تحدث عن وثيقة حماس
مشعل: نريد كسر حصار غزة والإخوة في رام الله لم يلتقطوا فرصة المصالحة
قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، إن حركته قدمت كل ما يلزم من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وقامت بخطوات كبيرة، مستدركا "لكن الإخوة في رام الله لم يلتقطوا الفرصة".
وأكد مشعل خلال لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة مساء الإثنين، أن "إدارة القرار الفلسطيني الأصل أن تكون منطلقة من موقف فلسطيني واحد؛ وهذا يتطلب تحقيق الوحدة".
وأضاف مشعل: "نريد أن ترفع العقوبات، وأن ينتهي الحصار على غزة من خلال تفاوض غير مباشر وبدون تقديم أي أثمان سياسية".
وأكد أن "القيادة في رام الله ترتكب أخطاء فادحة من خلال فرض عقوبات على غزة، فهم يعطوا الفرصة للاحتلال بتمرير صفقة القرن " وفق قوله.
وثيقة حماس
وحول وثيقة حماس، أوضح مشعل أن الحركة لم تنقلب على ميثاقها، بل قدمت احتراما حقيقيا لمبادئها وتاريخها، فأي تطور يعبر عنه بأدبيات جديدة وليس بالانقلاب عليها.
وأشار إلى أنه لا يمكن أن تقدم حماس كغيرها نموذجا في استسهال تغير المواثيق.
وأكد مشعل أن حركة حماس تطور فكرها السياسي كنوع من التفاعل مع الواقع قبل الربيع العربي، وعبّرت عنه من خلال هذه الوثيقة، مبينًا أن الحركة عبّرت عن مواقفها في العديد من المراحل من خلال بعض المؤتمرات واللقاءات والوثائق، والقرارات التي اتخذها مجلس شوراها.
ونوه إلى أن الوثيقة لم تحمل أي تناقضات، وأن تكون موضع خلاف في قراءات الآخرين لها فهذا أمر طبيعي.
وبين أن وثيقة حماس ليست تغيرا استراتيجيا وليست تغيرا تكتيكيا، بل تطور طبيعي ناضج مبني على التوازن.
دولة على حدود 67
وشدد مشعل على أن حركة حماس لم تقدم أي تنازلت فيما يتعلق بالدولة على حدود عام 67، بل اشتقت هذه الصيغة من أجل تسهيل التوافق الفلسطيني، مبينا أن برنامجنا الطبيعي مقاومة الاحتلال واستعادة الأرض والحقوق.
وأوضح أنه "في حال أقيمت الدولة على حدود 67 فنحن لا نقبل التنازل عن بقية فلسطين ولا نعترف بإسرائيل".
وأضاف مشعل أن "إسرائيل لا يمكن أن تعطينا الأرض والسيادة إلا اذا أُجبرت كما أُجبرت على الخروج من غزة".
وقال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إن "خلفيتنا الفكرية للإخوان المسلمين لا تجعلنا تبعا لأحد، بل نحن حركة مقاومة فلسطينية قرارها شوري خاص فيها".
وبين مشعل أن من إنجازات الوثيقة أن الحركة ترجمت تطورها المتراكم في فكرها وأدائها السياسي دون أن تتخلى عن الثوابت، فحماس تفاعلت مع الواقع تفاعلا إيجابيا وبقيت شخصيتها ومبادئها ثابتة وواضحة.
وأشار إلى أن "حماس لو أرادت أن تجامل الغرب لرأيتموها في العواصم الأوروبية وفي البيت الأبيض"، مبيناً أن "الحركة لا تسعى لاسترضاء أحد على حساب ثوابتها".
وأردف مشعل أن "الحركة تفاوضت مع الاحتلال تفاوضا غير مباشر في موضوع التهدئة وتبادل الأسرى عبر وسطاء عرب وأجانب".
ولفت إلى أن الشرعية لا تكتسب من المجتمع الدولي أو الإسرائيلي، بل تكتسب من صناديق الاقتراع، ومن شرعية النضال؛ وهذا حققته حماس.
وأوضح مشعل أن "الذي يُفقِد نفسه أوراق القوة يفاوض على رأس المال والثوابت وهذا ما فعله البعض" وفق تعبيره.