صحيفة عبرية تتحدث عن 'صفقة ربع القرن'.. ماذا تقصد؟
أطلقت صحيفة "يديعوت آحرنوت" العبرية اليوم الجمعة، مصطلح "صفقة ربع القرن" على مرور 25 سنة على اتفاقية أوسلو التي وقعها الفلسطينيين والإسرائيليين لإحلال السلام بينهما، معتبرة أن "التظاهرات التي خرجت ضد اتفاقيات أوسلو هي حقيقة ناجزة".
وقالت "يديعوت" في مقال للكاتب يوعز هندل إن "صيغة اليسار الإسرائيلي في الماضي كانت تعتمد على تحقيق المصلحة الصهيونية في الحد الأقصى من الأرض مع الحد الأدنى من العرب منعا لدولة ثنائية القومية، بينما يتردد اليمين حتى الآن في رسم خطوط 1967".
وأضافت، أن "من تربى تربية دينية ولا يزال يزور الكنس لا يمكنه أن يقود المرحلة الحالية"، موضحة أن "هناك نموذجان في هذه الأيام الرهيبة، الأول يذوب في الصلوات، والثاني لا يجلس بارتياح".
يشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل منذ تولي الرئيس دونالد ترامب لسدة الحكم في البيت الأبيض قبل أكثر من سنة على تدشين خطة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باتت تعرف باسم " صفقة القرن ".
وأكدت الصحيفة أن "الادعاءات التي يطرحها اليسار الإسرائيلي بين الحين والآخر في أن اليمين لا يوفر الحلول، صحيحة نظريا فقط"، مبينة أنه "من الناحية العملية فإن اتفاقية أوسلو هي حل اليمين من خلال فصل غير كامل، وتغيير للحدود وفك الارتباط، مثل ما حدث في غزة وجزء من الضفة".
وذكرت أن "السلطة الفلسطينية موجودة على مساحة 40 بالمئة ومفصولة عن إسرائيل في الوقت الحالي، وهي بالحد الأقصى مفصولة سياسيا وبالحد الأدنى مفصولة أمنيا"، مشددة على أنه "في الحقيقة اليمين واليسار يتحركان في نفس الاتجاه".
وأوضحت أن "من يريد حسابا حقيقيا لاتفاقيات أوسلو عليه مراجعة ما يجري الآن في واشنطن"، مشيرة إلى أن "خطوات إدارة ترامب بالنسبة للفلسطينيين هي المسمار الأخير في فهم المسيرة، وذلك بالضغط من خلال إلغاء ميزانية الأونروا وإغلاق مكتب ممثلية منظمة التحرير وتقليص أموال المساعدات".
واعتبرت أن "اتفاقيات أوسلو كانت مركبة على نحو مخيف برعاية كلينتون، وتضمنت الإرهاب الفلسطينية وتخلت عن آليات الرقابة وانطلقت من نقطة الافتراض بأن مصالح عرفات تتغير بمصافحة واحدة"، مؤكدة أنه "من الصعب القول أن رابين كان يقصد دولة فلسطينية مستقلة حين وقع على اتفاقات أوسلو"، وفق ما نقلته "عربي 21".
وبينت الصحيفة أن "رابين ورجال أوسلو خلقوا حلا مؤقتا من حكم ذاتي فلسطيني ودولة ناقصة، وهو ما يعتبر الحل الوحيد"، لافتة إلى أن "التهديدات على مستقبل يهودية الدولة فارغة المضمون، ليس بسبب الحلم الصهيوني بل لتواجد قوى السوق، بحيث لا يمكن احتساب مليوني فلسطيني"، على حد قولها.