جيفرسون، أن يُجهز حملة عسكرية بريَّة من الإسكندرية نحو مدينة، درنة الليبية، بقيادة القائد الأميركي، William Eaton ، مستعينا بعميلٍ منفيِّ هو أخ حاكم ليبيا، يوسف قرمنلي، عام 1805 حيث تمكن القائد الأميركي والعميل الليبي، أحمد قرمنلي الذي عاش في مصر منفيَّا من أخيه تمكَّن بعد حصار مدينة درنة الليبية وهزيمة أخيه، يوسف حاكم طرابلس العثماني، هكذا جرى تحرير الرهائن الأميركيين، وإنهاء عصر القرصنة في البحر الأبيض المتوسط!  إن قرصنة ليبيا والجزائر، تشبه (قرصنة) مسيرات العودة في غزة ، لذا يجب أن يُنفِّذ  الجيشُ الإسرائيلي غزوا لقطاع غزة، بالاستعانة بالعملاء كما حدث في ليبيا لإنهاء (قرصنة) قطاع غزة على حدود إسرائيل!!» كاتب الاقتباس السابق هو الباحث في الجامعة العبرية والمحرر الصحافي، يوشوع باشت في صحيفة، أروتس شيفع يوم 23-9-2018م.


ملاحظة كاتب المقال: [هناك أخطاء تاريخية مقصودة في المقال أبرزها، أن القائد الأميركي، وليم إيتون لم يتمكن من هزيمة طرابلس، على الرغم من قصفها بالقنابل بل فاوض حاكمها، ودفع له ستين ألف دولار ذهبي أميركي نظير الإفراج عن الرهائن.


تشهد الساحة الفكرية الإسرائيلية نشاطاً حثيثاً لإنتاج الأفكار الجديدة التي يستفيد منها السياسيون، ويُطبقونها عملياً، فما أكثر مصانع إنتاج الأفكار في إسرائيل، على شاكلة أفكار الصحافي اليهودي هرتسل، ونظريات عالِميْ الأنثروبولوجيا، أرنون سوفير، والبرفسور سيرجي دلا فارغولا في علم الجغرافيا، فقد وضعا للسياسيين  استراتيجيات الكتل الاستيطانية، وخريطة بناء الجدار العنصري، وكيفية تقليص السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض، تمهيدا لتأسيس دولة اليهود فقط!


 كذلك أنجز الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، غيورا أيلاند خطة التخلص من قضية فلسطين، بتوسيع قطاع غزة، أما البرفسور والباحث والمفكر اليهودي الأميركي من جامعة، جورج تاون، أوري شولتز فقد وضع خطة لتفكيك القضية الفلسطينية، بواسطة دراسة تشكيل ثلاث دول لغرض التخلص من حل الدولتين، وتحقيق مؤامرة إدامة الانقسام الفلسطيني!
صاغتْ إسرائيلُ من جامعاتها مسبوكاتٍ مختلفة لإنتاج الأفكار والثقافات؛ وتعلمتْ من تجارب الدول المتقدمة، فجامعة التخنيون في حيفا تُنتجُ إبداعات واختراعات، أما جامعة بن غريون في النقب، فهي مصنعٌ لإنتاج الفكر الفلسفي التاريخي، أما الجامعة العبرية، فهي مقرٌ لدراسة تواريخ الشعوب، وجمع الوثائق والمخطوطات لفائدة الدارسين، أما جامعة بار إيلان، جامعة التيار الديني الصهيوني فهي ترسم الخطط لاغتصاب الأرض الفلسطينية، وجلب المهاجرين، أما جامعة تل أبيب فهي حاضنة للأفكار الحديثة.


أما حكامُ العرب المستبدون فقد نجحوا في تطويع، وتدجين المثقفين والمفكرين للسياسيين، وتحويلهم إلى شعراء بلاطٍ مدَّاحين، فأصبح السياسيون المستبدون يقودون المثقفين، يعزفون على أوتار أقلامهم، وفق مقولة نابليون: «يستطيع الحكامُ البقاءَ في الحكم مدة طويلة إذا تحكَّموا في الأقلام!»


إن أروع الأقوال سارية المفعول حتى اليوم وتنطبق على العرب، على الرغم من تاريخ إنتاجها القديم وهو عام 1900م  جاءتْ على لسان المفكر المبدع،  عبد الرحمن الكواكبي، في كتابه المحظور في معظم بلاد العرب، «طبائع الاستبداد، ومصارع الفساد» حين قال: «الحاكمُ المستبد لا يرتاح للعلماء، لأنهم يُذكِّرونه بجهله، لذلك، فإنه يعمد إلى إذلالهم، وتقريب طائفة منهم، تتصف بالضِّعةِ والمهانة.»

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد