"إنَّ مصادرة أراضي الفلسطينيين، لم تبدأ منذ إصدار قانون البؤرة الاستيطانية، (عاموناه) العام 2016 وهو القانون الذي يُسوِّغ مصادرة أراضي الفلسطينيين، بل بدأتْ مصادرة الأراضي الفلسطينية منذ تأسيس إسرائيل. فقد شرَّعتْ إسرائيلُ سرقةَ أراضي الفلسطينيين منذ تأسيسها العام 1948 بادِّعاءات كاذبة!


قريتا، إقرث، وكفر برعم الفلسطينيتان مثالٌ على هذه السرقة، بلغتْ مساحةُ القريتين 28 ألف دونم العام 1948، أعلن سكانُ القريتين الاستسلام للجيش الإسرائيلي، ورفع سكان القريتين من المسيحيين الفلسطينيين الرايات البيضاء، العام 1948 غير أن جيشَ إسرائيل أمر  سكان القريتين بإخلائهما مدةَ أسبوعين فقط لغايات أمنية! غير أن الجيش لم يَسمح لسكان القريتين بالعودة بعد انقضاء الأسبوعين.


لجأ سكانُ القريتين لمحكمة (العدل) العليا، أصدرتْ المحكمة قرارا يُجيز لهم العودة، ثم سحبتْ المحكمة الأمرَ القضائي، بعد تدخل الحكومة.


بعد خمس سنوات، أي في العام 1953 قصفتْ طائراتُ إسرائيل مباني القريتين، ثم صودرتْ الأراضي، ووزعت على الإسرائيليين، وخُصصتْ مزارع القريتين محمية طبيعية!!
بعد تسع عشرة سنة، العام 1972 قررت حكومة إسرائيل، برئاسة غولدا مائير طي ملف القريتين، وعدم السماح لهم بالعودة.


لم ييأس مَن بقي حيا من سكان القريتين، فتقدموا العام 1981 بدعوى إلى المحكمة العليا، رفضتها المحكمة العليا بسبب التقادم الزمني!!


وفي عهد حكومة رابين، العام 1993م لم ييأس بقايا سكان القريتين، فصدر قرارٌ بتشكيل لجنة لدراسة الحالة، وأصدرت توصياتها بضرورة إعادة سكان القريتين إلى بيوتهم، غير أن المحكمة العليا رفضت قرار اللجنة!! 


هذه هي سياسة إسرائيل، التواطؤ والخداع بين الحكومة والمحكمة العليا هو أساسُ العمل في إسرائيل" (انتهى الاقتباس من مقال الصحافي الإسرائيلي، كوبي نيف، في صحيفة "هآرتس"، يوم 3-12-2016).


هذه الجريمة كانت بداية لجرائم أخرى، استفادتْ منها إسرائيل في الاغتصاب والمصادرة، والترحيل، فلم تكتفِ بمصادرة الأملاك الحكومية، باعتبارها حكومة رسمية! بل صادرتْ أراضي الأوقاف والمزارع والحدائق، واستحدث نوعا آخر من أنواع المُصادرة، وهي مناطق عسكرية، وإطلاق نيران، وشق طرق، وحرق أشجار الزيتون، وتجريف البساتين، واستحداث مشاريع اغتصاب، مثل مشروع، برافر في النقب، لترحيل خمسين ألف فلسطيني...!!


استخدمت إسرائيل سياسة إبادة الأراضي التي يزرعها بدو فلسطين بالقمح والشعير، برشها بالطائرات بالمبيد الزراعي، الراوند آب، في عالم يُقدِّس البيئة!


وما فعله الاحتلالُ مع سكان قرية العراقيب، وأم الحيران الفلسطينيين يختلف عما يفعله كل يوم فيما يُسمى منطقة "سي"، أصدرتْ سلطة الاحتلال لوائح وقوانين عبودية جائرة، تفرض غرامة باهظة على مَن تُدمَّر بيوتهم، وتفرض عليهم دفع تكاليف هدم بيوتهم، كأبشع جريمة في الألفية الثالثة!


وما تفعله إسرائيل اليوم في القدس هو أيضا مختلفٌ، حيث تقوم جمعيات إسرائيلية إرهابية بطرد الفلسطينيين من بيوتهم، باستخدام المحاكم الاحتلالية كغطاء لأفعالها، مثل جمعية "عير ديفيد"، أو "إلعاد".


ما يجري الآن في الخان الأحمر من إرهاب احتلالي بالتضامن بين الحكومة والمحكمة العُليا هو مثال صادق على ما ذكره الكاتب الإسرائيلي، كوبي نيف غايتُه بالتأكيد تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي وضعَه مؤسسو إسرائيل، وهو شعار حزب الاستيطان الرئيس، "إسرائيل بيتنا"، بزعامة، نفتالي بينت، شعار التطهير العرقي: أكبر قدر من المساحة الجغرافية، وأقل عدد من السكان الفلسطينيين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد